رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا تلقب الكنيسة السيدة العذراء بـ"العبدة والأم"؟

الكنيسة القبطية الارثوذكسية
الكنيسة القبطية الارثوذكسية

تحتفل الكنيسة القبطية الارثوذكسية بفترة صوم السيدة العذراء، وشرح الدكتور جورج فرج، المتخصص في العلوم اللاهوتية، الخلفية الخاصة بأشهر الحان السيدة العذراء في الكنيسة وهو لحن (افرحي يا مريم العبدة والأم).

وقال فرج إن كلمة "افرحي" سواء كانت (أونوف) أو (راشي) وكلمة "السلام لك" كلاهما ترجمة لنفس الكلمة اليونانية شيري.

No photo description available.

وعن تلقيب العذراء بأنها "عبدة "و"أُم" فقال انه قد أتى ذلك من الإنجيل نفسه، فالعذراء هي التي نعتت نفسها بهذا اللقب عندما قالت: “هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ”، (لو 1: 38)، أي عبدة الرب، وتعبيرأم جاء علي لسان أليصابات لما قالت: "فَمِنْ أَيْنَ لِي هذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟" (لو1: 43)، اما ترافق اللقبين معا فقد جاء أولا في انشودة للشهيد والاسقف ميثوديوس الذي استشهد سنة ٣١١م لما قال (نعما نعما يا ام الله وايتها العبدة... )، ومن بعده كتب القديس كيرلس الكبير الشيرات للسيدة العذراء في احدي عظاته المحفوظة وذكر التعبير صراحة (افرحي، أيتها العذراء مريم، الأم والعبدة،...).

 وتكمن قصة الاحتفال بذلك الصوم، وفق الباحث الإكليريكي مينا رويس، في القصة الواردة في التقليد المسيحي، التي تُشير إلى أن بعد عقب رحيل السيدة العذراء مريم، قام تلاميذ المسيح بدفنها طبقًا لتقاليد وأعراف المُجتمع اليهودي الذين كانوا يعيشون بين أركانه.

وأوضح في تصريح خاص، أنه كان على رأس أولئك التلاميذ القديس يوحنا بن زبدي، ابن خالة السيد المسيح، والمعروف باسم يوحنا الحبيب، والتي كانت العذراء تحيا في بيته، بُناء على وصية المسيح له من فوق الصليب، إلا أنه كان هُناك تلاميذ آخرون غير موجودين مثل توما الذي كان في إحدى رحلاته التبشيرية، في دولة الهند.

وأوضح أنه أثناء عودة توما من هذه الرحلة التبشيرية، رفع عينه إلى السماء فنظر الملائكة وهم يحملون جسد السيدة العذراء إلى السماء، التي قام بإلقاء الزنار التي كانت ترتديه إليه ليكون أكبر دليل على صحة رؤياه، وعند عودته إلى أورشليم لم يُبادر بسرد رؤيته، بل سأل عن العذراء، وحينما أخبروه أنها تنيحت، طلب أن يتبرك من قبرها المُقدس وجسدها الطاهر.

وعندما فتحوا القبر، لم يجدوا الجسد، فشعروا بهول الموقف، إلا أنه روى لهم رؤيته التي أبصرها أثناء عودته من الرحلة التبشيرية من الهند، فصاموا إلى الله مُدة 14 يومًا عسى أن يرد الله على اشتياقات قلوبهم ويبصرون هم أيضًا نفس الرؤية، وهو ما حدث تفصيلًا إذ أنهم عقب انقضاء مُدة الصوم، سمح الله لهم برؤية نفس الرؤية مُجددًا.