كيف يلعب جسمك دورًا كبيرًا في الحفاظ على صحتك العقلية؟
غالبًا ما تُعزى مشكلات الصحة العقلية إلى أحداث مؤلمة أو عوامل شخصية أو بيئية سلبية، وتشير دراسة رائدة إلى أن مشكلات الصحة العقلية قد تكون مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالصحة البدنية.
وفقا لموقع hindustantimes لا يقتصر الإكتئاب على التأثير العقلي للأحداث الحياتية المزعجة، حيث تعد الصحة الجسدية أيضًا أحد الأسباب الأساسية لأعراض الاكتئاب.
توصلت دراسة جديدة من جامعات ملبورن ولندن وكامبريدج إلى وجود رابط مدهش بين الصحة الجسدية، خاصة الأعضاء الحيوية مثل الكبد والقلب، والصحة العقلية، فضعف صحة الأعضاء يؤدي إلى تدهور الصحة العقلية ويسبب اضطرابات نفسية، وكشفت الدراسة أن ضعف الصحة الجسدية، خاصة الكبد والقلب والجهاز المناعي، يؤدي إلى ارتفاع مستويات أعراض الإكتئاب.
تأثير صحة الأعضاء على الدماغ
إن الارتباط بين الصحة البدنية والصحة العقلية يرجع إلى التغيرات البنيوية في الدماغ، حيث أن بنية الدماغ هي السبب الكامن وراء تدهور الحالة الصحية العقلية.
قد يعاني الأشخاص الذين يعانون من تدهور الصحة العامة وضعف وظائف الأعضاء من تغيرات في تشريح المخ. وتزيد التغيرات البنيوية في المخ من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق وعدم الاستقرار العاطفي (العصابية). ويتحدى هذا الكشف النظرة التقليدية للصحة العقلية باعتبارها نفسية بحتة.
التحول في علاج الصحة العقلية
ودعا الباحثون إلى اتباع نهج أكثر شمولية في علاج الصحة العقلية يدمج الصحة العقلية والجسدية. وتركز أغلب علاجات الصحة العقلية على العقل، متجاهلة إمكانية تأثير الصحة الجسدية.
ترتبط الصحة البدنية ارتباطًا وثيقًا بالصحة العقلية يمكن أن تؤثر المشكلات الأيضية مثل مقاومة الأنسولين والالتهابات واختلال التوازن في ميكروبيوم الأمعاء بشكل خطير على وظائف المخ وتساهم في تطور الاضطرابات النفسية. ظهر مؤخرًا الطب النفسي الأيضي، وهو تخصص فرعي، ويدرس قضايا الصحة العقلية من خلال فهم الصحة الأيضية.
وحثت الدراسة على ضرورة العلاج الطبي الشامل، مع مراعاة الجسم ككل وعدم فصل الصحة العقلية عن الصحة البدنية. ومن المهم أن ندرك أن خيارات نمط الحياة مثل النوم والنظام الغذائي وممارسة الرياضة وتعاطي المخدرات تلعب دورًا أساسيًا في الصحة الأيضية، والتي يمكن أن تؤثر بدورها على ظهور الاضطرابات النفسية.