رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشقيقات الأعداء.. سر الكراهية بين الشقيقات "برونتي" وهل الغيرة كانت وراءها؟

الشقيقات برونتي
الشقيقات برونتي

الشقيقات “برونتي”، ثلاث أخوات مبداعات من أشهر الأسماء النسائية في الأدب الإنجليزي، مطلع القرن التاسع عشر. الأخوات الثلاث، إميلي برونتي، وتعد روايتها “مرتفعات ويذرينج” من كلاسكيات الأدب العالمي والإنجليزي خاصة.

أما الشقيقة الثانية فهي، آن برونتي، والتي تصف الناقدة ماي سنكلير روايتها "نزيلة قصر وايلد فيلد"،: إن إغلاق باب غرفة نوم "هيلين" في وجه زوجها أمر تردد صداه في جميع أنحاء انجلترا الفكتورية".

بينما الأخت الثالثة فهي شارلوت برونتي، فمن أهم إنتاجاتها الأدبية الروائية، روايات: “جين آير”، رواية “شيرلي”، رواية “فيليت”، رواية “الأستاذ”، ورواية حكايات سكان الجزيرة.

 سر الضغائن بين الشقيقات "برونتي" وهل الغيرة كانت وراءها؟

لقد صدم العالم الأدبي في القرن التاسع عشر، حين عرف أن مؤلفي تلك الكتب هن من النساء، فلأول مرة تعالج كاتبة ــ كما فعلت إيميلي ــ الإحساسات الداخلية الدقيقة للنفس الإنسانية، لا نفس المرأة فحسب بل نفس الرجل أيضا. ولأول مرة تعالج كاتبة كـ"شارلوت برونتي" الإحساسات الاجتماعية للمرأة والرجل على السواء. ومن أسباب دهشة النقاد أيضا الحياة التي كانت أسرة “برونتي” تحياها.

ورغم الشهرة التي نالتها الشقيقات الثلاث اللائي بزغ نجمهن الأدبي ولمع في القرن الـ 19، إلا الشقاق والخلافات والضغينة نشبت بينهن فما أسبابها والسر وراء هذه الخلافات التي وصلت أن تسرق إحدي الشقيقات نتاج إبداعات آخراهن. 

هذا هو ما يكشف الكاتب العراقي، دكتور جمال حسين علي، في كتابه “لماذا يكره المثقفون بعضهم؟”، والصادر عن مكتبة صوفيا بالكويت.،الذي يرصد من خلاله أبرز وقائع الكراهية والخلافات التي وصلت للضغائن بين العديد من مشاهير الأدب في الغرب والشرق، قديما وحديثا.

سرقات أدبية في عائلة برونتي

حيث يذكر جمال حسين أن: “نزاعات الأدباء طالت حتي الأشقاء، مثل حكاية الشقيقات التي بدأت عام 1845، أثر أعمال العائلة التجارية الفاشلة مما جعل الشقيقات ”برونتي" وشقيقهما “برانويل” عاطلين عن العمل. لكن شارلوت برونتي الطموحة كان لها خطة جديدة لكسب المال وهي نشر روايات وشعر العائلة، وواجهت صعوبة في إقناع شقيقتها إميلي برونتي التي لم تتنازل وتنشر قصائدها، ولأن مبدأها هو الكتابة لنفسها وليس من أجل الربح، الأمر الذي جعل شارلوت تتسلل إلي غرفة نوم أختها بينما كانت إميلي خارج المنزل. 

ويستدرك “علي”: ولكن سرعان ما اكتشفت إميلي أن مكتبها قد تعرض للسرقة، واندلع شجار بينهما بسبب الاختلاف في نظرة الشقيقتين إلي الأدب، حيث كانت شارلوت متعطشة للشهرة وتسعي إلي إصدار مجموعة شعرية مشتركة مع أختها، وتعتقد أن ذلك من شأنه أن يطلقها في الساحة الأدبية. 

في النهاية تدخلت الشقيقة الصغري آن برونتي، التفاوض وأقنعت إميلي، التي أذعنت لنشر إنتاجها في مجموعة قصائد “كورير وإيليس”، و"آكشن بيل"، تحت مسمي الشقيقات برونتي في عام 1846 من قبل الناشر “إيلوت وجونز” في لندن. ومنيت المجموعة الشعرية بفشل تجاري هائل، حيث بيعت نسختان فقط. ولكن ذلك جعل الشقيقات يتجهن إلي كتابة الرواية ليكتسبن شهرة واسعة الآفاق إلي يومنا هذا.