رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سماح زيدان: نسلّم أن مصر السبّاقة في كل الفنون.. وحلم كل فنان عربي (حوار)

الفنانة سماح زيدان
الفنانة سماح زيدان

تعتبرالفنانة "سماح زيدان" واحدة من أبرز الوجوه الشابة فى عالم التمثيل السعودي بعدما استطاعت تحقيق الكثير فى فترة وجيزة، وتعرّف عليها الجمهور المصري من خلال دور "أروى" في مسلسل "مفترق طرق"، وفى هذا الحوار سنتعرف على بدايتها فى عالم التمثيل، وأهم المحطات وطموحاتها المستقبلية.  

حدثينا عن بدايات دخولك لعالم التمثيل خاصة وأنتِ بالأساس مذيعة، وما هى الصعوبات التى واجهتك فى بداية المسيرة؟

 انطلقت مسيرتي التمثيلية بالأساس من بوابة الإعلام، فقد درست الإعلام فى جامعة عين شمس، وأحببت وكنت أنوىِ المضي فى مجال الإعلام كمقدمة برامج، أحببت فكرة الظهورعلى شاشات التلفزيون، والعمل بشكل خاص فى البرامج الإخبارية، بالفعل تدربت فترة فى أحد القنوات التلفزيونية لكنى واجهت صعوبات بسبب بُعد المسافة بين مكان التدريب ومكان إقامتي، بالإضافة إلى صعوبة اضطراري للعيش بمفردي فى بداية العمل. أيضا قلة الاهتمام بالإعلاميات السعوديات فى تلك الفترة، فقد انصب الاهتمام حينها على الإعلامين الذكور.

جميع الظروف التى أحطت بها أعاقت تحقيق هدفي بالعمل الإعلامي، ومن هنا حدث الحياد عن طريق الإعلام ودخول مجال التمثيل، بدأ ذلك عندما عملت مع المخرج السعودي"عبد الخالق الغانم" الذى كان يعمل حينها على مجموعة أفلام توعوية وأشركني فى أكثر من عمل، أفلام قصيرة، ما زاد شغفي  بالعمل بالفن أكثر من العمل الإعلامي، ومن هنا بدأت المسيرة وتوالت الأفلام والمسرحيات والمسلسلات.   

مصر هى بوابة النجومية لجميع الفنانين العرب، سواء فى الغناء أو التمثيل، كيف دخلتي إلى عالم التمثيل فى مصر؟ وكيف قيّم النقاد فى مصر والسعودية أعمالك؟ 

لا أظن أن هناك مَن ينكر دور مصر الريادى والقيادى فى إثراء الفنون فى الوطن العربي، فطالما سلّمنا بأن مصر هى السبّاقة فى كل المجالات الفنية سواء فى الطرب أو التمثيل والمسرح والإعلام والتلفزيون، ومما لا شك فيه أن أى فنان من أى بلد عربي يحلم بالتواجد فى الساحة الفنية المصرية، فى السينما أو التلفزيون وغيره.

وبالنسبة لي والحمدلله، كان حظي جيد كفاية لأشارك فى عملين مصريين أولهم: فيلم"بحر الماس" الفيلم يعرض حاليا فى دور العرض الخليجية لم يعرض فى مصر حتى الآن. لكن فى عرض افتتاح الفيلم أحدث اصداء جيدة بعدما غطت العرض الأول كل القنوات الخليجية والمنصات والبرامج الفنية، وقد حظى العرض بإشادة الجمهور. الفيلم كوميديا خفيف، يجمع بين الممثلين المصرين والسعوديين. 

العمل المصري الثاني والمهم جدا بالنسبة لى، والذى لا يزال يعرض على المنصات الرقمية، مسلسل"مفترق طرق" مع باقة من أجمل النجوم. وقد رشحنى للدور"أحمد خالد موسى"مخرج العمل، وكان قد سبق وشاهد بعض أعمالى كمسلسل الميراث وهو عملي الأشهر والذى قدمنى إلى صناع الأعمال، وبعد عرض مسلسل مفترق طرق تعرّف عليّ الجمهور المصري وهذا ما كنت اتمناه، أن يكون تقدمى للجمهور المصرى بطريقة راقية وتلق بذائقة المتلقى المصري. 

وهو المسلسل المهم جدا، حيث حقق أكبر نسب مشاهدة على المنصة الرقمية ولا يزال متربعا على المركز الأول فى المشاهدة، وذلك بفضل الاسماء العملاقة فى العمل مثل هند صبري، واياد نصار وماجد المصري. وقد شرفنى العمل معهم والتعلم منهم ووضع اسمي بجوار اسمائهم.

 حاز العمل على اعجاب النقاد، وأيضا وجد مكانا كبير بين الجمهور بسبب أن الاحداث تدور على خطين متوازيين، الأول يُقدم قصة حياة الشخصيات وعلاقتهم وتعاطفهم مع بعضهم، والخط الثاني القصص التى ترد عليهم فى شركة المحامات التى يعملون بها. حيث يشاهد الجمهور كل عدة حلقات قصة جديدة من تلك القضايا التى ترد عليهم. 

وقد استطاع العمل جذب مشاهدين لهم أهتمامات مختلفة. فجذب أولئك المهتمين بالحالات الإنسانية والاجتماعية بالمسلسل وتعاطف معهم، وأيضا جذب المهتمين بالجوانب القانونية، خاصة وأن العمل يقدم نوع من التوعية القانونية خاصة تلك المتعلقة بقوانين الأحوال الشخصية، وربما كان ذلك أيضا من أهم أسباب حصد المسلسل لنسب مشاهدة كبيرة. 

_كيف حضّرتي لدورك"أروى" فى مسلسل"مفترق طرق"؟ 

وفى تحضيري لدور"أروى" التقيت كثيرا بالمخرج وعملنا معًا على التحضير للشخصية التى وجدت أنها قريبة جدًا من شخصيتي الحقيقية، فهى الفتاة المقيمة فى دولة خليجية وفجأة تحظى بفرصة السفر إلى مصر، وتقابل الصديقة التى تنصحها بطرق التعامل مع الحياة الجديدة وكيف تتحدث دون خجل بما يدور فى ذهنها، حتى عند التعبير عن حبها لشخص ما، لكنها لم تكن شخصية مندفعة، فقط تتحدث بما تشعر وتفكر به، أحببت الشخصية التى كان لها تأثير كبير فى أحداث العمل وعملت على تغيير الاحداث بشكل كامل، وهو أيضا الدور الذى أحدث فرقا كبير لدى كممثلة.

من هم مثلك الأعلى فى التمثيل؟ 

ليس لدي مثل أعلى فى التمثيل عموما أو الفن، لكن طالما أحببت مشاهدة ومتابعة الفنانات تحديدًا ممن لديهن القدرة على الموازنة بين الحياة الشخصية والاهتمام بمظهرهن وجمالهن وصحتهن، وبين أختياراتهن الفنية. 

فتحقيق هذا التوازن من أصعب الأمور التى تواجهها المرأة المعاصرة عموما والفنانة بشكل خاص،وسط حياتنا المليئة بالضغوط. فعندما أرى إحداهن تنجح فى الموازنة بين كل هذه الامور، مواجهة الضغوط الفنية والضغوط الشخصية، فهذا النموذج يُشعرني بالفخر أكثر وأحاول التعلّم منهن، وهن ما يعطيني الدافع لاستكمال وتحمل الضغط، ولذا، لا أستطيع تحديد اسماء بعينها لكن تحية لكل امرأة تتحلى بتلك الصفات. 

كيف أثرت مهنتك كمذيعة سابقًا على عملك فى التمثيل؟

لم تؤثر مهنتى كمذيعة على التمثيل كثيرا، لكنها أمدتني بالجراءة الكافية للوقوف أمام الكاميرا وكسر حاجز الهيبة منها، أيضا عرفت كيف أبدوا أمامها، وتعلّمت النظرات والوقوف بطريقة صحيحة، فالإعلام أسس لدى قواعد صحيحة للانطلاق فى مجال التمثيل، على الرغم أننى للأسف لم يطول عهدي بالإعلام، لكنى ما زلت انتظر الفرصة المناسبة لبرنامج يرضى طموحى ومكانتى الحالية لكى أعود إلى الإعلام مرة أخرى بشكل أكثر احترافية.  

 

هل ترين أن على الممثل التركيز على إتقان فن التمثيل فقط، أم عليه إتقان العديد من الفنون الأخرى كالغناء والرقص، والكتابة والإخراج؟

أنا أرى أن هناك خلط كبير فى هذه المسألة، فلو استطاع الفنان أن يجمع بين كل هذه المهارات فهذا أمرا عظيم جدا. لكني لا أرى أن هذا شرطا أساسيًا، فأنا أعتبر أن هذه المهارات هبات إلاهية لا تمنح لكل الناس، فمن الطبيعي أن لا يمتلك الممثل مهارت الكتابة، وهى بالمناسبة مهارة فى غاية الصعوبة، فمن المعروف أن قلة عدد الموهوبين فى الكتابة أو قلة النصوص الجيدة كفاية لتنفيذها هى أحد أكبر العوائق فى الإنتاج الفني، وكذلك لا يشترط أن يمتلك الممثل مهارة الإخراج.

أعلم أن البعض احيانا يفترضون أن المشتغل بالمجال الفني بإمكانة العمل فى مجالاته كافة وهذا غير صحيح بالمرة، لذا أظن أن من الأفضل التركيز فى مجال واحد لتأديته بأفضل صورة، فربما ياتى العمل فى مجالات فنية عدة بنتائج عكسية، ويؤدى لتشتيت الفنان.  

ما الأعمال الدرامية التي تعتبريها نقطة تحول في حياتك المهنية؟

هناك ثلاثة أعمال درامية اعتبرهم نقطة التحول، أولها مسلسل كويتي اسمه"العذراء"ومثلته فى بداياتى الأولى، وكان دورا مهم ومع ممثلين مشهورين ومخرج مهم هو "محمد القفاص"، وعُرض فى رمضان لذا حظي بمشاهدات كبيرة.

ثم مسلسل"الميراث" من أهم وأطول المسلسلات، 750 حلقة وهو ما لم يحدث فى تاريخ الدراما المصرية أو السعودية، ومن أكثر الأعمال التى تعلمت منها وزادت شعبيتي وجمهورى، وعُرف المسلسل لطول حلقاته فى كل دول الخليج، وعشنا فى المسلسل، نحن الفنانين، كعائلة واحدة، وكانت حلقات المسلسل تعرض طوال العام وأكثر الحلقات عرضت فى فترة الكورونا والتى توقفت فيها الأعمال نسبيا، ما زاد من مشاهدات العمل. ويعتبر المسلسل بالنسبة لي تدريب مكثف يوميا على التمثيل لمدة 3 سنوات، وثالثا مسلسل هو"مفترق طرق" الذى قدّمنى للجمهور المصرى. 

_ما هي التحديات التي تواجهها الممثلات في السعودية؟

الحمدلله الآن أصبح هناك تطور وأهتمام كبير، ودعم، سواء دعم حكومي أو شركات الإنتاج أو المهتمين بالفن، ممن يأتون إلى السعودية للتصوير والتطوير فى النصوص والسيناريوهات، وكذلك أهتمام الشباب الواعد بدراسة الفن بالخارج سواء فى مصر أو خارج مصر. 

وسمعت أن هناك مشروع لإقامة معهد سنيما ودراما، وهذا يعتبر شيء عظيم لافتقار المنطقة للتدريس الاكاديمي للفنون، فأعتقد أن التحديات قديما كانت أكثر من الآن. قديمًا لم يكن هناك دعم لمجال التمثيل، ربما انصب الاهتمام على الطرب، بالإضافة إلى اختلاف ذائقة الجمهور الذى أضحى منفتحا أكثر على المشاهدة، وقد أسهمت المنصات الرقمية أيضا فى غزارة الإنتاج الفني، فالآن صار التحدي الوحيد للمثل هو اختيار الدور المناسب والشركة المنتجة. 

_ما هي مشاريعك القادمة؟ وهل هناك أدوار جديدة تستعدين لتقديمها؟

أعمل حاليا على مسلسلين فى مرحلة التصوير فى الرياض، لكني أفضل عدم الحديث أكثر حتى تبدأ الحملة الإعلانية، لكن على أي حال، الدوران مختلفان لم اقوم بتمثيلهما سابقا، أحدهم أشعر أنه مختلفة ولطيف وفكرته فنتازية ستدفع المشاهد والممثل أيضا للتفكير فى النِعم بين يديه ولا يقدرها، وسوف يدفع أكثر لتقدير مشاعر الاخرين التى نستخف بها أحيانا وهو مسلسل قصير. 

_هل تؤمنين بأن للفن رسالة يجب إيصالها؟ أم أنه مجرد أداة للترفيه؟ 

أنا أرى أنه ليس مطلوب من الفن أن يعلّم المشاهد. فالتعليم يجب أن يكون فى المدارس والبيوت ومن الأهل والتجارب الشخصية، وليس من التلفزيون، فأنا ضد أن يترك الإنسان كل مناهل التعلم فى الحياة ليتعلّم من التلفزيون مبدأ أو خلق معين، هذه ليست وظيفة التلفزيون. 

لو وجدت رسالة فمرحبًا، وإن لم يوجد فهذه ليست وظيفة التمثيل فى رأي. ربما يناقش الفن ما يحدث فى الواقع، لكن فى النهاية لو أحتوى العمل على رسالة فلن تتعدى كونها مجرد وجهة نظر منتج ومخرج العمل، وليس شرطا أن تكون صحيحة، فلا بد أن نشاهد الفن للاستمتاع بالفن نري الجديد الخيالي، نرى ما يسرّى عنا لبعض الوقت متاعب الحياة الحقيقية. 

_ماذا تتمنين تحقيقه في المستقبل على الصعيدين الشخصي والمهني؟

أولا أنا أفصل كليا حياتي الشخصية عن المهنية، وأتمنى أن أستمر على هذا المنوال طوال حياتي لتحقيق الاستقرار والهدوء بقدر المستطاع. وعلى الصعيد المهني أتمنى انجاز أكبر كمّ من الأعمال القيّمة يحبها ويحترمها الجمهور، فالقيمة بالنسبة لي أهم من الجماهيرية والشعبية، حتى أني لا أتواجد على السوشيال ميديا إلا إذا كان هناك ما يستدعي الظهور.