رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فلسطينيون لـ"الدستور": إيران تأخرت فى الرد على إسرائيل.. وغزة ستتضرر من التصعيد

غزة
غزة

أكد خبراء وسياسيون فلسطينيون، أن تأخر الهجوم الإيراني على الاحتلال الإسرائيلي ردًا  على عملية اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خلال وجوده داخل الأراضي الإيرانية، بسبب التحديات السياسية والأمنية والعسكرية والضغوط الدولية التي تتعرض لها طهران.

وقال الدكتور ماهر صافي الباحث السياسي الفلسطيني، إن طبيعة الضربة التي تعرضت لها إيران والاختراق الأمني المتكرر والمثير للجدل، والذي يجعل الجميع تحت طائلة المسئولية تجبرها على الرد باختراق سيادة إسرائيل على الأراضي المحتلة، ما يرجح مسألة الضرب بالمثل عبر استهداف أهداف محددة للرد على عملية اغتيال هنية التي حدثت داخل الأراضي الإيرانية، وهذا قد يبين سبب تأخر الضربة الإيرانية حتى هذه اللحظة. 

وأضاف صافي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هذا السبب يعد تحديًا كبيرًا لإيران على المستويات الأمنية والعسكرية والسياسية، وكذلك في كل محور المقاومة، ومن هنا لا يمكن لإيران أن تقوم برد باهت أو محدود أو غير مقنع. 

‎وأشار صافي، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي من المتوقع أن يقوم بضربة استباقية لحزب الله وإيران وبعض الجبهات الأخرى، دون انتظار الرد الإيراني وعدم البقاء تحت سيف الوقت الذي لا تتحمله إسرائيل.

وأكد صافي أن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية ستتأثر كثيرًا، وسيقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي بعمليات مختلفة استغلالًا لانشغال العالم بما يجري في الجبهات الأخرى إيران وحزب الله واليمن، ومشاهدة المزيد من المجازر المستمرة في قطاع غزة دليل واضح على إجرام المحتل الإسرائيلي الممنهج ضد الشعب الفلسطيني.

الرقب: إيران تتجهز لحرب وإسرائيل تعيش حالة ارتباك

فيما قال الدكتور أيمن الرقب، إن البعض يعتقد أن إيران تتجهز لحرب، لذلك هي تستعد بشكل كبير جدًا، خشية أن يكون هناك رد إسرائيلي وبالتالي تضع منصات صواريخ وتنتظر جزءًا من أصولها من الخارج، وبالتالي هي في حالة استعداد والبعض الآخر يعتبر أن مجرد التهديد أو اعتبار أن هناك ردًا من إيران أو من حزب الله وبالتالي تعيش دولة الاحتلال حالة الارتباك التي نراها الآن من التوتر والانتظار قد تدفع الاحتلال باتجاه أن يقدم هو على القيام بالهجوم على إيران.

وأضاف الرقب في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، بشكل آخر هناك طبعًا انتظار حالة اللا حرب واللا سلم  التي نراها الآن، بشكل أساسي، وأن البعض ينتظر أن تنفجر الأمور بشكل مواجهة بين إيران والاحتلال الإسرائيلي وتبدأ بحزب الله. 

وأكد الرقب، أن كل ذلك يعيق ملفات كثيرة، مثل ملف الهدنة الذي تعطل نتيجة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، فكل هذا له تأثيرات على ملفات أخرى،  والبعض يرى أن الرد قد يكون محدودًا ولكن فقط ما تعيشه حالة الاحتلال من توتر يؤثر بشكل كبير جدًا على سلامة الجبهة الداخلية. 

وتابع "أنا أرى أنه قد يكون هناك رد إيراني محدود بشكل أو بآخر لن تفتح الجبهة بشكل كبير جدًا، خاصة أن هناك وسطاء لم يتوقفوا من دول أوروبية بالتحديد لمنع الوصول إلى فتح جبهة كبيرة بالاشتباكات بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، لكن إيران للحفاظ على ماء وجهها يجب أن يكون لديها رد على ما قام به الاحتلال في قلب طهران، وكذلك حزب الله في قلب الضاحية الجنوبية".

أبولحية: المنطقة كلها وليست غزة وحدها التي ستتأثر في الرد الإيراني من عدمه

فيما قال الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية، إن التصريحات الإيرانية فيما يخص الرد على جريمة اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس على الأراضي الإيرانية في طهران يمكن فهمها في سياقين، السياق الأول وهو أن إيران تمهد الطريق نحو رد قوي تتجهز له بشكل كبير وبشكل منضبط يراعى فيه دقة الأهداف وقوتها وبالتالي تنتظر لحظة معينة لاقتناص فرص ترى أنها ثمينة ويمكن تناسب الفعل المرتكب من دولة الاحتلال.

وأضاف أبولحية في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن السياق الثاني وهو أن إيران تحاول استخدام جريمة الاغتيال في تحقيق مآرب سياسية خاصة بها، وبالتالي تتكاثف التصريحات الإيرانية حول الرد لحث كل من له صلة ويعنيه الأمر في التدخل للمساهمة في تحقيق وتلبية المطالب الإيرانية.

وأكد أبولحية أنه من المؤكد أن المنطقة كلها وليست غزة وحدها التي ستتأثر في الرد الإيراني من عدمه، نظرًا لأن الرد القوي إن حدث وكان مناسبًا لفعل الجريمة، فإنه سوف يولد ردًا من قِبل دولة الاحتلال، والتي أكدت بذلك على لسان كثير من المسئولين الإسرائيليين، وبالتالي تدخل المنطقة كلها في حالة عدم استقرار كبيرة قد تنشب عنها حرب كبيرة إقليمية يتضرر من خلالها كثير من الدول التي ليست لها علاقة في الحرب، أما في حال لم ترد واستثمرت هذا الاغتيال من أجل أهداف سياسية خاصة بها، فإن هذا سوف يكون له مردود أيضًا على المنطقة حيث لن تنزلق المنطقة إلى حرب إقليمية محتملة، ولكن لا أعتقد أن عدم رد إيران سوف يكون له تأثير على غزة بشكل إيجابي بل سوف يمضي نتنياهو في حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.