حكاية 8 ميدالية ذهبية زينت أعناق ابطال مصر فى الاولمبياد
عبر تاريخ مشاركاتها في الدورات الأولمبية حققت مصر 8 ميداليات ذهبية منها خمس ميداليات في رفع الأثقال وميداليتين في المصارعة وواحدة في الكاراتيه وكانت البداية حصد ميداليتين في دورة أمستردام عام 1928 عن طريق السيد نصير وإبراهيم مصطفى.
السيد نصير وإبراهيم مصطفى 1928
في دورة أمستردام عام 1928 أصبح السيد نصير نجم رفع الأثقال أول لاعب مصري وعربي يفوز بالميدالية الذهبية في تاريخ الدورات الأوليمبية بعدما تفوق على 17 رباعًا وقام برفع 355.5 كيلو جرام.
بعد الميدالية الأوليمبية ذاع صيت السيد نصير وانضم للنادي الأهلي ونجح في الفوز ببطولة العالم عامي 1930 في ميونيخ و1931 في لوكسمبورج كما حقق رقما قياسيا برفع 167 كيلو جرامًا في منافسات النطر وظل محتفظًا به لمدة 15 عامًا حتى انتزعه منه قريبه محمد جعيصة الذي سجل 170.5 كيلو عام 1945.
وحصل السيد نصير على وسام النيل من الملك فاروق عام 194، ووسام اللوتس عام 1956ووسام الرياضة من الدرجة الأولى عام 1956 من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وكان مسئولا عن مجموعات الكشافة والمرشدات في تطهير مدينة بورسعيد قبل العدوان الثلاثى عام 1956 ومدحه أمير الشعراء أحمد شوقي بقصيدة شهيرة.
في دورة أمستردام 1928 أيضا كان إبراهيم مصطفى أول مصارع مصري يحقق ميدالية أوليمبية عندما فاز بالذهبية وساهم كمدرب فى فوز مصر بأربع ميداليات أوليمبية أخرى ومثلما تألق في الدورات الأوليمبية لاعبا ومدربا فارق الحياة في دورة مكسيكو عام 1968.
فبعد ليلة تاريخية في تدريب أبطال المصارعة أصيب إبراهيم مصطفى بأزمة قلبية فارق على إثرها الحياة وإهتزت القرية الأوليمبية والدورة بكل مافيها من أبطال ومسؤلين وجماهير لوفاة البطل المصري الذي تم تشييع جنازته في ساحة القرية الأوليمبية وإقامة الصلاة على روحه الطاهرة وتم لف جثمانه بعلم مصر ليعود الى وطنه يوم 9 أكتوبر 196، وتخليدا لاسمه وإنجازاته قام اتحاد المصارعة بتنظيم بطولة دولية تحمل اسمه تقام سنويا في مصر ويتم إدراجها ضمن البطولات الدولية للاتحاد الدولي للمصارعة.
برلين 1936 دورة الذهب
في دورة برلين الأولمبية 1936 صنع خضر التوني أسطورته ولم يكن قد أكمل عامه العشرين عندما فاز بذهبية رفع الأثقال ووقتها كان الزعيم هتلر يسعى لإثبات أفضلية الجنس الآري وكان واثقا من فوز بطلى ألمانيا أزماير وواجنر بالذهبية والفضية لكن المفاجأة الكبرى أن تفوق خضر التوني على بطلى ألمانيا وحصل على الميدالية الذهبية في وزن المتوسط بعد أن حطّم الرقم القياسي الأوليمبي 3 مرات وبلغ مجموع رفعاته 387.5 كيلو وبعد حصوله على الميدالية قال هتلر لخضر التوني " أهنئك ولمصر أن تفخر بك أرجو أن تعتبر أنك هنا في ألمانيا بلدك الثاني وددت لو كنت ألمانيا هر توني".
في دورة برلين 1936 أيضا حقق أنور مصباح إنجازا تاريخيا ونجح في الفوز بالميدالية الذهبية بعد منافسة قوية مع بطل النمسا
ورغم تساوي مصباح مع بطل النمسا في مجموع الأوزان النهائي 342.5 كيلو إلا أن البطل المصري نال الميدالية الذهبية لأنه كان الأخف وزنا من النمساوي طبقا للقانون.
نال أنور مصباح عقب حصوله على الذهبية تكريما خاصا من الملك فاروق الذي منحه 100 جنيه ذهبي تقديرا لإنجازه الكبير واستمر مشوار مصباح المليء بالبطولات والإنجازات إلى أن اعتزل اللعب عام 1945، وتفرغ فيما بعد للعمل كخبير للتربية البدنية بوزارة المعارف في ذلك الوقت حتى تقاعد عن العمل عام 1972.
فياض وشمس 1948
في دورة لندن 1948 وكانت أول دورة أوليمبية عقب الحرب العالمية الثانية واصل نجوم مصر في رفع الأثقال حصد الميداليات وفاز محمود فياض بالميدالية الذهبية في وزن الريشة ليصبح أحد النجوم الذهبيين في تاريخ اللعبة
ويعد عودته من دورة لندن الأوليمبية لم يحظ فياض بالتكريم بل إنه لم يجد أحدًا في استقباله بالمطار فخرج حزينًا وركب الأوتوبيس العام ووصل إلى محطة القطار واستقل أحد قطارات الدرجة الثالثة عائدًا إلى الإسكندرية.
أما الصدمة الثانية التى تعرض لها محمود فياض التى كان لها آثار عكسية وصحية مؤلمة هى الإصابة التي تعرض لها عام 1951 أثناء استعداده للمشاركة فى بطولة العالم عندما أصيب فى أحد التدريبات بانزلاق غضروفي في العمود الفقري وتطلبت الإصابة إجراء جراحة عاجلة وبرنامجًا علاجيًا ولكن النادي الذى لعب له تجاهله، ولم يهتم به المجلس الأعلى للرياضة رغم الشهادات التي تقدم بها وتفيد ظروفه المالية القهرية وتم علاجه بعد وقوف المقربين منه بجانبه وبعد شفائه ابتعد عن ممارسة رفع الأثقال نهائيًا.
وفي دورة لندن 1948 أيضا أصبح إبراهيم شمس أول مصري وعربي وإفريقي يفوز بميداليتين في دورتين أولمبيتين بعد فوزه بذهبية وزن الخفيف في رفع الأثقال.
وكان إبراهيم شمس صاحب الميدالية الرابعة لمصر في أوليمبياد برلين 1936عندما فاز ببرونزية وزن الريشة في رفع الأثقال بعد ذهبية خضر التوني وذهبية أنور مصباح وبرونزية صالح سليمان.
وفاز شمس بذهبية وزن الخفيف مسجلًا رقمًا قياسيًا أوليمبيا وعالميا في رفعة الخطف وسجل 115 كيلو جرام وفي رفعة النطر بـ147.5 كيلو جرام كما سجل في الضغط باليدين 97.5 كيلوجرام
وبعد الاعتزال اتجه إبراهيم شمس لتدريب المنتخب المصري ثم المنتخب الليبي وبعد ذلك تحول إلى التحكيم الدولي ووصل إلى الفئة " أ " وإستمر حتى وفاته يوم 16 يناير 2001 وهو اليوم الذي صادف يوم مولده أيضًا.
كرم جابر وموعد مع التاريخ
في دورة أثينا الأولمبية عام 2004 كان كرم جابر على موعد مع التاريخ لتحقيق الإنجاز الأهم في حياته وهو الفوز بالميدالية الذهبية في المصارعة لتكون أول ذهبية تحققها مصر منذ دورة لندن 1948 وأول ميدالية بشكل عام منذ دورة لوس أنجلوس 1984.
تألق كرم جابر في كل المباريات التي خاضها في دورة أثينا حتى وصل لنهائي وزن 96 كيلو أمام راماز نوزادزي بطل جورجيا وأكتسح كرم جابر منافسه وإستحق الميدالية الذهبية عن جدارة.
بعد التألق في أثينا والشهرة الكبيرة التي حصل عليها كان الإخفاق غير المتوقع بالخروج المبكر في دورة بكين الأولمبية 2008 وبعدها غاب كرم جابر عن رياضة المصارعة الرومانية لكنه عاد مرة أخرى للمشاركة في البطولات ولكن في وزن جديد تحت 84 كيلو.
وفي دورة لندن الأولمبية عام 2012 نجح كرم جابر في الوصول للمباراة النهائية لكنه خسر أما ألان خوجاييف بطل روسيا وحقق الفضية ليصبح ثالث مصري يفوز بميداليتين في الدورات الأولمبية بعد فريد سميكة وإبراهيم شمس.
أول ذهبية نسائية
أخيرا دخلت فريال أشرف التاريخ من أوسع أبوابه بعد أن حققت بعد أن حققت أول ذهبية للاعبة مصرية في تاريخ مصر الأولمبي في دورة طوكيو 2020 بتحقيقها الميدالية الذهبية في الكوميتيه وزن +61 كيلو، لتصبح الميدالية الذهبية الأولى في تاريخ مصر وإفريقيا والعرب في اللعبة بالأولمبياد كما أنها أول ميدالية ذهبية لمصر في الأولمبياد منذ ذهبية بطل المصارعة الرومانية كرم جابر في أولمبياد أثينا 2004.