رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لطيفة: مهرجان العلمين مبهر.. وأتمنى المشاركة بـ«حفل»

جانب من الندوة
جانب من الندوة

هى واحدة من الأصوات القوية النقية التى تدخل إلى القلب، فقد غزت العالم العربى بأغانيها الراقية وإحساسها الكبير وقدراتها الصوتية الهائلة، لكنها تحظى بمكانة خاصة بين الجمهور المصرى الذى غنت له ذات يوم «تعرف تتكلم بلدى وتشم الورد البلدى».

وحققت «لطيفة» مؤخرًا نجاحًا كبيرًا عبر طرح ألبوم جديدى حمل اسم «مفيش ممنوع»، ويتكون من ١٠ أغانٍ دفعة واحدة فى سابقة لم تحدث من قبل، محدثًا زخمًا كبيرًا فى عالم الغناء لدرجة تحقيقه أكثر من ٢٠ مليون مرة استماع خلال أيام قليلة من طرحه على المواقع الإلكترونية.

وبمناسبة هذا النجاح، استضافت «الدستور» الفنانة الكبيرة فى ندوة خاصة من أجل تكريمها والحديث حول كواليس إنتاج وصناعة الألبوم الجديد وخططها المستقبلية، وحول آرائها فى الكثير من الفعاليات الفنية الأخيرة خاصة مهرجان العلمين، وغير ذلك من التفاصيل والأحاديث التى تقرأونها خلال السطور التالية.

■ ماذا عن كواليس ألبوم «مفيش ممنوع»؟ وكيف امتلكتِ الشجاعة لطرح ١٠ أغانٍ دفعة واحدة؟

- لم أفكر كثيرًا، فقد شعرت بأن الغناء «واحشنى بشكل كبير»، وهناك دوافع أخرى جعلتنى أُقدم على الخطوة، أولها وفاة أمى ودخولى فى حالة نفسية سيئة جدًا لدرجة أننى مرضت وأغمى علىّ ذات مرة وذهبت للمستشفى وقت الفجر، وبعدها سافرت إلى فرنسا لأتلقى العلاج، ولا يعلم كثير من الناس هذا.

وهذه الدوافع تجمعت مع أحداث العدوان على غزة، فشعرت بأننى أريد أن أغنى وأريد أن أخرج من هذا الواقع السيئ السلبى الذى أعيش فيه منذ فترة طويلة، حتى إن الجمهور نفسه تحدث معى كثيرًا حول عودتى للغناء من جديد، الأمر الذى شجعنى على العودة وطرح الألبوم بشكل كامل ليضم ١٠ أغانٍ مختلفة.

 

■ ألم تتخوفى استخدام الذكاء الاصطناعى فى كليبات الألبوم؟

- تحدثت مع إدارة أعمالى حول طرحى الألبوم بشكل كامل، وقلت إننى سأطرحه على طريقة «الفيديو كليب» بشكل كامل أيضًا، ورأيت كيف أكرمنى الله بوجود المخرج وليد نصيف الذى تحدثت معه حول رغبتى فى تقديم كليبات الألبوم بطرق جديدة ومختلفة، ليعرض علىّ فكرة صناعته على طريقة الذكاء الاصطناعى.

بالتأكيد تخوفت فى بداية الأمر، لكن عندما عرض علىّ تفاصيل اقتراحاته اقتنعت بفكرته تمامًا، وكنت أتواصل معه وأنا فى فرنسا عندما كنت أتلقى العلاج هناك.

وشعرت بأن من كانت تساندنى طوال الوقت هى أمى التى تُوفيت ولم تعد فى حياتى كما كانت، وهذا أثر علىّ نفسيًا جدًا، خاصة أنها كانت دائمًا بجانبى عند تقديم أى ألبوم، وأصررت على تحقيق النجاح وأهديه لها، وأرى أن هذا أحد أسباب كرم الله لى فى هذا الألبوم، خاصة بعد تحقيقه النجاح.

■ هل كانت والدتك تختار معك الأغانى؟

- كانت تختار معى الأغانى بعناية، خاصة «ضعف الإحساس»، التى كانت كلماتها مختلفة وجريئة للغاية، وكانت تنتظر رد فعل الجمهور عليها، كما كانت معى فى كل أغانى الألبوم.

■ هل توقعت نجاح الألبوم وتحقيق أكثر من ٢٠ مليون مشاهدة فى غضون أيام قليلة من طرحه؟

- توقعت النجاح لكن للأمانة ليس بهذا الشكل السريع، فردود الأفعال كانت طيبة للغاية والجمهور كان سعيدًا بكل الأغانى، وشعرت بحالة سعادة شديدة من كل ذلك، فالنجاح فاق خيالى، وسر سعادتى هو أن الجمهور كله أظهر فرحه بأغانى الألبوم سواء المنتمية للطراز القديم أو الجديدة، وأحاول دائمًا تحقيق عامل التطوير فى كل ما أقدمه.

■ ألم تتخوفى من الأغانى الطويلة؟

- حدثنى الفنان كاظم الساهر وهنأنى على الألبوم، وعبر لى عن سعادته بردود الأفعال عليه وهذا أسعدنى كثيرًا، لأنه أكد لى أن ما قدمته عكس جرأة كبيرة منى.

■ لماذا لا تطرحين الأغانى التى تعاونتِ فيها مع الكبار مثل محمد الموجى وبليغ حمدى حتى الآن؟

- لدىّ أغانٍ كثيرة فى جعبتى للأستاذ الموجى ولبليغ حمدى، ولدى ٣ أغانٍ مع سيد مكاوى، وكذلك مع عمار الشريعى وكاظم الساهر أيضًا، لدى صندوق أسرار ملىء بالذهب والألماظ، لكن طبيعة الوقت الحالى والظروف المحيطة بأغلب دول المنطقة العربية تمنعنى، كما أننى أسير بإحساسى دائمًا، وأغنية «نويت أعانده» أبرز مثال على اختيارى الوقت الصحيح الذى أطرح فيه هذه الأعمال، فكل هذه الأمور جعلتنى أوقف طرح بقيتها، فأنا، كما ذكرت، أنتظر دائمًا الوقت المناسب لطرح أعمالى.

■ هل يمكننا القول إنك جريئة دائمًا فى اختياراتك؟

- أنا أول مطربة قدمت ألبومًا مكونًا من ٨ أغانٍ، وأول فنانة تطرح أغنية ٨ دقائق، وأنا حين وصلت إلى مصر للمرة الأولى التقيت الفنان عمار الشريعى وقدمنا ألبوم «أكثر من روحى بحبك»، وكان مكونًا من ٨ أغانٍ، وأطول أغنية كانت ٥ دقائق أو ٤، وهناك فرق كبير بين هذا الوقت والوقت الحالى، فالناس أصبحت مختلفة والإيقاعات اختلفت والروح اختلفت، وأنا رأيت حالة مميزة فى الجيل الحالى من حيث الشكل الذى يقدمونه لى من أغانٍ وألحان جديدة، وهذا ما أفعله يوميًا، أتحدث مع عدد كبير منهم حول ما لديهم من أعمال جديدة لأختار من بينها، ومنهم محمد شافعى وعمرو المصرى وكريم حكيم ومؤمن سالم وحسام سعيد وغيرهم.

■ هل سنراك فى السينما قريبًا؟ وهل ستدخلين عالم الإنتاج؟

- أتمنى أن أقدم أعمالًا سينمائية وأتمنى أن أقدم مسرحًا غنائيًا، ولا أستطيع خوض تجربة الإنتاج على مستوى السينما أو المسرح، لا أستطيع أن أفعل ذلك، لكن أنا أنتج لنفسى فقط على مستوى الأغانى، على الرغم من أن المسرح الغنائى قديمًا كان يحضره الآلاف من الجماهير، كما أن الدبلومة التى حصلت عليها كانت فى المسرح الغنائى، وحصلت عليها بتقدير امتياز بفضل حبى لهذا المجال، وأتمنى للغاية أن ينشط المسرح الغنائى قريبًا فى كل الدول العربية.

وبخصوص السينما أتمنى أن أمثل مع الفنان كريم عبدالعزيز، وفى تونس أتمنى أن أقف أمام كاميرا كوثر بن هنية التى تقدم مستوى سينمائيًا راقيًا وصل للعالمية.

■ لماذا لا تقدمين مبادرة لإنتاج «أوبريت العالم العربى»؟

- هناك مبادرات عديدة فى كل الدول العربية لدعم فلسطين وكل الدول العربية التى تعانى هذه الفترة، كما أن مهرجان العلمين يقدم مبادرة مميزة بتخصيص ٦٠٪ من إيراداته لصالح فلسطين وهذا يُحسب للشركة المتحدة، فما تفعله مصر لغزة لم تفعله أى دولة فى العالم، فمواقف مصر مع الشعب الفلسطينى دائمًا كبيرة، وعلى الرغم من كل ذلك حاولت أن أتحدث مع أكثر من فنان حول فكرة الأوبريت لكنهم رفضوا.

■ على ذكر الشركة المتحدة ومهرجان العلمين.. كيف ترين دورهما فى دعم المواطن المصرى والعربى؟

- حفلات مهرجان العلمين لاقت قبولًا كبيرًا بين الجمهور، وأتمنى أن أشارك فى هذه الحفلات، فأنا عاشقة مصر، وموقع مدينة العلمين عالمى وأنا دائمة الوجود هناك منذ مطلع التسعينيات، حتى إن أشقائى وأولادهم دائمًا ما يزورون «سيدى عبدالرحمن»، فموقعها مميز وهذا أفضل مكان يُقام فيه مهرجان ترفيهى، وأتمنى أن ينجح الحدث أكثر وأكثر، لكننى أكررها، أتمنى أن أشارك فى هذه الحفلات، لأننى أفتقد ذلك، فأنا متشوقه للغناء فى كل ربوع مصر مرة أخرى، خاصة فى هذه الفترة، فهذه أمنيتى الوحيدة الآن بعدما أعطتنى مصر الكثير، فأنا أعيش هنا منذ ١٩٨٣، ورأيت حجم النجاحات التى وصلت إليها مصر حتى الآن، لذا أتمنى أن أقدم حفلات فى كل محافظات مصر وأن تذهب كل الإيرادات إلى صندوق «تحيا مصر» ومبادرة «حياة كريمة»، فهذه المبادرات عظيمة للغاية ويجب تعميمها فى كل الدول العربية.