رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دراسة بحثية: مشاهدة رياضتك المفضلة تحسن صحتك النفسية

مشاهدة رياضة
مشاهدة رياضة

نشر موقع صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقرير عن دراسة بحثية جديدة تشير إلى أن الأشخاص الذين يشاهدون الأحداث الرياضية يشعرون براحة أكبر من أولئك الذين لا يشاهدونها. ويرتبط هذا الشعور بالجوانب الاجتماعية لمشاهدتها.

إن كونك من مشجعي الرياضة، سواء كنت تشاهد مباريات كرة القدم على مستوى عالي أو الألعاب الأوليمبية أو فريقك المحلي المفضل، قد يكون بمثابة رحلة مليئة بالمغامرات والتشويق، حيث تشعر بفرحة لا تُصدق إذا فزت، وحزن شديد إذا لم تفز، والكثير من المشاعر بينهما.

ولحسن الحظ، ينبغي أن يكون التأثير الإجمالي إيجابيا، لأن الأبحاث أظهرت أن الأشخاص الذين يشاهدون الأحداث الرياضية يتمتعون برفاهية أكبر من أولئك الذين لا يشاهدونها  وأن هذا ربما يكون مرتبطا بالجوانب الاجتماعية لمشاهدة الرياضة.

 

عندما نتحدث عن الرفاهية فإننا نعني الحالة النفسية للشخص ومدى شعور الشخص بالرضا فالأشخاص الذين يتمتعون برفاهية أعلى يميلون إلى التمتع بصحة بدنية أفضل ويعيشون لفترة أطول من الأشخاص الذين يتمتعون برفاهية أقل.

هل مشاهدة الرياضة مفيدة لصحتك العقلية؟

قالت الدراسة التي أجرتها مجموعة من الأطباء النفسيين في جامعة أنجليا روسكين البريطانية، إن الدراسة أجريت على 7209 شخصا بالغًا، تتراوح أعمارهم بين 16 و70 عامًا.

ولقد وجدت الدراسة أن الأشخاص في المملكة المتحدة الذين حضروا حدثًا رياضيًا مباشرًا كانوا أكثر رضا عن حياتهم وسعادة، ويشعرون بأن حياتهم أكثر قيمة، وأقل وحدة من الأشخاص الذين لم يحضروا أي أحداث رياضية. 

وتتوافق هذه النتائج مع دراسات أخرى، والتي وجدت أن الأشخاص الذين يشاهدون الأحداث الرياضية شخصيًا مرة واحدة على الأقل في السنة يعانون من أعراض اكتئاب أقل من أولئك الذين لا يفعلون ذلك.

 

 

هل لا تستطيع حضور الأحداث الرياضية المباشرة؟


إن مشاهدة الأحداث الرياضية على التلفاز أو عبر الإنترنت قد تكون مفيدة لصحتك أيضًا. 
فقد أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يشاهدون الأحداث الرياضية على التلفاز أو عبر الإنترنت كانوا أيضًا أقل اكتئابًا من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك، وكانت أعراض الاكتئاب أقل احتمالية بين أولئك الذين يشاهدون الأحداث الرياضية بشكل متزايد.

من المرجح أن يشعر الأشخاص الذين يشاهدون الرياضة بمشاعر أعلى من الرضا عن حياتهم ومشاعر بالفرحة في الحياة مقارنة بالأشخاص الذين لا يشاهدون الرياضة، بغض النظر عما إذا كانوا يشاهدون الرياضة في الملاعب أو على شاشة التلفزيون أو عبر الإنترنت.

إن كل هذه النتائج مترابطة، وهذا يعني أننا لا نستطيع أن نكون على يقين من أي عامل يؤثر على الآخر أو ما إذا كان كلاهما قد يتأثر بعامل آخر تمامًا مثل الثروة، أو عدد الأصدقاء. 

ومع ذلك، تخبرنا نظرية الهوية الاجتماعية وأبحاث تصوير الدماغ أن مشاهدة الرياضة يمكن أن توفر دفعة أساسية للرفاهية وليس عوامل أخرى.

التأثير الإيجابي لمشاهدة الرياضة:


ومن المرجح أن يكون التأثير الإيجابي لمشاهدة الأحداث الرياضية مرتبطًا بالهوية الاجتماعية فنحن نسعى إلى التواصل من خلال تشكيل مجموعات داخلية أو مجتمعات من الناس نتقاسم معهم شيئًا مشتركًا وتشكل هذه المجتمعات جزءًا من هويتنا، ومن خلالها نجد الدعم الاجتماعي والعاطفي.

وقد أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يتعاطفون بقوة مع فريق رياضي معين كانوا أكثر عرضة للشعور بالدعم العاطفي من جانب المشجعين الآخرين، وهو ما أدى إلى زيادة رضاهم عن الحياة.

ومن خلال هويتنا الاجتماعية المشتركة، نتقاسم أيضًا الفوائد الاجتماعية والعاطفية للنجاحات بين مجموعتنا وقد أطلق الباحثون على هذا اسم "التمتع بالمجد المنعكس".
ومع ذلك، عندما يخسر فريقنا، نصبح أكثر ميلًا إلى الابتعاد عن فريقنا لحماية أنفسنا من العواقب الاجتماعية والنفسية السلبية اي "قطع الفشل المنعكس".

وقد أثبتت الدراسة التي استخدمت التصوير الدماغي الدور الذي تلعبه العمليات الاجتماعية في ربط مشاهدة الأحداث الرياضية بالرفاهية. 
فقد وجد الباحثون أن مناطق الدماغ المرتبطة بالمكافآت النفسية الشعور بالسعادة كانت أكثر نشاطًا عندما شاهد المشاركون رياضة شعبية، مثل البيسبول، مقارنة برياضة أقل شعبية، مثل الجولف.

لذا، فإن الفوائد الاجتماعية لمشاهدة الأحداث الرياضية لا تقتصر بالضرورة على الذهاب إلى الأحداث الرياضية المباشرة مع الأصدقاء والعائلة.
يمكننا الاستمتاع بالشعور المجتمعي الذي يوفره لنا فريقنا المفضل سواء كنا نشاهد الأحداث الرياضية في الملاعب أو من خلال الشاشات في منازلنا، وبالتالي يمكننا أيضًا الاستمتاع بالفوائد النفسية.

سواء كنت تشجع فريقك من المنزل أو في المباراة، يمكنك الاستمتاع بالصعود والهبوط في كونك مشجعًا رياضيًا مع العلم أن ذلك مفيد لك طالما أنك تشارك هذه التجربة مع الآخرين.