رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مارسيل بروست.. كيف كانت المصحة النفسية إلهامًا للزمن المفقود؟

مارسيسل بروست
مارسيسل بروست

تحل اليوم ذكرى ميلاد مارسيل بروست صاحب العمل الخالد "البحث عن الزمن المفقود" وهو روائي فرنسي ولد في 10 يوليو من عام 1871، وتوفى في 22 نوفمبر من عام 1922.

ومارسيل بروست له حياة تشبه الأفلام التراجيدية حسبما تذكر لطيفة ديب في مقال لها نشر بمجلة الآداب العالمية عام 2013، فبالرغم من أنه ابن لطبيب مشهور لكنه كان في التاسعة عندما أصيب بداء الربو، وهو المرض الذي سوف يعاني منه لباقي حياته.

موت والديه

مات والد مارسيل عام 1903 ولحقته والدته عام 1905، وموتهما كان مثل رياح اقتلعت جذوره، كان الحزن قد وجد طريقا مهدا لمارسيل وعلى إثر هذا الامر أقام فترة في مصحة ليحاول لملمة حزنه، بعدها أقام في غرفة فرشها بالفلين واعتزل فيها، وخصص معظم وقته للوحدة والعمل، لكن هذه الوحدة كانت مفيدة لمارسيل فأفرغ كل همومه في الكتابة، كتب في النقد الادبي ملاحظات طبعت في كتاب بعد وفاته وكتب ذكرياته في كتاب لكن الناشرين رفضوا نشره، ووافق أخيرا برنارد غرسيه على نشر العمل على نفقة الكاتب، وصدر كتاب "جانب منزل شوان عام 1913، ولم يذكره احد او يعيره احد انتباها، اتبعها بروايته ظل الفتيات المزهرات وحصل عنها على جائزة جونكور، وراح بروست يشتهر بقوة ورغم مرضه انهى العديد من الاعمال الأدبية ومنها "سدوم وعاموره" و"السجينة" و"البرتين المفقود" والزمن المستعاد وشكلت المجموعة ما يقارب من الخمسة عشر كتابا تحت عنوان جامع هو "البحث عن الزمن المفقود".

قبلة في سريره

كان عالم طفولة مارسيل بروست سعيدا قبل وفاة والدته فكانت حنونة بقوة عليه، وكانت في طفولته تأتيه إلى سريره كل مساء وتطبع على وجنته قبلة، كان ينتظرها الصغير بفارغ الصبر.

كان ذهابه للشانزلزيه أيام الخميس والآحاد وبعد الانتهاء من اليوم الدراسي وتخطر في باله الفتيات اللواتي كن يشاركنه اللعب، هذا العالم الطفولي كان بالنبة له فردوسا أرضيا جميلا.

فعل الموت

كل الكائنات تذهب بفعل الزمن، فردوس طفولي مفقود، والموت يحرم الجميع من الأهل الذين يحبهم ذويهم بشغف، ولا يحتفظ القلب سوى بذكريات متقطعة أحيانا وكيان الانسان الفيزيائي لا يفلت من القانون الشمولي، الزمن يمارس فعله على الأجساد ويحول في بضع سنوات الأجساد إلى عظام متبلدة.

رؤية بروست

ووفقا لروست فالابداع الجمالي وحده يسمح بولوج الكون، وياخذ الفن فر نظر بروست قيمة الدين فكل تحفة تتضمن الإفصاح عن حقيقة سامية وتظل تطن فينا.

وهنا لا يكتفي الفنان بواقع ضيق فالرؤية الحقيقية ليست الرؤية الشاملة التي تعيد الموضوع إلى خطوط غير متقنة، لكن الرؤية التي تغتني بفوارق متعددة تضيفها عليها الذكرى.