رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مثقفون: مهرجان «العلمين 2024».. شريان حياة جديد في تأثير القوة الناعمة المصرية

مهرجان العلمين
مهرجان العلمين

رحب الكتاب المصريين ــ في تصريحات خاصة للدستور ــ بالإعلان عن انطلاق مهرجان العلمين، في نسخته الثانية والتي تقام في الفترة من 11 يوليو الجاري، وتستمر حتي 30 أغسطس 2024. مثمنين هذه الخطوة في طريق استعادة مصر لدورها الريادي الثقافي الفني وقوتها الناعمة.

 

د. سلوي جودة: مهرجان العلمين يضيف لقوة مصر الناعمة

 

قالت الكاتبة المترجمة دكتورة سلوي جودة في تصريحات خاصة لـ “الدستور”: مهرجان العلمين 2024 في دورته الثانية يضيف إلى قوة مصر الناعمة التي دعمها منذ بدايات القرن العشرين المفكرين والأدباء والفنانين من أصحاب الرسالات وأصحاب الياقات البيضاء والتي جعلت من هذا الوطن قبلة للمبدعين في أنحاء الوطن العربي فمن لم يأت إلى مصر، ولم تعرفه أرضها وشعبها المحب للحياة وللفنون، فهو لم يحقق شيئا وليس في ذلك مبالغة.

وأوضحت “جودة”: فالتاريخ يشهد على ذلك والنماذج لا تعد ولا تحصى فهي هيليوود الشرق التي تستوعب كل الثقافات وتلتحم مع كل ما هو جديد ومعاصر، ويأتي المهرجان في ظل ظروف عالمية طاحنة وصراعات لا يراعى فيها أي قواعد إنسانية ولا موطئ قدم فيها لحقوق الإنسان، ومثل هذه المهرجانات فرصة لتفريغ شحنات الغضب أيضا وللفت النظر إلى مواطن الجمال في هذا الكون وإلى خصوصيتنا الثقافية، وكنت عندما أتابع مهرجانات الشعوب المختلفة وخاصة أمريكا اللاتينية أتمنى أن لا تخلو بقعة في مصر من فاعليات ثقافية وفنية تجوب الشوارع على امتداد الوطن، فبالإضافة إلى المتعة والترفيه الذي هو حق للمواطن، فهي تنمي قيم المواطنة والفخر بالوطن ومعطياته والانتماء إلى ثقافة عتيدة لا تشبه غيرها،.

 

ريم أبو عيد: سيظل دور القوي الناعمة فعالا

 

ومن جانبها قالت الكاتبة الروائية ريم أبو عيد: دائما وأبدا كانت القوى الناعمة وستظل لها تأثيرا فاعلا في المجتمع على كافة الأصعدة. فالفنون ليست فقط للترفيه أو المتعة المؤقتة ولكنها منذ قديم الأزل وهي تشكل الوعي الإنساني سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، كما أن بإمكانها أيضا أن تكون سلاحا قويا في وجه جميع القوى الظلامية. 

وأوضحت “أبو عيد” عن مهرجان العلمين: وعندما يجتمع الفن بقواه الناعمة تحت سماء مدينة كالعلمين التي تحولت من حقل ألغام إلى مدينة عالمية، فإن قوة الحياة التي تنطلق من هذه الأرض لا يضاهيها قوة، وعندما تجتمع قوة الحياة مع القوى الناعمة لدعم أهل غزة المستضعفين في الأرض فإن الأمل في نصر الله قريب. 

 أشعر بالفخر بأن يخصص مهرجان العلمين هذا العام جزءا كبيرا من أرباحه لصالح أهل غزة، وهو أمر ليس بجديد عن القوى الناعمة المصرية التي كانت دائما تدعم أمتها في أوقات الشدة وتشد من أزرها. فالفن الحياة وستكتب الحياة من جديد بمشيئة الله لغزة وأهلها مهما طال الحصار أو تجبر المعتدي وطغى.

 

 

وقال الشاعر سمير الأمير: قطعا كل المهرجانات التي تحتفي بالتراث الوطني والفنون الشعبية، تدخل ضمن عوامل الجذب من نواحي كثيرة سواء كانت اقتصادية أو فنيه وثقافية أو سياسية، وهو طبعا ما يمكن أن يكون مفيدا للتواصل مع العالم وتعريفه بقضايا المنطقة.

 

وتابع: "اسعدني أن  القائمين على المهرجان قرروا أن يتبنى المهرجان هذا العام دعم القضية الفلسطينية،واقترح في هذا الصدد أن يستضيف المهرجان فاعليات تقدم التراث الشعبي الفلسطيني، وأن يكون فرصة للدعوة لوقف حرب الإبادة ضد الشعب العظيم الذي في تقديري يواجه نيابة عن الإنسانية أبشع نظم التمييز العنصري التي شهدها التاريخ الحديث.

 

 المهرجان أصبح علامة فارقة وشعارًا مميزًا "العالم علمين"

 

ومن جنبه قال الكاتب الشاب “علي قطب”: يعد مهرجان العلمين إضافة جديدة ومهمة في مجالات عدة، السياحة والترفيه والموسيقى، فمنذ انطلاقه العام الماضي أصبح علامة فارقة وشعارًا مميزًا "العالم علمين"، هذا الشعار الذي يتضمن رؤية العالم من منظور الفن، وهو منظور يؤسس للقوة الناعمة المصرية، التي تستقبل أيضًا الفنون من العالم كله. َإضافة إلى اختيار هذا المكان الفريد، إذ ينطلق من مدينة العلمين الجديدة والتي تعد مدينة عالمية لموقعها الفريد على البحر المتوسط.

 

وتابع “قطب”: ينطلق مهرجان العلمين هذا العام في دورته الثانية كما أعلن القائمون عليه في الحادي عشر من يوليو ولمدة تقرب من شهر ونصف وبالتحديد في الثلاثين من أغسطس. يتضمن المهرجان في هذه الدورة: مهرجان نبتة، مهرجان الترفيه، مهرجان الرياضة، مهرجان الطعام،مهرجان الموسيقى والمسرح. هذا التنوع في تقديم الأنشطة التي تعزز القوة الناعمة في مقابل الحروب، هذه الأنشطة التي تنتصر للحياة.

 

وحول مهرجان العلمين وأهميته في استعادة دور مصر الريادي في الفن والثقافة والسياحة، اختتم “قطب” مشددا علي: "لا شك أن إقامة مثل هذه المهرجان يأتي وسيلة من وسائل التنشيط السياحي لمصر، خاصة مدينة العلمين الجديدة التي تشهد تناميًا كل يوم في منشآتها، فقد أصبحت رمزًا مهمًا، وواجهة سياحية يقصدها العالم. هذا التحول الذي شهدته منطقة العلمين، من رمز الألغام وزمن الحروب إلى مكان ساحر يزخر بالجمال والحياة. وهو دور مصر الساعي دومًا منذ فجر التاريخ إلى نشر الجمال والفن والثقافة.