رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القاتل الصامت.. تكييف السيارة ميطلق هواء سّام

تكييف السيارات
تكييف السيارات

على الرغم من أن أجهزة مكيفات الهواء تعد واحدة من أهم وسائل المواطنين للتخفيف من أثر الارتفاع الكبير الذي تشهده درجات الحرارة في مصر، إلا أنها أصبحت في بعض الأحيان وسيلة لقتلهم مختنقين، خاصة “تكييفات” السيارات، لتتحول تلك المكيفات من أجهزة لتلطيف الهواء وتبريده داخل السيارة إلى أجهزة مطلقة للهواء السّام وقتل من فيها حتى ولو كانت متوقفة.

وهذا ما حدث في الآونة الأخيرة بعد تكرار حوادث الاختناق بسبب مكيف الهواء داخل السيارات، إذ توفيت طالبة بالثانوية بمحافظة المنوفية، لجأت للجلوس داخل سيارتها لتكمل المذاكرة بها وكذلك هربًا من الحرّ الشديد نتيجة انقطاع الكهرباء في منزلها، لتختنق بعد جلوسها وقت طويل في السيارة بسبب المكيف.

كما لقي شاب بحي منشئة ناصر في محافظة القاهرة مصرعه اختناقا أيضا داخل سيارته نتيجة تشغيله للمكيف لأكثر من ساعة حيث أصيب هو الأخر بـاختناق.

 الفريون السبب 

من ناحيته فسّر الدكتور طه عبد الحميد عوض أستاذ أمراض الصدر بأمراض الصدر والحساسية كلية الطب جامعة الأزهر في حديثه للدستور سبب اختناق المواطنين من تكييف السيارة بأنه ناتج عن تسريب لغاز الفريون من التكييف موضحًا أن هذا الغاز هو غاز سّام واستنشاقه يتسبب في الوفاة.

وتابع طه أن الفريون يتسرب في هذه الحالة إلى الرئة متسببًا في تواجد مياه بشرايينها تصعد إلى الحويصلات الهوائية بها، مما ينتج عنه شعور الشخص بالغرق تدريجيًا.

وأضاف أن الأشخاص لا يدركون حينها أن الاختناق بسبب التكييف إذ أنهم يشعرون بنهجان وضيق في التنفس ويعتقد الكثيرون أن ذلك يرجع إلى الإجهاد أو يعد أثرًا من ارتفاع الحرارة، وذلك لقلة وعي المواطنين بتسرب غاز الفريون من التكييفات وأعراضه. 

كما أوضح طه أن الأزمة تتمثل في عدم صيانة تكييفات السيارات بشكل مستمر كذلك عدم صيانتها من قبل متخصصين إذ أنها في الغالب ما تقع تحت إشراف كهربائي السيارة وهو ليس متخصص في التكييفات مما يصبح معه صيانة تكييف السيارة بمثابة السبوبة لهؤلاء وما يشكل خطورة على أصحاب السيارات.

ونصح عبد الحميد بضرورة الصيانة الدورية لأجهزة التكييفات سواء كانت في المنازل أو في السيارات، والتأكد من عدم تسرب أيًا من الغازات منها، وأنها تعمل بشكل منضبط، على أن يتم ذلك تحت إشراف مهندسين وفنيين متخصصين في صيانة التكييفات.

تكييف السيارة يطلق أول أكسيد الكربون السّام أكثر عند توقفها

بينما أرجع الدكتور محمود محسن، استشاري الأمراض الصدرية، في مداخلة تليفزيونية أن تكييف السيارة يطلق بعض الغازات مثل أول أكسيد الكربون أو ثاني أكسيد الكربون.

وتابع أن هذه الغازات تدخل إلى السيارة خلال توقفها عبر فتحات التكييف بنسبة كبيرة، وذلك على عكس مايحدث عندما تكون النسب قليلة مع تحرك السيارة.

كما أضاف محسن أن غلق السيارة يؤدي إلى تعرض الشخص لنسب غازات بجرعات عالية، موضحًا أن أول أكسيد الكربون من الغازات الخطيرة جدًا، وهو من الغازات التي ليس له لون أو رائحة.