رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصطفى البلكى: جماعة الإخوان دفعت بالبلد لحافة الاقتتال الأهلى

مصطفي البلكي خلال
مصطفي البلكي خلال مشاركته في ثورة 30 يونيو بأسيوط

تحتفل مصر هذه الأيام بالذكرى الحادية عشرة لثورة 30 يونيو، وهي الثورة التي أنقذت مصر من سيطرة جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية. كانت هذه الثورة هدفها إنقاذ الهوية المصرية من التشويش والتلاعب الذي كانت تقوم به الجماعة. وقد أظهر المصريون وحدتهم وتضامنهم من خلال النزول بملايين إلى شوارع وميادين مصر من الإسكندرية إلى أسوان، مطالبين بالتخلص من حكم الإخوان والمطالبة برحيل مندوبهم في الحكومة.

وفي هذا السياق، يتحدث الكاتب الروائي مصطفى البلكي عن ذكرى ثورة 30 يونيو وتفاصيل خروج المصريين في محافظة أسيوط، حيث يقيم "البلكي"، وغيرها من المحافظات.


أين كنت يوم 30 يونيو 2013؟

كنت في الشارع في محافظة أسيوط، والمسيرة التي انطلقت بعد العصر واخترقت وسط المدينة، ومرورًا بأهم شوارعها، لتصل إلى مبني المحافظة على النيل، حيث تم الاعتصام لحين صدور بيان الجيش والقوى المدنية في 3 يوليو.

 

هل شاركت في مسيرات، مظاهرات، سابقة على ثورة 30 يونيو 2013 أو اعتصام المثقفين؟

شاركت في وقفات مع بعض مبدعي أسيوط ضد وزير الثقافة، والذي بدأ في وقفة تضامنية الخميس المقبل 20 يونيو أمام قصر ثقافة أسيوط حتى تصل الرسالة إلى وزير الثقافة الواهم بأن المثقفين سيتخلون عن رسالتهم ودورهم، وهذا أبدًا لن يكون. وكان نص البيان: "يعلن المثقفون المصريون الموقعون على هذا البيان عن رفضهم خطط أخونة الثقافة المصرية، وآخر حلقاتها المتمثلة في فرض وزير ثقافة فاقد للأهلية، ومجهول في الساحة الثقافية المصرية والعربية، وبدون إنجاز ثقافي يؤهله لهذا المنصب الرفيع".

وكنا نرى أن موقع وزير ثقافة مصر، بعد الثورة، لا بد من أن يمثِّل المثقفين المصريين فيه قامة ثقافية رفيعة تسهم في إعادة الاعتبار لقوة مصر الناعمة الأساسية، وتحمى الثقافة المصرية من غزو قيم التعصب والعنصرية التي تسعى لتدمير الهوية الثقافية الوطنية المصرية الرائدة، ومصادرة كل أنواع الحريات الإبداعية والفكرية والسياسية والشخصية.

 

 هل وقعت على استمارة تمرد؟ وهل شاركت في جمع التوقيعات عليها؟

نعم...

 

مصطفي البلكي يوقع علي استمارة تمرد

 

حدثنا عن شعورك/ رد فعلك عقب سماع نبأ وصول محمد مرسي لحكم مصر؟

ما سبق هذا الإعلان من تحشيد وتهديدات، وتخويف، كانت كلها أمور تنذر بالخطر، فالفصيل الذي اختطف ثورة 25 يناير، وعمل على ترسيخ وجوده، ونفي كل شرائح الشعب من مختلف مشاربه الفكرية، كان يدرك ما يعمل عليه، من خلال مبدأ المغالبة لا المشاركة، وظهرت نواياهم من خلال تغيير الشعارات، فبدلًا من الشرعية للميدان، أصبح شعارهم الشرعية للبرلمان، وحينما دفعوا بالبلد لحافة الاقتتال الأهلي، كانوا يسعون خلف مصالحهم هم لا مصالح الوطن، وعندما أعلن فوز محمد مرسي، أدركت أن القادم أسوأ وقد كان.

 

كمبدع، ما السيناريو الذي تتخيله لو كان الإخوان استمروا في حكم مصر؟

لم يتعاملوا كفصيل وطنى، يقدر فكرة تداول الحكم، وعدم اللعب بالدستور، ولا بالأمور الراسخة لدى كل المصريين، ضربوا بكل هذا عرض الحائط، فكانت سنة من أصعب ما عشناه، وأنا عانيت كثيرًا من رموزهم في محيط تواجدي، لدرجة أنني أنزلت خطيبًا في يوم جمعة من فوق المنبر وهو بلسان سام يكفر كل من يخالفهم من يساريين وناصريين.

 

ما رؤيتك للحكم الديني الثيوقراطي لأي بلد مقارنة بأي شكل من أشكال الحكم الأخرى؟

فصل الدين عن السياسة مبدأ للحكم، وكل التجارب التي وجدت تحت الحكم الديني منحتنا النتائج الدالة على قصر نظرهم، في أفغانستان وفي إيران.

 

هل يفرز العيش تحت حكم ديني إبداع حقيقي؟

علينا أن ننظر إلى حركة الإخوان نفسها، لم يخرج منها مبدعون وضعوا أثرهم.