وزير الثقافة الأسبق: ثورة 30 يونيو فتحت الباب واسعا أمام المثقفين لخدمة مصر
قال أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر الدكتور عبد الواحد النبوي، وزير الثقافة الأسبق، إن ثورة 30 يونيو، التي تحل ذكراها غدا، فتحت المجال أمام الثقافة لتعود لممارسة دورها بكل قوة خدمة لأبناء مصر.
وأضاف النبوي، أن سيناريو تأخر ثورة 30 يونيو كان يعني استمرار ظلام المؤسسات الثقافية وتحول وجهتها نحو ثقافة أكثر رجعية وبعدا عن التنوير والرقي والفهم الحقيقي لقيم الحياة.
تابع: "كان الأمر يمكن أن يسير نحو الصدام بين أبناء الشعب الواحد وكان يمكن أن تسيل الدماء التي إذا سالت فلا يعلم أحد متى يمكن أن تتوقف أو متى يعود الوئام بين أبناء الوطن الواحد الذين سالت دماؤهم بسبب جماعة متطرفة في أفكارها ولا تتردد في أن تهدر الدماء من أجل كرسي الحكم".
ويحيي الشعب المصري، غدا الأحد، الذكرى الحادية عشرة لثورة 30 يونيو المجيدة التي سطر فيها بإرادته الأبية ملحمة خالدة للحفاظ على هوية الوطن وكتب بأغلى التضحيات التي قدمها ميلاد مسار جديد من مسارات العمل الوطني المصري ضاربا أروع مثال في الانتماء والارتباط بالوطن وهويته.
وعين النبوي وزيرا للثقافة في مارس من عام 2015 وتولى قبلها رئاسة الإدارة المركزية لدار الوثائق القومية ثم أصبح مديرا للهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، وأشرف على إنشاء مبنى دار الوثائق في الفسطاط.
ثورة 30 يونيو جاءت لتحمي مصر من سيناريو الدولة الفاشلة
وأكد الدكتور عبد الواحد النبوي، وزير الثقافة الأسبق، أن ثورة 30 يونيو جاءت لتحمي مصر من سيناريو الدولة الفاشلة التي كانت ستحتاج إلى أكثر من 500 عاما لتستعيد معها مصر روحها وتماسكها ومنهجها التنويري وريادتها الثقافية.
واعتبر أن المصير كان مظلما وموحشا حال تأخر أو فشل ثورة 30 يونيو أو فشلها في إزاحة الجماعة الإرهابية من حكم مصر.
قال: "لقد بدا أن هناك حقبة مظلمة ستغطي تاريخ مصر الثقافي وأن الريادة في المسرح والسينما والموسيقي والفن التشكيلي والقصة والرواية والشعر وغير ذلك من الفنون والآداب ستدخل دهليزا مظلما".
وخلال فترة تولي النبوي منصب مدير الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، قام وزير الثقافة الأسبق، في عهد جماعة الإخوان الإرهابية، بإنهاء ندبه وثلاث قيادات بدار الكتب والوثائق القومية، في واقعة عرفت إعلاميًا بمذبحة دار الكتب والوثائق القومية، وكان الهدف منها هو سيطرة الإخوان على ذاكرة مصر.
وقال النبوي: "وصل رجل الجماعة الارهابية إلى كرسي رئيس الجمهورية في يونيو 2012 حيث بدأ مسلسل الاستيلاء على مناصب المؤسسات المصرية في رئاسة الجمهورية وفي مجلس الوزراء وفي كل مؤسسات الشباب والرياضة والاستثمار والصحة والمالية والاعلام والصحافة ومُنع عدد من المفكرين من الكتابة وتم تغيير الكثير من المسئولين في المؤسسات المسئولة عن الوعي".
وتابع قائلا: "بدأ الزحف نحو وزارة الثقافة التي بدا أنها حجر الزاوية للاستيلاء على وعي الشعب المصري، وبدأ الامر بالتدخل في ميزانية الوزارة ثم تلا ذلك تعيين رجل الإخوان علاء عبد العزيز وزيرا للثقافة في 7 مايو 2013 ليستكمل مشروع الإخوان في الوزارة، فتم منع بعض الأنشطة مثل المعرض العام للفن التشكيل وبعض أنشطة الأوبرا وبعض المطبوعات، كل ذلك جنبا إلى جنب بالسير سريعا في مشروع أخونة المناصب في الوزارة التي تحتوي على 12 قطاعا رئيسيا، وجاء الوزير الإخواني برجال الإخوان في تلك المناصب، ما دعا مثقفي مصر في 5 يونيو 2013 للانتفاض ضد هذه الهجمة خوفا من سلب مصر ثقافتها وفكرها وروحها ومنهجها التنويري".
وأوضح أن تأخر ثورة 30 يونيو أو فشلها في إزاحة الجماعة الإرهابية من حكم مصر كانت فكرة قاتلة لا يمكن لأحد أن يتخيلها، فقد كان المصير مظلما وموحشا وسيدخل مصر عهدا من الظلام.
وقال إن جيش مصر وقائده حمى ثورة 30 يونيو وخرج في 3 يوليو ليعلن خارطة طريق للمستقبل ليحقن بها دماء أبناء الوطن، وليفتح المجال أمام الثقافة لتعود لممارس دورها بكل قوة خدمة لأبناء مصر.