رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"عكاشة": مستقبل القرن الإفريقى يعتمد على قدرتنا فى التعاون معًا لمعالجة الصراعات

 الدكتور خالد عكاشة
الدكتور خالد عكاشة

افتتح الدكتور خالد عكاشة، مدير عام  المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، اليوم الخميس، فعاليات مؤتمر المركز، بعنوان "صراعات القرن الإفريقي وتداعياتها على الأمن الإقليمي والمصري".

وقال إنه تنبع أهمية الإقليم من موقعه الرابط بين القارات الثلاث إفريقيا وآسيا وأوروبا، وإطلالته على أهم ممرات الملاحة الدولية، ما يجعله ممرًا حيويًا للتجارة الدولية، ونقطة التقاء للعديد من مصالح القوى الإقليمية والدولية.

وأضاف "عكاشة" أنه لا يزال الإقليم واحدًا من أفقر مناطق العالم، وأكثرها اضطرابًا، في ضوء ما يشهده من صراعات مُركبة، وأزمات مُتداخلة، وتحديات مُتزامنة، مشيرًا إلى أنه تتعدد الصراعات التي يواجهها إقليم القرن الإفريقي ما بين صراعات ذات طبيعة إثنية، وصراعات حدودية، وصراعات على الموارد، بالإضافة إلى تنامي ظاهرة الأقاليم الانفصالية.

الصراع فى السودان

وأوضح "عكاشة"، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أن الصراع في السودان فرض العديد من التداعيات الأمنية أسهمت في زعزعة الأمن والاستقرار الإقليمي، كما فرض تحديات أمنية على دول الجوار المباشر، وفي مقدمتها مصر التي تستضيف أعدادًا متزايدة من اللاجئين الفارين من ويلات الحرب.

وأشار إلى أن الأزمات الدبلوماسية تأتي لتفاقم من حدة التوترات فيما بين دول القرن الإفريقي، وهو ما تجلى في توقيع مذكرة التفاهم بين إثيوبيا وإقليم أرض الصومال، ما يُعد تهديدًا للسيادة الوطنية للصومال ووحدة أراضيها.

ولفت إلى بلوغ الاضطراب ذروته بشكل غير مسبوق، منذ نوفمبر 2023 وحتى الآن، جراء ما أفرزته الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة من تبعات متمثلة في هجمات الحوثيين على السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل والدول الغربية الداعمة لها، موضحا أنه نتج عن هذا الاضطراب تداعيات سلبية على إمدادات التجارة الدولية ومسارات سلاسل الإمداد، وارتفاع أسعار الشحن والتفريغ، الأمر الذي ألقى بظلاله أيضًا على أهم الممرات الملاحية الدولية، لا سيما قناة السويس.

وتابع: يأتي مؤتمرنا اليوم لتفكيك وتفسير الصراعات والأزمات المختلفة التي يشهدها الإقليم، واستشراف تداعيات هذه الصراعات على الأمن الإقليمي والمصالح الاستراتيجية المصرية، مضيفا أنّ معالجة صراعات وأزمات القرن الإفريقي لا تقع على عاتق دولة واحدة، بل هي مسئولية جماعية مشتركة يتحملها المجتمع الدولي بأكمله عبر دعم الجهود الدبلوماسية المبذولة لتسوية الصراعات الراهنة في الإقليم، وتبني نهج قائم على الحوار والوساطة، ومعالجة الأسباب الجذرية لهذه الصراعات.

واختتم: "مستقبل القرن الإفريقي يعتمد على قدرتنا في التعاون معًا لمعالجة هذه الصراعات والأزمات المركبة، لذا دعونا نعمل معًا لبناء مستقبل أفضل لشعوب القرن الإفريقي".