رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مكتبات المثقفين 34

المغربى محمد سعيد أحجيوج: سلسلة ملف المستقبل أول كتاب اشتريته بنفسى

محمد سعيد احجيوج
محمد سعيد احجيوج

تعد المكتبة من أبرز ما تجده في منازل الكتاب والمثقفين، بل تكاد منازل بعضهم تتحول إلى مكتبات يعيشون فيها.

وحول مكتبات المثقفين وكم فقدوا منها خلال تنقلاتهم وأسفارهم وهل يعير الكاتب كتبه أو يستعيرها، وغيرها من المحاور تقدمها "الدستور" في سلسلة حوارات مكتبات المثقفين.

وفي الحلقة الـ34 من حلقات سلسلة حوارات مكتبات المثقفين يحدثنا الروائي المغربي محمد سعيد أحجيوج عن مكتبته وأول كتاب اقتناه وما الكتاب الذي لا يستطيع الاستغناء عنه، وأهم الكتب في مكتبته وغير ذلك.

متي اشتريت أول كتاب؟

أول كتاب اشتريته بنفسي، بمصروفي على الأرجح حين كنت في التاسعة من عمري، وكان أحد أعداد سلسلة "ملف المستقبل" لـ د.نبيل فاروق. اشتريت قبل ذلك عددا من كتب قصص الأطفال بين السابعة والتاسعة من عمري، لكن لا أذكر تحديدا هل كنت وحدي أم رفقة والدتي.

أما أول كتاب للكبار فقد كان أحد أعداد سلسلة "عالم المعرفة" الكويتية، وقد كنت في السابعة عشرة من عمري.

ما أهم الكتب في مكتبتك؟

كل الكتب مهمة، هناك طبعًا روايات قرأتها/ أقرأها للمتعة فقط، وهناك كتب فكرية تحتاج للقراءة أكثر من مرة على فترات متباعدة وهناك كتب بحثية متخصصة تتغير موضوعاتها بتغير طبيعة اهتماماتي، وهناك كتب لم أقرأها بعد كلها مهم.

ما الكتاب الذي لا يمكنك الاتستغناء عنه؟

صعب تحديد كتاب واحد بعينيه، فكل واحد- من الكتب التي تستحق القراءة، له أهميته الخاصة، في وقت أو آخر حسب نوعية اهتماماتي في تلك الفترة.

ما الكتاب الذي لديك منه أكتر من نسخة منه؟

الكتاب نفسه، الطبعة نفسها؟ حاليًا لا يوجد أما الكتاب نفسه بطبعات مختلفة أو ترجمات مختلفة، فلدي على الأرجح أكثر من واحد. حاليا وبالنظر لمجال بحثي فإن الكتاب هو "ألف ليلة وليلة" طبعة صادرة عن مطبعة بولاق. وطبعة محسن مهدي، مع ترجمة إنجليزية حديثة.

 هل فكرت أن تستغني عن مكتبتك أو كتبت وصية بشأنها؟

الآن لدي طفلان فتحا عينيهما على وجود مكتبة كبيرة في البيت وهى عنصر أساسي في حياتهما وتعليمهما لم يعد ممكنا التخلي عن المكتبة تحت أي ظرف ولا حاجة لأي وصية: إنها لهما وهما يعرفان قيمة الكتب.

كم مكتبة فقدت لظروف خارجة عن إرادتك؟

للأسف اضطررت للتخلي عن مكتبتي 3 مرات على امتداد 20 عامًا السابقة، والسبب دوما نفسه: ضيق المكان، لكن الآن مع وجود الطفلين فإن قيمة المكتبة أهم من أي شيء آخر.

ما الكتاب الذي تمنيت اقتناءه ولم تعثر عليه؟

مع الإنترنت، بما توفره من خيارات الشراء من أماكن مختلفة، وكذلك ما توفره من سهولة القرصنة الإلكترونية للكتب لم يعد صعبا حقا الحصول على أي كتاب الفرق فقط أن بعض الكتب تكلف كثيرا للحصول عليها، وأحيانا يتوفر خيار اقتناء الكتاب بلغة غير لغته الأصلية. مثلا قبل فترة أردت اقتناء طبعة محسن مهدي من كتاب ألف ليلة وليلة. لم يكن موجودا بالمرة، وفكرت بشراء ترجمته الإنجليزية، لكن لحسن حظي أعلنت دار المدى عن قرب إعادة إصداره فانتظرت حتى صدر.

هل تشتري كتب ولا تقرأها لظروف ضيق الوقت أو غيرها؟

أليس هذا هو الوضع الطبيعي، أن نشتري الكتب ولا نقرأها؟ أمزح! طبعا هذا يحدث والأسباب كثيرة. مثلا، يمكن خلال تجولي في المكتبات أو المعارض أن أصادف كتابا أدرك قيمته، وأنني سأحتاجه ذات يوم، فأشتريه وأنا أعرف أنني لن أقرأه قريبا. لكني أعرف قيمة ما يسميه أمبرتو إيكو بالجزء اللامقروء من المكتبة وأحيانا أخرى أحتاج كتابا معينا لا يكون متوفرا، فأطلبه عن طريق الموزع أو أشتريه عبر الإنترنت لكن يصلني متأخرا، فيبقى مركونا إلى أن أحتاجه في وقت آخر.

هل تحدد ميزانية لتزويد مكتبتك موسميًا في مناسبات كمعرض الكتاب؟

رغم صعوبة الحياة والغلاء المتزايد وفقدان العملة المغربية نصف قيمتها منذ انتشار كورونا وحتى اليوم إلا أني لا أحدد ميزانية، مقيدة، للكتب هى دوما ميزانية مفتوحة. بشكل عام قيمة المشتريات حاليا هي أقل ما كانت قبل سنوات، ومقتنيات الكتب الخاصة بالطفلين تتزايد باستمرار، إلاّ أن الميزانية غير مقيدة "خاصة أننا نعتمد نظام التعليم المنزلي للطفلين"، والتزويد غير خاضع لفترات موسمية، بل على طول العام.

هل تعير كتبك لأحد وهل تستعيدها أم لا ترد إليك، وهل تستعير كتب من الأصدقاء وهل تعيدها؟

 نعم حدث هذا كثيرا؛ أن أعرت كتبا ولم ترد إليّ، لكن بما أن علاقاتي الاجتماعية محدودة جدا حاليا فإن هذا الأمر لم يعد مطروحا. ثمة صديق واحد يستعير مني الكتب، وأحتاج أن أطلبها منه أكثر من مرة ليعيدها، لكن، بشكل أو آخر، مكتبته هي امتداد لمكتبتي، لذلك هذه ليست مشكلة حقا أما من جهتي كنت أعيد الكتب المستعارة دوما، وإن كنت لا أستعير إلا نادرا.

هل هناك تأثير للتكنولوجيا على القراءة؟

الأغلبية حاليا، قدر ما أرى سواء من الجيل الحالي أو ما قبله يركزون على استهلاك المحتوى المرئي "الصور والفيديو" والسبب هو انتشار الهواتف الذكية وما وفرته التكنولوجيا من سهولة الولوج إلى الإنترنت هذا خطر جدا، لأنه على عكس القراءة التي تتطلب تفاعل القارئ، فإن الصور والفيديو، في الغالب، مجرد استهلاك سلبي.

أخيرًا.. ماذا عن قراءة الكتب الإلكترونية؟

وشخصيا أقرأها سواء باقتناء الكتب الحديثة "الروايات خاصة" أو النسخ المصورة عن الكتب النافدة من منافذ التوزيع.