علاقة الكنيسة الأرثوذكسية بمصر بالكنائس الشرقية (التفاصيل الكاملة)
أستضافت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالقاهرة، في أوائل الشهر الجاري، برعاية وحضور البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ومار اغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع، والكاثوليكوس آرام الأول كاثوليكوس بيت كيليكيا الكبير للأرمن الأرثوذكس في انطلياس ولبنان، وذلك على هامش أجتماع رؤساء الكنائس الشرقية.
وفي هذا التقرير نستعرض علاقة الكنيسة الأرثوذكسية بمصر مع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية وفقًا لموقع الكنيسة القبطية
كنيسة السريان الأرثوذكس
سريان: معظم الباحثون يعتقدون بأنها أصلًا تحريف يوناني للفظة أشور باليونانية، هناك رأي آخر أن أصل الكلمة يأتي من اللفظة الحورية صور، وتستخدم هذه التسمية حاليًا بوجه خاص بين أبناء الكنيسة السريانية الأرثوذكسية والكاثوليكية وبعض الموارنة. ويمتد الوجود السرياني من بلاد سورية ثم بين النهرين ( العراق ) وفارس ( ايران ) والهند حتى أقصى الشرق.
تأسيس الكنيسة السريانية الانطاكية الرسولية المقدسة:
أسس القديس بطرس الرسول كنيسة انطاكية عام 37 م، وَدُعِيَ التَّلاَمِيذُ «مَسِيحِيِّينَ» فِي أَنْطَاكِيَةَ أَوَّلًا.” (أع 11: 26)
اللغة السريانية: هى ذاتها اللغة الآرامية، وكانت اللغة السريانية هى اللغة الرسمية في الامبراطورية الفارسية في عهد داريوس الكبير، واليهود تعلموا اللغة الآرامية خلال السبي البابلي وذلك في القرن الخامس قبل الميلاد، وصارت لغة رسمية لديهم بجانب العبرية ولهذا تحدث الرب يسوع باللغة الآرامية.
الليتورجية: ترك القديس يعقوب أخو الرب بالجسد ليتورجية باللغة السريانية، كتبها عام 61 م وذلك قبل استشهاده بعام على يد اليهود 62 م، حيث كان القديس يعقوب أخو الرب يصلى باللغة الأرامية السريانية، وقد اقتبس من هذه الليتورجية الكثير من آباء الكنيسة مثل ذهبي الفم، وجيروم، وكيرلس الأورشليمي.
مقر الكرسي الانطاكى: في دمشق حيث نقله البطريرك مار يعقوب الثالث عام 1956.
هذا ويبلغ عدد بطاركة الكرسي الإنطاكى السريانى الأرثوذكسي حتى الآن 122 بطريركًا، أولهم القديس مار بطرس الرسول، وآخرهم مار اغناطيوس آفرآم الثانى كريم البطريرك الحالى.
الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية
الكنيسة الأرمنية فهى إحدى الكنائس الأرثوذكسية الشرقية الشقيقة الست، وهى: القبطية – السريانية – الأرمنية – الإثيوبية – الإريترية – الهندية.
ويرجع انتشار المسيحية فى أرمينيا إلى القرن الأول الميلادى، حيث قام بالتبشير فيها كل من الرسولين القديسين تداوس وبرثلماوس. ويعتبر عام 301 م هو تاريخ تأسيس (( كرسى إتشميازين )) مقر بطريرك كاثوليكوس كل الأرمن، وهو الرئيس الأعلى للكنيسة الأرمنية الرسولية.. كما أن لها مقرًا آخر فى بيت كيليكيا فى بيروت بلبنان يرأسه حاليًا الكاثوليكوس آرام الأول.
وكنيستنا تذكر فى قداساتها القديس غريغوريوس الأرمنى (المنوَر)، وتقرأ سيرة القديسة أربسيما فى السنكسار.
كنيسة أثيوبيا
فى مجال العلاقات بين الكنيسة القبطية الأرثوكسية والكنيسة الإثيوبية تم عمل بروتوكول رسمى مشترك عام 1994 م وافق عليه المجمع المقدس لكل من الكنيستين، وتم تبادل زيارات بين الآباء بطاركة الكنيستين، وبموجب هذا البروتوكول تم ايفاد أحد أساتذة الكلية الاكليريكية بالقاهرة للتدريس في كلية اللاهوت بأديس بابا في عام 2008 م،كما تم إيفاد عدة آباء رهبان بالتتابع هناك للخدمة، كما تم توسيع أنشطة خدمتنا هناك مثل المساهمة فى خدمة الفقراء من الأثيوبيين، وأيضًا فى خدمة المرضي حيث تذهب قوافل طبية من القاهرة إلى أثيوبيا، كما تم إقامة مستشفى خيري هناك أيضًا.
كنيسة إريتريا
كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإريترية هي كنيسة أرثوذكسية شرقية، كانت في البدء جزء من كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الاثيوبية، واعترف البطريرك الاثيوبي باستقلالها عقب استقلال إريتريا عن اثيوبيا عام 1993م. وهي الطائفة الأكبر بين المسيحيين هناك في إريتريا حيث يصل عدد المسيحيين إلى حوالي 60 % من تعداد الشعب، الذي يصل إلي نحو 5 مليون نسمة.
بخصوص علاقة الكنيسة الأرثوذكسية مع الكنيسة الإريترية الأرثوذكسية، قام مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بسيامة أول بطريرك لكنيسة إريتريا “بإسم أبونا فيلبس الأول” وذلك بعد توقيع البروتوكول الرسمى مع هذه الكنيسة بالقاهرة فى مايو 1998 م. وقام كذلك برسامة وتجليس البطريرك الثالث أبونا أنطونيوس الأول فى أسمرا فى أبريل 2004 م، وقد أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى المجمع المقدس يونيو 2006 م أنها لا توافق على عزل أبونا أنطونيوس الأول بطريرك إريتريا، وقيام مدير الديوان البطريركى “يفتاحى ديمتريوس” بالضغط على المجمع المقدس لكنيسة إريتريا فى عزل بطريركها الشرعى وتعيين بطريرك آخر غير شرعى ( توفى الأخير فى 2015 م )، وبذلت الكنيسة القبطية بقيادة قداسة البابا تواضروس الثانى مساع محمودة لإعادته إلى كرسيه، بعد أن وضع تحت الإقامة الجبرية منذ يناير 2006، ولا يقوم بمهامه كبطريرك. هذا وقد عاد فعلًا إلى كرسيه فى يوليه 2017 م. وتنيح في فبراير 2022 م