رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نقطة تحول أم نقطة انهيار؟.. أسلحة بايدن تختبر العلاقات مع إسرائيل

نتنياهو وبايدن
نتنياهو وبايدن

رأت صحيفة "نيويورك تايمز" أن قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بإيقاف تسليم 3500 قنبلة إلى إسرائيل مؤقتًا يمثل نقطة تحول مهمة في العلاقة التي دامت 76 عامًا بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي كانت تاريخيًا واحدة من أقرب الشراكات الأمنية في العالم؛ لكنها قد لا تكون بالضرورة "نقطة الانهيار"، على حد قولها.

واعتبرت "نيويورك تايمز"، في تقرير تحليلي لها اليوم الخميس، أن قرار السيطرة على القنابل المقصود منه هو إرسال إشارة قوية من بايدن مفادها أن صبره له حدود، مشيرة إلى أن شعور بايدن بالإحباط بسبب التجاهل الإسرائيلي دفعه إلى اختيار طريقة أكثر دراماتيكية لتوضيح موقفه للقادة الإسرائيليين وهو "التوقف عن إرسال القنابل".

كما أشارت، في الوقت ذاته، إلى سماح إدارة بايدن حتى اللحظة بإرسال معظم الأسلحة الأخرى إلى إسرائيل.

ونقلت عن مسئولين تأكيدهم بأنه "لم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن القنابل التي لا تزال في طي النسيان حاليًا".

وقالت: "ويأمل بايدن أن يدفع هذا التوقف الانتقائي رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى التخلي عن غزو رفح، جنوب مدينة غزة، حيث لجأ أكثر من مليون فلسطيني".

ويعترض بايدن على مثل هذه العملية خوفًا من وقوع خسائر بشرية واسعة النطاق في صفوف المدنيين، بسبب القنابل الأمريكية.

وقال أمس الأربعاء، إنه سيمنع أيضًا تسليم قذائف المدفعية التي يمكن إطلاقها على الأحياء الحضرية في رفح.

وقال بايدن، في مقابلة مع إيرين بورنيت على شبكة سي إن إن: "لقد أوضحت لنتنياهو ومجلس الوزراء أنهم لن يحصلوا على دعمنا إذا هاجموا هذه المراكز السكانية". وتابع: "نحن لا نبتعد عن أمن إسرائيل؛ نحن نبتعد عن قدرة إسرائيل على شن حرب في تلك المناطق".

بايدن يقر بأن القنابل الأمريكية قتلت الفلسطينيين

واعترف بايدن بطريقة لم يفعلها إلا نادرًا بأن القنابل الأمريكية قتلت فلسطينيين أبرياء، قائلًا: "لقد قُتل مدنيون في غزة نتيجة لتلك القنابل والطرق الأخرى التي يستهدفون بها المراكز السكانية".

وتشكل الخطط الإسرائيلية لاقتحام رفح مصدر خلاف حاد مع إدارة بايدن منذ أشهر. وبينما يعارض الأمريكيون مثل هذه العملية، يؤكد الإسرائيليون أنهم بحاجة للذهاب إلى رفح لإنهاء تدمير حماس.

وقد وصل النزاع إلى ذروته في الأيام الأخيرة عندما بدا نتنياهو وحكومته الحربية على وشك اتخاذ قرار بالتحرك ضد رفح على الرغم من اعتراضات الولايات المتحدة. 

وقال مسئولو الإدارة الأمريكية إنهم بدأوا الشهر الماضي مراجعة الأسلحة التي يمكن استخدامها في العملية، وإن بايدن وقع على حجز القنابل الأسبوع الماضي.

وقال كليف كوبشان، رئيس مجموعة أوراسيا، الذي عاد لتوه من رحلة إلى الشرق الأوسط: "قرار حجب الأسلحة يعني أن بايدن قرر استخدام شكله الحقيقي الوحيد للضغط على نتنياهو". متابعًا: "إنها نقطة منخفضة بالنسبة للعلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث تبدأ في وضع الأمن الإسرائيلي على المحك".

وأضاف، في تصريحه لـ"نيويورك تايمز": "لم يكن أمام بايدن أي خيار. إن الحرب تشكل عائقًا لحملته الانتخابية، ولوحدة الحزب الديمقراطي، ولمكانة الولايات المتحدة في العالم".