بعد 22 عاما على رحيله.. حقيقة احتراف صالح سليم في النمسا
خاض الراحل صالح سليم تجربة احترافية قصيرة في النمسا عام 1963 وهناك إجماع على لعب لناي شتورم جراتس لأن صالح سليم عندما كان يتحدث عن هذه التجربة كان يقول أنه تلقي عرضا من نادي جراتس.
والحقيقة أن النادي الذي لعب له صالح سليم هو جراتس إيه كيه الذي تعرض للإفلاس عام 2012 وبدأ مشواره من جديد من الدرجة الثامنة ومن يراجع ملفات النادي الرسمية وصفحته على مواقع التواصل الاجتماعي سيتأكد من ذلك.
بدأت الحكاية موسم 62/1963 عندما تلقى صالح سليم برقية ثم خطابا من فريتز بيمبيرل المدرب النمساوي الذي قاد فريق الأهلي سبع سنوات متواصلة وكتب بيمبيرل لصالح سليم خطابه بلغة غير رسمية تعكس العلاقة الوطيدة التي كانت تربط بينهما وقال إنه أصبح مدربا لفريق من الدوري الممتاز في النمسا لكنه يعاني من بعض المشاكل.
وقال فريتز في خطابه إلى صالح سليم أنه يعرف مهاراته وأفكاركه التكتيكية التي يمكن أن تساعد الفريق على التقدم في جدول الدوري المحلي.
وأرسل فريتز بيمبيرل عقدا مع الخطاب وطلب من صالح سليم أن يقوم بتوقيعه إذا وافق على العمل معه وأنه سيحصل على المقابل المادي الذي يتقاضاه أي لاعب في قائمة الفريق وهو 5 آلاف شلن نمساوي شهريا "100 جنيه مصري وقتها".
وافق صالح سليم على العرض النساوي لأنه أراد التعرف على حقيقة مستواه الدولي بعد أن عرفه على المستوى المحلي وعندما وصل إلى النمسا استقل القطار إلى المحطة الرئيسية في جراتس وهناك وجد حشدا كبيرا من المشجعين في استقباله يحملون لافتات بالعربية والألمانية للترحيب به وكان بينهم عدد من الطلاب العرب الذين كانوا يدرسون في المدينة وكان الدور الأول قد انتهى والدوري متوقف في شهري ديسمبر ويناير بسبب سقوط الجليد ليبدأ الدور الثاني في فبراير وبعد وصوله أشركه المدرب في عدة مباريات ودية وبسبب اختلاف طبيعة أرضة الملاعب عنها في مصر بدأ صالح سليم يشعر بما يشبه الشد في عضلات الساقين وتم علاجه على الفور بالتدليك تحت الماء لأول مرة.
في أول مباراة ودية مع الفريق يوم 3 أبريل 1963 سجل صالح سليم ستة أهداف في مرمى فرونلايتن في المباراة التي انتهت بفوز جراتس أيه كي 14-1 وحضرها عدد كبير من الجماهير لمشاهدة صالح سليم الذي أطلقت عليه الصحافة وقتها لقب الفرعون المصري.
وبعد المباراة الودية بأربعة أيام خاض صالح سليم مباراته الرسمية الأولى ضد فريق لاسيك ببطولة الدوري وانتهت المباراة بالتعادل 1-1 وسجل صالح سليم هدف في الدقيقة 39 ليصبح أول مصري يسجل هدفا في الدوري النمساوي.
في ثاني مبارياته بالدوري النمساوي ضد أوستريا كلاجينفورت أمام 8 آلاف متفرج يوم 21 أبريل 1963 سجل صالح سليم هدفا وفاز فريقه 2-1 ثم سجل هدفا ثالثا في مباراة واكر فيينا بعد ذلك بـسبعة أيام.
بعد تسجيله ثلاثة أهداف في أول ثلاث مباريات يلعبها في الدوري النمساوي لم ينجح صالح سليم في التسجيل في مباراة الفريق ضد رابيد فيينا يوم 5 مايوثم غاب عن مباراة فرست فيينا إف سي يوم 11 مايو بسبب الإصابة.
وبعد 4 أشهر فقط في النمسا لعب خلالها 6 مباريات رسمية قرر صالح سليم العودة إلى مصر بعدما شعر بالحنين لبلده ولناديه الأهلي ولعائلته التي ظلت في القاهرة طوال فترة وجوده في النمسا.