اليوم.. البيزنطية تحتفل بذكرى القدّيس الشهيد باسيليوس أسقف اماسيا
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيس الشهيد في رؤساء الكهنة باسيليوس أسقف اماسيا، الذي استشهد سنة 322. واشترك في المجمعَين المحلييَن المنعقدين في أنقرة وفي قيصرية الجديدة سنة 314، ضد البدعة الأريوسية.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "أَنا ذاهِب سَتَطلُبونني ومعَ ذلك تَموتونَ في خَطيئَتِكم وحَيثُ أَنا ذاهِبٌ فَأَنتُم لا تَستَطيعونَ أَن تَأتوا"... عندما تكلّم الرّب بهذه الطّريقة، أراد أن يهدّد اليهود بأنّه سوف يذهب بعيدًا منهم. إما فيما يخصّنا نحن، فإنّ الرّب لن يذهب بعيدًا عنّا طالما حافظنا على بذور الحقيقة الّتي زرعها الرّب في أنفسنا؛ ولكن حينما يحصل العكس ويدخل فساد الشرّ إلى أنفسنا بعد سقوطنا في الخطيئة فإنّ الرّب سيقول لنا: "أَنا ذاهِب"، وسوف نقوم بالبحث عنه دون أن نتمكّن من إيجاده وسوف نموت في خطيئتنا لأنّ الموت بنفسه سيكون ممسكًا بنا.
يجب علينا ألاّ نأخذ بخفّة هذا الكلام: "ومعَ ذلك تَموتونَ في خَطيئَتِكم". فإن أخذنا هذا الكلام بالمعنى الحرفي فهذا يعني بالتّأكيد أنّ الخطأة سوف يموتون بخطيئتهم كما أن الأبرار سوف يموتون ببرّهم. لكن إذا سمعنا هذه الكلمات: "سوف تموتون" بالموت الّذي يصيب من يرتكب خطيئة مميتة فإنّه من الواضح أنّ من توجّه الرّب إليهم بهذا الكلام لم يكونوا أمواتًا بعد إنّما يحيون مصابين بعاهات روحيّة كبيرة سوف تقودهم إلى الموت. لذا ها هو الطبيب، وبعدما رأى خطورة مرضهم، يقول لهم "ومعَ ذلك تَموتونَ في خَطيئَتِكم" وهذا ما يجعل مفهومًا الكلام الّذي تلاها: "وحَيثُ أَنا ذاهِبٌ فَأَنتُم لا تَستَطيعونَ أَن تَأتوا" لأنّ الذي يموت بخطيئته لا يستطيع الّذهاب حيث هو الرّب يسوع لأن جميع من هم أموات لا يستطيعون اتّباع الرّب يسوع على حسب ما جاء في المزمور: " لَيسَ الأَمْواتُ يُسَبِّحونَ الرَّبّ"