رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

استدعاء كتيبتى احتياط.. عودة المقاومة تربك حسابات الاحتلال فى شمال غزة

قوات الاحتلال الإسرائيلي
قوات الاحتلال الإسرائيلي

كشفت شهادات الفلسطينيين في شمال غزة، عن تفاصيل صادمة متعلقة بالاشتباكات العنيفة التي تشهدها المنطقة بين المقاومة وقوات الاحتلال، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى شن قصف مدفعي كثيف على مدن شمال غزة، حيث أربكت عودة حماس حسابات الاحتلال بالكامل، ودفعته لاستدعاء كتيبتي احتياط للقطاع بعد الانسحاب منه.

عودة حماس تربك حسابات الاحتلال

وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، قال غسان هشام البالغ من العمر 43 عامًا، من سكان الزيتون، إن القصف المدفعي على المنطقة بدأ مساء الإثنين واستمر حتى الثلاثاء، حيث فر العديد من الجيران. 

وتابع هشام: "اخترت عدم القيام بذلك لأن لدينا الكثير من الأطفال والكبار، وليس لدينا مكان آخر نذهب إليه"، مضيفًا أن أعمال العنف كانت من أسوأ أعمال العنف التي شهدها منذ الأشهر الأولى للحرب.

وقال خليل كحلوت، أحد سكان حي جباليا شمال مدينة غزة، إن هناك غارات جوية وقصف متكرر في بيت لاهيا وبيت حانون المجاورتين منذ صباح يوم الإثنين، وإن شدة العنف تصاعدت، لافتًا إلى أن "بعض سكان بيت لاهيا فروا إلى الملاجئ في جباليا بسبب القصف المستمر".

وتأتي الاشتباكات في الشمال في الوقت الذي قلصت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلية بشكل مؤقت عدد قواتها وكثافة عملياتها في قطاع غزة، وفي وقت سابق من هذا الشهر.

وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن جيش الاحتلال استدعى كتيبتين من قوات الاحتياط إلى القطاع، بينما يستعد لتوغل بري في رفح، حيث يعتقد أن حماس لديها آخر أربع كتائب لها، وهذا هو المكان الذي يعتقد المسئولون الإسرائيليون أن بعض محتجزين ما زالوا فيه.

ويلجأ حاليًا أكثر من مليون فلسطيني فروا من القتال في أماكن أخرى من القطاع إلى رفح، وتعد المدينة أيضًا مركزًا للاستجابة الإنسانية لقطاع غزة بأكمله، حيث يعاني غالبية السكان البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة من مستويات حادة من الجوع ولا يمكنهم الحصول على الرعاية الطبية الكافية.

وأوضحت الصحيفة، أنه في واشنطن، قال ديفيد ساترفيلد مبعوث كبير لوزارة الخارجية إلى المنطقة إن جهود الإغاثة الإنسانية للمدنيين في غزة تحسنت على نطاق واسع في الأسابيع والأشهر الأخيرة، وسط ارتفاع مطرد في عدد الشاحنات التي تصل إلى القطاع وتوزيع المساعدات بنجاح داخل القطاع.

وتابع ساترفيلد الذي تم تعيينه مبعوثًا خاصًا للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط بعد بدء الحرب العام الماضي، أن "السكان في الشمال معرضون بشكل خاص لخطر سوء التغذية، ولم تصل المساعدات إلا القليل جدًا حتى الأسابيع القليلة الماضية".

وأضاف أنه مع تراجع خطر المجاعة في بعض المناطق، يتطلع المسئولون الأمريكيون الآن إلى قيام إسرائيل بإجراء المزيد من التحسينات في الظروف المعيشية، من خلال استعادة الصرف الصحي والمياه الصالحة للشرب، وإنشاء المزيد من آليات تجنب الاشتباك لضمان قدرة عمال الإغاثة على العمل بأمان في غزة.

وسبق أن خرجت تصريحات من إسرائيل، بأنها ستضمن إمكانية إجلاء المدنيين من مناطق القتال قبل التوغل البري في رفح، وهو الأمر الذي ضغطت عليه إدارة بايدن مرارًا وتكرارًا على الإسرائيليين، وتريد القوات الإسرائيلية منع المدنيين والمسلحين من الوصول إلى الشمال عندما يغادرون رفح وتعمل على تعزيز سيطرتها على قطاع الأرض الذي يقسم الجيب إلى قسمين.