رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أول واعظة دينية بأسوان.. رحلة "الحاجة ليلى" في التطوع والدروس الدينية لنشر الدين الوسطي

محررة الدستور برفقة
محررة الدستور برفقة الحاجه ليلي

وفاة والدها أيقظها من غفلتها في الدنيا وتسلل الخوف إلى قلبها من عدم الاستعداد للقاء رب العباد، وقررت التطوع لوجه الله والتقرب منه من خلال توعية ووعظ السيدات داخل المساجد بأهمية الحفاظ على العبادات وجميع الأمور الدينية التى تساعدهم في العيش فى الوصول إلى رضا الخالق.

بدأت الحاجة "ليلي" فى المساجد لنشر الدين الوسطي منذ ما يقرب من 20 عامًا فى بداية الأمر كانت تتخذ الوعظ وسيلة للتقرب من الله سبحانه وتعالى، ولكن بعدها درست فى المركز الثقافي الإسلامى لتحصل على الاعتماد رسميًا من وزارة الأوقاف، وبالفعل استطاعت تحقيق ذلك ومن هذه اللحظة وهبت وقتها فى سبيل نشر حب الطاعات والتوعية بالدين بين السيدات.

وأجرت "الدستور" بثًا مباشرًا مع الحاجة ليلى عبدالوهاب، أول واعظة دينية تم اعتمادها فى أسوان، أثناء تأديتها للدروس الدينية داخل مسجد الحاج حسن، ضمن أبرز المساجد الكبرى داخل المحافظة:

تجلس الحاجة ليلي فى الزاوية التي تجاور نافذة المسجد لتؤدى الدرس الديني عن طاعة الوالدين وأهمية الصلاة وغيرها، فى نهار شهر رمضان المبارك، وفي الجهة التي أمامها يجلس عدد كبير من السيدات اللواتي ينتبهن لكل كلمة تقولها، ثم بعدها يبدأن فى عرض أكبر قدر الأسئلة التي يردن معرفة إجابتها حتى انتهاء الوقت المحدد للدرس.

قصة الحاجة "ليلى" ودخولها لمجال الوعظ والدروس الدينية

"أنا اعتبرته عمل صالح يقربني لله سبحانه وتعالى أنا بدأت مشوار الدعوة لطريق الله سبحانه وتعالى من ٢٠ سنة، دعيت ربنا سبحانه يكرمني بعمل صالح يقربني إليه والحمد لله ربنا استجابلى" هكذا بدأت الحاجة ليلى عبدالوهاب، صاحبة الـ52 عامًا حديثها لـ"الدستور".

وحول دخولها لمجال الدروس الدينية، أضافت أنها عندما بدأت درستها فى المركز الثقافى الإسلامى كانت رغبتها الدراسة فقط ولكن أثناء الدراسة جاءت إليها أحد جيرانها وأخبرتها أنهن فى حاجة إلى سيدة تؤدي لهن الدورس الدينية وقتها أجابتها أنها مستعدة لذلك جدًا لكسب الثواب والأجر.

وتابعت لـ"الدستور" أن وقتها لم يكن لديها أى مخطط فى أن تصبح واعظة، ولكن وفاة والدها غير مسار حياتها بشكل كبير، حيث أنها بعدما قررت التوجه إلى المركز الثقافي الإسلامي للاعتذار عن تأدية الامتحانات وكانت في السنة الأخيرة للدراسة، إلا أن شيخها نصحها أن لا تفعل ذلك وتؤدي الامتحانات وتعتبر عملها فى المرحلة القادمة لها صدقة لوالدها، وبالفعل نفذت نصيحته ونجحت بامتياز.

وأشارت إلى أنه بعد تفوقها وتخرجها من المركز الثقافى الإسلامى قررت التنقل بين المساجد لتأدية الدروس الدينية والحلقات الدعوية لسيدات حول الطاعات المتعددة والأمور الدينية ونشر الدين الوسطي فيما بينهن، وبدأت تترك بصمتها في كل مسجد تتوجه إليه، ولكنها لم تكن تعلم أنه لابد أن يكون لها اعتماد من الأوقاف بعد الانتهاء من الدراسة وبعد نصيحة إحدى السيدات تقدمت بالأوراق المطلوبة وحصلت على كارنيه الاعتماد كأول واعظة دينية علي مستوى أسوان منذ عام 2007.

مواجهة الانتقادات في بداية الطريق

ولفتت الحاجة ليلى لـ"الدستور" إلى أنه فى بداية طريقها شهدت العديد من الانتقادات من الناس، حيث كانت نظرتهم مليئة بالسخرية حول كيف تغيرت حياتها وتحولت فى طريق الدعوة والدروس الدينية قائلة: "يقولوا ست الشيخة وناس تتريق فى الأول كنت بزعل بس مع مرور الوقت بقيت مبحطش فى دماغى كلامهم".

واستكملت حديثها أنها كانت في كل مرة تتقرب الله بشكل أكبر كان يساعدها على تقبل جميع الانتقادات التي تواجهها في بداية طريقها للدعوة، وأنها كانت على يقين تام أن طريق الدعوة والنجاح مليء بالابتلاءات ولابد أن يكون هناك ضريبة، لذلك كانت دائمًا تزداد قوة وحماس وثبات لاستكمال طريقها.

وقالت إنها عندما بدأت فى الدخول لمجال الوعظ كان عمرها تقريبًا 30 عامًا وكانت ما زالت عزباء ولم تتزوج بعد، وبدأت تلتزم بشكل كبير وتقدم النصائح والتوعية بالأمور الدينية لجميع أفراد أسرتها، وكان لديها شرط أساسي عندما أكرمها الله بالزواج وهو عدم رفض نزولها إلى المساجد أبدًا لتعلقها الشديد بها.

وذكرت لـ"الدستور" أنه مع مرور الأيام وطوال مشوار الـ20 عامًا وتطوعها فى تأدية الدروس الدينية وتوعية السيدات بالأمور الدين كان يزداد حبها وشغفها لوعظ السيدات بالمساجد، قائلة "أكبر نعمة حب ربنا سبحانه وتعالى وحب الناس اللي بيجي بعد حبه، طوال الـ20 سنة أنا كان بيزيد حبي للمساجد بشكل أكبر انا دايما بقول اللي بمنعني من المساجد الموت".

وأوضحت أنه بالرغم من أنها لديها عمل آخر تسعى من خلاله وراء رزقها، ومسئوليتها اتجاه أبناءها الذين يدرسوا بالمرحلة الثانوية نظرًا لأنها تقوم بدور الأب والأم لهم بعد انفصالها عن زوجها منذ 10 سنوات، إلا أنها لم تفكر أبدًا في ترك تأدية الدروس بالمساجد، قائلة: "بفضل اجي علي نفسي وصحتي بس مقصرش فى دروس المساجد".

وبالنسبة للأساليب التي تستخدمها لتوصيل المعلومة لجميع الفئات من السيدات بالدروس، عبرت الحاجة ليلي أن ما يخرج من القلب يدخل إلى القلب مباشرة، وأنها لديها فكرة من أول يوم لعملها أنها تتعامل مع عقليات مختلفة من السيدات منهن المتعلمات وآخريات ربات منازل وآميين، موضحة أنها كانت دائمًا تستعين بالله سبحانه وتعالي وتعمتد علي الأسلوب البسيط فى التحدث إليهن، بجانب روايتها لبعض الحكايات التي تجعل المعلومة تصل لكل منهن فى غاية السهولة.

وأوضحت أن عملها التطوعى وتأدية الدروس الدينية لتوعية السيدات لم يقتصر على مسجد واحد بل أنها تتنقل فى العديد من المساجد، حيث أن السيدات من أكثر الفئات التي يحتجن لتوعية نظرًا لأنهن يلعبن دور الزوجة والأم والأبنة والأخت والعمة ولابد أن تستطيع ان ينشأ من تحت يديها جيل واعي وجيد.

المحاور التي ترتكز عليها الدروس الدينية للسيدات

وأضافت أن الدروس الدينية وحلقات الذكر مستمرة طوال السنة ولكنها فى شهر رمضان تختلف فيه الدروس وتكون مكثفة عن باقى أيام السنة، حيث أنها ترتكز بشكل أكبر علي عدد من المحاور أبرزها: الطاعات وحقوق الوالدين وصلة الرحم، وغيرها، ولكن جميع الأمور الفقهية فى اطار الفكر الوسطي قائلة "دين الإسلام وسطي" 

واختتمت حديثها أنها تتمنى أن يرضي عنها الله سبحانه وتعالى ويقبل منها عملها فى الدعوة ونشر الدين الوسطي بين السيدات والأمور الدينية، لافتة إلى أن مثلها الأعلى الشيخ محمد متولى الشعراوي رحمه الله عليه لأن لديه الوسطية وأسلوب جميل فى توصيل المعلومات حول الدين، لان دين الاسلام دين وسطي.

وأخيرًا عبرت لـ"الدستور" قائلة: "أمنيتي اللي نفسى تتحقق إنى أنشر دروس الدعوة في المدينة المنورة ومتأكدة ربنا هيكرمني بيها، ويكرمني بحج بيته الحرام".

 الحاجه ليلي
الحاجه ليلي
 الحاجه ليلي
الحاجه ليلي
واعظة دينية بأسوان
واعظة دينية بأسوان
واعظة دينية بأسوان
واعظة دينية بأسوان
واعظة دينية بأسوان
واعظة دينية بأسوان
واعظة دينية بأسوان
واعظة دينية بأسوان

 الحاجه ليلي
الحاجه ليلي