رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أولى زيارات أمير الكويت

سبل تعزيز العلاقات المصرية الكويتية، والقضايا الدولية والإقليمية والعربية ذات الأولوية، تناولها الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس الأول الثلاثاء، مع الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، الذى زار مصر، للمرة الأولى، منذ أن أصبح الأمير السابع عشر للبلاد، الأمير السابع بعد الاستقلال.

زار أمير الكويت، مصر، فى ٢١ أكتوبر ٢٠٢٣، عندما كان وليًا للعهد، ممثلًا للأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد ‏فى «قمة القاهرة للسلام»، كما زارها، أيضًا، فى ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٢ ممثلًا للأمير فى مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ، كوب ٢٧، وسيرًا على نهج سلفه، وكل أسلافه، حرص منذ توليه الحكم، فى ديسمبر الماضى، على تعزيز التعاون مع مصر، وواصل العمل المشترك، مع الرئيس السيسى، على مواجهة التحديات، التى تهدد مستقبل المنطقة، وتوحدت رؤى الزعيمين حيال القضايا العربية الإقليمية والدولية.

إيمانًا بوحدة الهدف، والمصير المشترك، بدأت منذ منتصف ٢٠١٤، مرحلة جديدة من النهوض بالتعاون الثنائى، وتعزيز العلاقات بين البلدين فى مختلف المجالات، وعلى كل الأصعدة، إلى أن صارت الدولة الشقيقة ثالث أكبر شريك تجارى لمصر بين الدول العربية، وخامس أهم الدول المستثمرة فى مصر.

العلاقات بين البلدين تاريخية، قوية، متميزة ومتجذرة على المستويين الرسمى والشعبى. وتكفى الإشارة، مثلًا، إلى أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قام، فى ٨ سبتمبر ١٩٥٨، أى قبل ثلاث سنوات من استقلال الدولة الشقيقة، بافتتاح «بيت الكويت» فى القاهرة، المخصص للطلبة الكويتيين الدارسين فى مصر، الذين وصل عددهم، اليوم، إلى أكثر من ٢٣ ألف طالب فى مختلف الجامعات المصرية.

كانت مصر، أيضًا، من أولى الدول التى اعترفت باستقلال الكويت، سنة ١٩٦١، وحدَّدت برقية الرئيس عبدالناصر إلى أمير الكويت، وقتها، الشيخ عبدالله السالم الصباح، مسار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، التى عارضت مصر، بموجبها، التهديدات العراقية بضم الكويت، وأصدرت، على أساسها، بيانًا أكدت فيه أن «الوحدة لا تتم إلا بالإرادة الشعبية». وبموجب تلك الاستراتيجية، أيضًا، دعمت مصر الكويت، خلال الغزو العراقى، سنة ١٩٩٠، ولعبت دورًا بارزًا، أو الدور الأبرز، فى تحريرها، وصولًا إلى تأكيد الزعيمين، أمس الأول، فى بيانهما المشترك، وجوب احترام سيادة دولة الكويت على إقليميها البرى والبحرى، وتشديدهما على أهمية استكمال ترسيم الحدود البحرية الكويتية العراقية.

فى البيان المشترك نفسه، أشاد الرئيس والأمير بالتنسيق الوطيد بين البلدين بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك، وأكدا ضرورة تغليب ثقافة السلام والحوار والتسوية الدبلوماسية للنزاعات فى المنطقة. وفى هذا السياق، شدد الزعيمان، أيضًا، على ضرورة احترام سيادة ليبيا ووحدة وسلامة أراضيها، وأكدا أن أى حل سياسى حقيقى لا بد أن يستند إلى رؤية سودانية خالصة، دون إملاءات أو ضغوط من أى أطراف خارجية. ومشكورًا، أكد أمير الكويت دعم بلاده الكامل الأمن المائى المصرى باعتباره جزءًا لا يتجزأ من الأمن المائى العربى، وشدّد على الرفض التام لأى عمل أو إجراء يمس بحقوق مصر فى مياه النيل، معربًا عن تضامن الكويت معها فى اتخاذ ما تراه من إجراءات لحماية مصالحها المائية.

اتفق الزعيمان، أيضًا أو طبعًا، على ضرورة التوصل إلى وقف فورى ومستدام لإطلاق النار فى قطاع غزة، وضرورة تيسير النفاذ الآمن والكافى والمستدام للمساعدات الإنسانية، وأكدا رفضهما استمرار إسرائيل فى عملياتها العسكرية، بما فى ذلك إمكانية امتدادها لمدينة رفح الفلسطينية، و... و... وأكدا كذلك ضرورة اضطلاع المجتمع الدولى بمسئولياته فى تسوية القضية الفلسطينية، من خلال تنفيذ حل الدولتين وتجسيد الدولة الفلسطينية على خطوط ٤ يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.

.. وتبقى الإشارة إلى أن الرئيس والأمير تناولا، خلال جلسة مباحثات موسعة، مختلف أوجه التعاون فى القطاعات الاستثمارية والتجارية والطاقة والبنية التحتية والرعاية الصحية والتعليم والثقافة والسياحة، و... و... وقام الزعيمان بتكليف مسئولى البلدين باتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق ذلك، والتجهيز لعقد الدورة الثالثة عشرة للجنة العليا المُشتركة، خلال الأشهر القليلة المقبلة، لدفع جهود تعزيز التعاون المشترك.