رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية في مصر تحتفل بحلول خميس العهد

الكنيسة اللاتينية
الكنيسة اللاتينية

تحتفل الكنيسة اللاتينية في مصر بحلول خميس العهد، وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: كونوا مطيعين حتّى الموت، على مثال الحمل الطاهر الذي أطاع أباه حتّى الموت المخزي على الصليب. فكّروا في أنّه الطريق والقاعدة التي يجب اتّباعها. أبقوه دائمًا حاضرًا أمام عيون نفسكم. لاحظوا كم هو مطيع، هذا الكلمة، كلمة الله! هو لا يرفض حمل عبء المشقّات التي أوكله الآب بها؛ بل على العكس، هو ينطلق، بدافع من رغبة شديدة. أليس هذا ما عبّر عنه خلال العشاء السرّي يوم الخميس المقدّس حين قال: "اِشتَهَيتُ شَهْوَةً شديدةً أَن آكُلَ هذا الفِصْحَ مَعَكم قَبلَ أَن أَتأَلَّم"؟ من خلال عبارة "آكل هذا الفصح"، هو يقصد إتمام مشيئة الآب ورغبته. نتيجة شعوره بأنّ الوقت يداهمه (كان يرى نفسه في نهاية حياته حين يفترض به التضحية بجسده من أجلنا)، تهلّل وابتهج وقال بفرح: "اِشتَهَيتُ شَهْوَةً شديدةً". هذا هو الفصح الذي تكلّم عنه، الفصح الذي يتضمّن تقديم ذاته كغذاء، والتضحية بجسده لإطاعة الآب.

كان الرّب يسوع قد احتفل بالفصح مع تلاميذه في عدّة مناسبات أخرى، لكنّ هذا الفصح كان مختلفًا تمامًا... أيّتها المحبّة الحارقة والعذبة التي لا توصف! أنت لا تفكّر في مشقّاتك ولا في موتك المهين؛ لو فكّرت في ذلك، لما بديت سعيدًا إلى هذا الحدّ ولما سمّيته فصحًا. لقد رأى كلمة الله أنّه مَن تمّ اختياره ومَن نال البشريّة كلّها كعروس. طُلب منه أن يهرق دمه من أجلنا كي تتمّ مشيئة الله فينا وكي يطهّرنا بدمه. هذا هو الفصح الذي قبله هذا الحمل الطاهر، وبحبّ كبير ورغبة شديدة أتمّ إرادة الآب والتزم بمشروعه بشكل كامل. يا له من حبّ عذبٍ لا يوصف!.

لذا، أيّها الأحبّاء، أدعوكم ألا تخشوا شيئًا وأن تضعوا كامل ثقتكم في دم الرّب يسوع المسيح المصلوب... فلتختفِ كلّ خشية ذليلة من نفسكم. ستقولون مع القدّيس بولس: "وإِذا كُنتُ أَحْيا الآنَ حَياةً بَشَرِيَّة، فإِنِّي أَحْياها في الإِيمانِ بِابنِ اللهِ الَّذي أَحبَّني وجادَ بِنَفْسِه مِن أًجْلي، وأنا أَستَطيعُ كُلَّ شيَءٍ بِذاكَ الَّذي يُقوِّيني" (في 4: 13؛ غل 2: 20). أحبّوا، أحبّوا، أحبّوا! بدمه، حوّل الحمل الطاهر نفسكم إلى صخرة لا تُحطّم.