سر إلهى.. روجينا: «نصرة» أرهقتنى نفسيًا.. ومشهد الدفن الأكثر إيلامًا فى مسيرتى الفنية
أعربت الفنانة روجينا عن سعادتها الكبيرة بالنجاح الذى حققه مسلسل «سر إلهى»، المعروض ضمن الموسم الدرامى الرمضانى الحالى، موضحة أن شخصية «نصرة»، التى تقدمها خلال العمل، أرهقتها كثيرًا بنقلاتها المختلفة، معتبرة أن مشهد دفن الابنة كان الأكثر إيلامًا طوال مسيرتها الفنية.
وأشادت «روجينا»، خلال حديثها مع «الدستور»، بالسيناريو المتميز للعمل، والتتر الذى قدمه الفنان حمزة نمرة، الذى اعتبرته أحد عوامل نجاح المسلسل جماهيريًا، مشيرة إلى أن هناك «كيميا خاصة» تجمعها بمخرج العمل رءوف عبدالعزيز، فى ثالث تعاون بينهما.
■ بداية.. كيف استقبلتِ ردود أفعال الجمهور حول المسلسل وتصدره «الترند» منذ عرض حلقته الأولى؟
- غمرتنى سعادة كبيرة لا أستطيع وصفها، خاصة مع متابعتى ردود أفعال الجمهور عقب عرض أولى الحلقات، وسعدت كثيرًا بإشاداتهم وإشادات النقاد، لأنها فاقت توقعاتى، وهذا دليل على أن العمل قريب من قلوب المشاهدين، وأنهم تعاطفوا مع شخصية «نصرة»، وتأثروا بشخصيات العمل، وهذا توفيق كبير من ربنا، وتكليل لتعب وجهد كبير بذله كل أفراد فريق العمل، سواء من الفنانين أم من كل فرد خلف الكاميرا.
■ ما سر اختيارك العمل فى مسلسل «سر إلهى» هذا العام خاصة بعد النجاح الكبير الذى حققه مسلسل «ستهم» فى العام الماضى؟
- فكرة مسلسل «سر إلهى» كانت مختلفة، وتحمست لها كثيرًا عندما قرأت سيناريو العمل الذى أبدع فى كتابته المؤلف أمين جمال، وهو يعد واحدًا من أفضل السيناريوهات التى قرأتها على مدار مشوارى الفنى، لأنه كتب ببراعة شديدة، وتسلسل أحداثه مثير، وليس فيه رتابة أو ملل، بل على العكس يجعل المشاهد ينتظر مع نهاية كل حلقة مشاهدة الحلقة الجديدة لمعرفة ماذا سيحدث فيها.
كما أن هناك سببًا ثانيًا ورئيسيًا، وهو البحث عن تكرار التعاون مع المخرج رءوف عبدالعزيز، لأنه مخرج متميز للغاية، ويتعامل بشكل راقٍ جدًا داخل لوكيشن التصوير مع جميع طاقم العمل، ولديه قدرة على تهيئة الأجواء ومساعدة الفنان على إخراج أفضل ما لديه بشكل أكثر احترافية، بالإضافة إلى أن هناك «كيميا فنية» بيننا، ويجمعنا تشابه الأفكار، وهو له فضل كبير فى نجاح عدد من الأعمال التى قدمت بطولتها المطلقة، وآخرها كان مسلسل «ستهم».
وهو يقدم فى هذا العام شكلًا جديدًا ومختلفًا على مستوى الصورة والحالة الإخراجية، وأنا سعيدة جدًا بثالث تعاون معه، بعد أن قدمنا معًا مسلسل «انحراف» فى عام ٢٠٢٢، ومسلسل «ستهم» فى العام الماضى.
■ ما الذى كان مميزًا فى شخصية «نصرة» ولفت انتباهك أثناء قراءة السيناريو لأول مرة؟
- أحب تقديم شخصية المرأة القوية، كما أن شخصية «نصرة»، التى أقدمها خلال الأحداث، موجودة فى معظم البيوت المصرية والعربية، وتفاصيل حياتها تتشابه مع الواقع، وتظهر مدى الألم الذى يتعرض له الإنسان من ظلم أقرب الناس إليه، وجذبنى أيضًا فى المسلسل الرسالة التى يقدمها للجمهور، وهى كيفية أخذ الحق، والتعامل مع ظلم الحياة، كما أنه يحمل رسالة قوية لنصرة المرأة.
وعندما قرأت السيناريو وقعت فى حب هذه الشخصية، وشعرت بأننى لا بد أن أطرح قضيتها للجمهور، لأنى صدقت معاناتها وعشت معها فى كل ما مرت به من أحداث.
■ ما أكثر الصعوبات التى واجهتك أثناء التحضير للشخصية وخلال التصوير؟
- شخصية «نصرة» واحدة من أصعب الشخصيات التى قدمتها، لأنها تمر بمراحل مختلفة فى حياتها، وكل مرحلة لها صفاتها وطباعها، سواء قبل دخولها السجن أو بعد الخروج منه، أو غير ذلك من الأحداث التى ستتكشف خلال الحلقات المقبلة، والحقيقة أن كل ذلك أرهقنى نفسيًا أثناء التصوير، بسبب النقلات المختلفة فى الشخصية.
أما عن الصعوبات فى أثناء التصوير فأهمها هو أن معظم مشاهد العمل صُور فى مواقع تصوير خارجية، وبين شوارع متفرقة فى القاهرة والإسماعيلية، لأننا أردنا تقديم عمل واقعى يناسب الجمهور.
وكواليس تصوير «سر إلهى» كانت من أمتع الكواليس التى مرت علىّ، وبها حالة من السعادة والحب والتعاون، بل وروح الفكاهة، التى جمعت بين فريق العمل، الذى كان حريصًا على تقديم عمل راقٍ يليق بالجمهورين المصرى والعربى، وكان كل منهم يقدم كل ما لديه من طاقة تمثيلية أمام الكاميرا.
■ ما شعورك أثناء تصوير مشهد دفن الابنة والتصوير ليلًا داخل المقابر؟
- كان شعورًا صعبًا وقاسيًا للغاية، ولا أتمناه لأى أُم، والأكثر ألمًا هو أن المشهد المكتوب يقول إن على «نصرة» أن تعبّر عن حزنها دون اللجوء إلى التعبير عنه صوتيًا، أى أن تكون مشاعرها داخلية، خاصة أن ابنتها توفيت وهى داخل السجن، ولم تستطع رؤيتها قبل الدفن.
ورغم أنى قدمت فى أعمالى السابقة مشاهد موت كثيرة فإن هذا المشهد كان الأكثر إيلامًا، وتأثرت به نفسيًا بشكل كبير، وعقب الانتهاء من تصويره طلبت من المخرج رءوف عبدالعزيز راحة من التصوير لحين تجاوز هذا الشعور.
■ كيف رأيت أداء الفنان محمد ثروت وتقديمه شخصية «سعد» البعيدة عن الطابع الكوميدى الذى يشتهر به؟
- فوجئت للغاية أثناء التصوير بتقديمه شخصية درامية جادة بعيدة على اللون الكوميدى الذى يقدمه فى معظم أعماله الفنية، والذى رأيته من قبل أثناء تعاوننا معًا فى أحد الأعمال المسرحية، لكنى أدرك أنه فنان موهوب ولديه طاقة تمثيلية كبيرة، وما زال لديه الكثير ليقدمه بعيدًا عن الأدوار الكوميدية، كما أنه كان حريصًا حتى أثناء الكواليس على أن يلتزم بطابع الشخصية، حتى لا يخرج منها، متجاوزًا فى ذلك طبيعته الفكاهية خارج التصوير، وكل هذا فى رأيى ساعد على خروج الشخصية بالشكل الرائع الذى رآه الجمهور على الشاشة، وأحب أن أقدم له التحية، هو وجميع الفنانين الذين شاركوا فى العمل.
■ ماذا عن التعاون الثانى مع ابنتك مريم أشرف زكى؟
- بالتأكيد فخورة بها، فهى تتقدم وتتطور بشكل كبير فى أدائها التمثيلى، وقد قدمنا معًا فى العام الماضى مسلسل «ستهم»، ولعبت خلاله دور إحدى فتيات الشوارع، لكن تلعب فى «سر إلهى» هذا العام دورًا له مساحة أكبر، وأعتبر أنها تمر بتحدٍ كبير بالنسبة لها، ومشاركتها فى العمل كانت بناءً على طلب من المخرج رءوف عبدالعزيز، وأنا أتنبأ لها بمستقبل كبير فى عالم التمثيل.
■ كيف رأيت اختيار المطرب حمزة نمرة لغناء تتر المسلسل؟
- عندما علمت باختياره لتقديم تتر المسلسل سعدت للغاية، لأننى أعتبر نفسى واحدة من جمهوره، فهو مطرب يتمتع بحس فى الغناء، ولديه قاعدة جماهيرية كبيرة، وأحب أن أوجّه الشكر له، وإلى فريق عمل الأغنية، وللشاعر الغنائى محمود فاروق، والموزع الموسيقى كريم عبدالوهاب، لأنهم بذلوا جهدًا كبيرًا فى صناعة تتر الأغنية.
وأذكر أن المطرب حمزة نمرة طلب قراءة السيناريو بالكامل، واجتهد بشكل كبير فى فهم الشخصيات والخطوط الدرامية للأحداث، لاختيار كلمات معبرة عن قصة وأحداث العمل، وقدم فى النهاية تترًا عظيمًا معبرًا عن أجواء العمل، وهو ما جذب الجمهور حتى قبل عرض المسلسل، لذا فهو يعد أحد عناصر نجاحه.
■ كيف ترين المنافسة فى الموسم الدرامى الرمضانى هذا العام؟
- المنافسة تجعل من الموسم الرمضانى حالة خاصة، وقد اعتدنا منذ الصغر أن نرى أعمالًا فنية مختلفة لكبار نجوم الفن، ومن جهتى أتمنى النجاح لجميع الزملاء فى أعمالهم المعروضة حاليًا، لكنى أهتم كثيرًا بالتركيز فى الشخصية التى أقدمها للجمهور، وأبحث دائمًا عن الاختلاف والتنوع فى أدوارى، وأحرص على عدم تقديم شخصيات معتادة أو سهلة أو نمطية.
■ ماذا عن تجربتك الأولى فى مسلسلات الـ١٥ حلقة؟
- التجربة ممتعة للغاية وسعدت بها، خاصة أن الأحداث فى مثل هذه النوعية من الأعمال تكون مكثفة، وتجذب انتباه المشاهد، الذى يرى أن كل حلقة تضم العديد من الأحداث الشيقة والممتعة، دون الإطالة والمط وتكرار المشاهد غير المؤثرة فى سياق العمل.
■ كيف رأيت التعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وعرض المسلسل على قنواتها؟
- «المتحدة» إضافة كبيرة للإعلام والدراما المصرية، وأحب أن أوجه الشكر والتحية للشركة على الجهد الكبير الذى بذلته فى الدعاية للعمل قبل انطلاق الموسم الرمضانى، سواء فى الشوارع أو عبر منصات التواصل الاجتماعى. كما أهنئ الشركة على الموسم الرمضانى القوى هذا العام، ومدى التنوع الكبير فى الأعمال التليفزيونية المعروضة، وهو ما يجعلنى أشعر بفخر كبير، مع تطوير الدراما المصرية واستعادتها مكانتها من جديد، من خلال تقديم أعمال هادفة تخاطب جميع الأذواق، بالإضافة إلى أنى سعيدة بالتأكيد على عرض مسلسل «سر إلهى» عبر قنوات «cbc» ومنصة «WATCH IT» الرقمية.
■ ما سر قلة أعمالك السينمائية رغم بدايتك المتميزة مع المخرج الراحل يوسف شاهين فى فيلم «المصير»؟
- تجربتى مع المخرج الراحل يوسف شاهين تعد من أهم وأعظم التجارب فى حياتى الفنية، فهو مدرسة عملت معها فى بداياتى وصعدت من خلالها وتعلمت منها أشياء كثيرة على المستوى الشخصى قبل المهنى، وأستفيد منها حتى الآن، فهو قد علمنى الالتزام فى العمل واحترام الجمهور وحب الشخصية التى أقدمها.
وقلة أعمالى السينمائية تعود لقلة الأعمال الجيدة التى تعرض علىّ، خاصة أننى أنتقى أدوارى بعناية شديدة، ولا أحب الظهور لمجرد الوجود فقط، كما أننى أسير فى أعمالى التليفزيونية بخطى ثابتة، بعد أن حققت ردود أفعال جماهيرية جيدة على مدار السنوات الماضية.