نوال مصطفى: "أمين والحمامصي هم من شكلوا شخصيتي الصحفية والإنسانية"
تحدثت الكاتبة الصحفية نوال مصطفى، عن كتابها "يا دنيا يا غرامي" الصادر عن المؤسسة العربية الحديثة، والذي أورت فيه مقالات عن لقائها بعدد من الشخصيات العالمية ومنهم عمر الشريف وبينظير بوتو ومجدي يعقوب وغيرهم، كما أوردت كيف التحقت بالصحافة ومسيرتها عبر صاحبة الجلالة.
وتقول نوال مصطفى عن بدايتها: في "يا دنيا يا غرامي" كتبت عن شخصيات مؤثرة في المجتمع المصري على رأسهم أستاذي مصطفى أمين، وكان بالنسبة لي مدرسة كاملة ولم يكن كاتبا صحفيا ومؤسسا لأول دار صحفية مصرية بالكامل هي اخبار اليوم ولكن كانت لديه ما يشبه قرون الاستشعار يكتشف بها المواهب ويحتضنها ويشجعها وكنت واحدة من هؤلاء الذين أحيطوا برعايته وأفكاره الصحفية المتوقدة والمتجددة والمستمرة.
وأضافت في تصريحات خاصة لـ"الدستور": كنت في السنة الثالثة بكلية الصحافة والإعلام جامعة القاهرة، وكان الكاتب الصحفي الكبير جلال الدين الحمامصي انتقى مجموعة من الصحفيين الشباب الموهوبين وكنت منهم، لنتدرب في دار أخبار اليوم، وكان التقليد أن الصحفيين الصغار لم يكن من حقهم ان ينشر اسمهم على موضوعاتهم وكنت وقتها أشعر ان هناك شيء من الجور على حقي، ولكن كان لا بد للصحفي أن يمر بعدة مراحل يثبت فيها نفسه، ومن هنا تربيت في مدرسة أخبار اليوم، ومصطفى امين والحمامصي الذين التقيتهم في بداياتي هم من شكلوا شخصيتي الصحفية والانسانية التي لا تقبل بأنصاف الحلول وتسعى لان تكون صوت المواطن الذي لا صوت له وتأسست في هذه المدرسة ولذلك كانت نوال مصطفى التي لم تصنع في يوم او أسبوع او عام.
وتابعت: "على مدار سنوات من التعلم المباشر كنت أرى مصطفى أمين شخصيا، رأيته يمنح من وقته لشاب جاء من الأرياف ليجري معه حوارا لمجلة المدرسة، والحقيقة أنه لم يكن يبخل بوقته على الجميع، برغم انه يجالس الرؤساء والملوك ورؤساء الوزارات وهم الذين كانوا يسعون للتواصل معه وكانت تجربتي معه عميقة وطويلة حوالي 13 عام قبل وفاته وكنت قريبة منه.
وتواصل:" كان مصطفى أمين إنسانا حقيقيا وحين يصله خطابا لطلب كتاب من كتبه مرتفعة الثمن، لم يكن يبخل أبدا وكان يرسل الكتاب عبر سكرتيره (كريم) بعد توقيعها بيده، والحقيقة أن أمين يمكن أن أكتب عنه كتابا مستقلا كما فعلت من قبل في كتاب مصور، وكنت قد بدأت فيه قبل وفاته وطلبت منه معلومات وصور لأنه كان كتابا مصورا.
وتكمل:" كانت تجربة جديدة للكتب المصورة عن الشخصيات الكبيرة وعرضت الفكرة على إبراهيم سعدة ووافق وبدأنا بصاحب الدار مصطفى امين وكنا نقول انه صاحب الدار ونناديه بهذا اللقب، والكتاب اسمه "قصة حياة عاشق الصحافة" بدءً من طفولته ومرورا بنشأته في بيت سعد زغلول خاله وشقيق والدته وحتى يوم وفاته التي شهدت الملايين من محبيه وعشاقه، كانت جنازة تتجاوز جنازات الرؤساء ومشاهير الفن، وهذا الكتاب لخصت فيه سيناريو مصور عنه ولكنه كانسان كان مدرسة في الفلسفة وفهم الحياة ويعد رائد كبير في الصحافة المصرية، وهو الذي ابتكر مع علي امين صحافة الخبر القصير التلغرافي وهم من ادخلوا الكاريكاتير والصورة كبطل في القصة الصحفية، وهما من أسسا أبواب ليلة القدر ولست وحدك واسبوع الشفاء وكنت رئيسة لهذه الأبواب تباعا وكانت تجربة كبيرة وثرية.
وتكمل:" يمكن أن ينظر لمصطفى أمين على انه فيلسوف الحياة وكل من تبناهم أصبحوا رؤساء تحرير وقاموا بتأسيس صحف ونصات إعلامية في كل البلاد العربية".
وتختتم:" كون مصطفى أمين في داخلي إحساس البشر ومن هنا كان ان تبنيت قضية أطفال السجينات، وحققت إنجازات مشهود لها وحصلت على جوائز عالمية وتكريم من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ومن دبي جائزة صناع الامل، جوائز كثيرة ولكن الجائزة الكبرى هي ابتسامة طفل او سيدة مظلومة خرجت للنور، كل هذا تكون داخلي من اقترابي من مصطفى امين، بالإضافة أنني ابنة لسيد مصطفى صاحب مؤسسة سلاح التلميذ وابنة لشقيقة عبد الرحمن الخميسي ولذلك حين التحقت بأخبار اليوم واكملت المشوار تأكدت وتركزت وتأصلت داخلي قيم العطاء والإنسانية الحقيقية الصافية والراقية.