رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"ابن عربي".. دليل يسري الجندي لعالم التصوف

يسري الجندي
يسري الجندي

تحل اليوم ذكرى رحيل الكاتب الكبير يسري الجندي، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 2022.

ويسري الجندي كان مثل الأدباء والكتاب، نشأتهم كانت سببا مباشرا فيما سيكونونه بعد ذلك، وكانت تمهيد حقيقي لكاتب كبير، هذه النشأة هي التي تحدد -غالبا – سيرهم وتفكيرهم فيما بعد.

كان يسري الجندي الطفل الصغير قد ولد في دمياط، وكانت المحال التجارية كلها تقوم بتشغيل القرآن على صوت الشيخ محمد رفعت، ومن هنا فإن الصبي كان يجلس ويستمع لصوت الشيخ وهو يحفر في نفسه عميقا، وممهدا لما سيكونه فيما بعد، وكان يسري الجندي قد ولد لام كانت تقص عليه الرؤى والتي تتحقق فيما بعد، ومن هنا فإن هذه النشأة ومن يتعامل معهم يوميا سبيله للخروج للبراح والتفكير عميقا في الله والوجود والتصوف وغيرها.

حكاية يسري الجندي مع ابن عربي

قرأ يسري الجندي لابن عربي لكنه لم يفهمه كما ينبغي، يقول في حوار سابق لـ"الدستور":" كانت المعرفة الوجدانية هى السبيل الوحيد للتعرف على التصوف الحقيقى، ومن هنا رحت أقرأ مؤلفات «ابن عربى»، الذى عجزت فى البداية عن فهمه تمامًا، لأنني حاولت فهمه بعقلي وليس بوجدانى، حتى أيقنت أن هذا الفيلسوف والمتصوف العظيم يحتاج إلى معرفة وجدانية حقيقية، وبصفة عامة أنا مؤمن بأن التعرف الوجداني هو الطريق الحقيقي لله.

وتبلورت رؤسة يسري الجندي حول الكثير من الأمور لكنه عرف أخيرا أن معرفة الله والسؤال عن الله أكبر كثيرا، ويحتاج لوعي حقيقي لكي يدرك ويعرف مثل هذه الأمور، لكن هذا التفكير قاده للفلسفة:" دفعنى هذا السؤال للاهتمام بالتصوف، فكل الأفكار الوجودية التى شغلتنى فى تلك الفترة، ومن بينها: كيف بدأ الكون؟، وغيرها من الأمور التى شغلتنى وأرهقتنى بحثًا، جعلتنى ألتهم كتب الفلسفة محاولًا الوصول إلى ما يريح قلبى ويطمئن تساؤلاته بإجابات ربما هى ليست وافية بقدر الإمكان لكنها فى حد ذاتها إجابات، ويعتد بها بهذا الشكل وتلك الكيفية.

وفى النهاية أيقنت بأن ما أسعى إليه «مستحيل»، ولا أحد يستطيع أن يلم أو حتى يضع تصورًا ملائمًا لهذه التساؤلات جميعها، حتى الفلسفات بتوجهاتها المختلفة، المادى منها والمثالى وغيرهما، كلها فشلت فشلًا ذريعًا وأخفقت جميعها فى الإجابة.

لكن الفلسفة لم ترض شغفه، ولم تنحه إجابات مباشرة لاسئلة تدور في عقله:" إخفاق الفلسفات هذا هو إخفاق للعقل البشرى بالكامل على مر العصور، وتأكيد كبير لمحدودية هذا العقل، لذلك ظل التساؤل متواترًا حتى الآن، لكنه أسهم فى اتجاهى إلى أداة معرفية أخرى بخلاف العقل، وهى أن أفكر بوجدانى وليس بعقلى".

اقرا أيضًا..

"يسرى الجندى".. تعرف على الأسباب التى أدت لهجرة الكتابة للمسرح والاتجاه للتليفزيون