عاصفة ردود فعل غربية بعد وفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني في السجن
أثارت الوفاة المفاجئة للمعارض الروسي المعروف أليكسي نافالني في السجن، عاصفة انتقادات غربية حادة، انطلقت من واشنطن مرورًا بالقارة العجوز ووصولًا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وأعلنت مصلحة السجون الروسية عن وفاة نافالني، داخل سجنه في بلدة خارب، بمنطقة يامالو نينيتس البعيدة عن موسكو، بشكل مفاجئ ومن دون معرفة الكثير من التفاصيل.
وأضافت في بيان، اليوم الجمعة، أن نافالني البالغ من العمر 47 عامًا، شعر بتوعك بعد المشي ثم فقد الوعي.
كما أشارت إلى أن سيارة إسعاف وصلت في الحال لمحاولة إنعاش الرجل الذي يعتبر أحد أشرس معارضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلا أنه فارق الحياة، في حين أفاد خبراء الطب الشرعي أن السبب يعود إلى إصابته بجلطة.
بلينكن: ضعف وفساد
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن التقارير عن وفاة زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني في السجن، تؤكد ما وصفه بـ"ضعف وفساد" النظام الذي بناه الرئيس فلاديمير بوتين.
وأضاف بلينكن من ميونيخ: أولًا وقبل كل شيء، إذا كانت هذه التقارير دقيقة، فقلوبنا مع زوجته وعائلته.
وتابع: "علاوة على ذلك، فإن وفاته في سجن روسي والهوس والخوف من رجل واحد يؤكد الضعف والفساد في قلب النظام الذي بناه بوتين. روسيا مسئولة عن ذلك".
وأعلن بلينكن عن أنه سيتحدث مع العديد من الدول الأخرى المعنية بشأن أليكسي نافالني.
سيجورنيه: مقاومة كلفته حياته
وقال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، اليوم الجمعة، إنه دفع حياته ثمنًا لمقاومة نظام قمعي.
وأضاف أن وفاة نافالني في مستعمرة عقابية يذكرنا بحقيقة نظام فلاديمير بوتين.
شارل ميشال: النظام الروسي مسئول عن الوفاة
وأعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، عن أن الاتحاد الأوروبي يعتبر النظام الروسي المسئول الوحيد عن وفاة المعارض أليكسي نافالني في سجن في القطب الشمالي حيث كان يقضي حكمًا بالسجن مدة 19 عامًا.
وكتب ميشال على موقع "إكس": "ناضل أليكسي نافالني من أجل قيم الحرية والديمقراطية، ومن أجل مثله، قدم التضحية القصوى.. أرسل تعازيّ الصادقة إلى عائلته وإلى أولئك الذين يناضلون من أجل الديمقراطية في كل أنحاء العالم، المناضلون يموتون، لكن النضال من أجل الحرية لا يتوقف أبدًا".
ستولتنبرج: حزن عميق
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج اليوم الجمعة إنه يشعر بحزن عميق وانزعاج إزاء التقارير المتعلقة بوفاة المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني.
وقال ستولتنبرج: "نحن بحاجة إلى عرض كل الحقائق، وعلى روسيا أن تجيب على جميع الأسئلة الجدية حول ملابسات وفاته".
الكرملين يعلق
وأوضح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن مصلحة السجون تتحرى للوقوف على جميع ملابسات وفاة المعارض البارز، الذي شن حملة ضد الفساد الرسمي ونظم احتجاجات ضخمة مناهضة للكرملين. وأضاف أنه تم إبلاغ بوتين بالأمر.
لكنه أكد أنه لا يعرف كل الأسباب في الوقت الحالي، وليست لديه معلومات وافية حول الأمر.
ظروف احتجاز صعبة
وكان نافالني، الذي يقضي حكمًا بالحبس لمدة 19 عامًا بتهم التطرف والإرهاب، نقل في ديسمبر الماضي (2023) من سجنه السابق في منطقة فلاديمير بوسط روسيا إلى مستعمرة جزائية كناية عن "نظام خاص" وهو أعلى مستوى أمني بالسجون الروسية، في الدائرة القطبية الشمالية.
فيما انتقد حلفاؤه قرار نقله إلى بلدة خارب التي تبعد حوالي 1900 كيلومتر شمال شرقي موسكو، معتبرين أنها محاولة أخرى لإجباره على الصمت.