انهيار الذهب العالمى دون ألفى دولار بسبب بيانات التضخم الأمريكية
شهدت أسعار الذهب العالمي انخفاضا حادا ليسجل أدنى مستوياته منذ شهرين ليعمق خسائره تحت المستوى الرئيسي 2000 دولار للأونصة، وذلك بعد بيانات التضخم الأمريكية يوم أمس التي جاءت أقوى من التوقعات لتؤدي إلى تقلص رهانات الأسواق بخفض الفيدرالي الأمريكي للفائدة في وقت مبكر من هذا العام.
انخفض سعر أونصة الذهب العالمي خلال تداولات اليوم الأربعاء بنسبة 0.2% لتسجل أدنى مستوى منذ شهرين عند 1986 دولار للأونصة وتتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند 1991 دولار للأونصة، وذلك بعد انخفاض كبير يوم أمس بنسبة 1.3% ليفقد الذهب 27 دولار من قيمته يوم أمس.
وانخفض سعر الذهب تحت المستوى الرئيسي 2000 دولار للأونصة للمرة الأولى منذ 13 ديسمبر من عام 2023 بعد أن كسر مستوى الدعم الرئيسي عند 2015 دولارا للأونصة، ليصبح مستهدف الهبوط التالي للذهب العالمي حاليًا عند المستوى 1975 دولار للأونصة.
وانخفاض سعر الذهب يأتي بعد بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة عن شهر يناير الماضي، والذي يعد مؤشر التضخم الأساسي والذي اظهر استقرار القراءة عند 0.3% دون تغير عن القراءة السابقة وكانت التوقعات تشير إلى تراجع إلى 0.2%، بينما تراجع التضخم على المستوى السنوي إلى 3.1% بأقل من القراءة السابقة 3.4% ولكنه جاء أعلى من التوقعات عند 2.9%.
وتعرض الذهب لضغوط بعد أن أظهر تقرير التضخم الأمريكي ارتفاع أسعار المستهلكين أكثر من المتوقع في يناير، ما يؤخر التوقيت المتوقع لأول خفض لأسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي، وكذلك حجم التخفيضات التي كانت متوقعة بحلول نهاية العام، وفق تحليل جولد بيليون.
وتسببت بيانات التضخم يوم أمس في تغيير الأسواق لتوقعاتهم بشأن خفض أسعار الفائدة، لتتوقع الأسواق الآن خفض الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس فقط خلال عام 2024 بأكمله، بعد أن كانت التوقعات تشير إلى خفض 100 نقطة أساس، للتوافق توقعات الأسواق الآن مع توقعات أعضاء الفيدرالي التي أعلنوا عنها في ديسمبر الماضي.
بالرغم من هذا لا تزال تضع الأسواق احتمال بنسبة 50% أن يقوم البنك الفيدرالي بخفض الفائدة ربع نقطة مئوية في اجتماعه في يونيو المقبل.
احتمال بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول يعد أخبار سلبية بالنسبة للذهب، بالنظر إلى أن ارتفاع أسعار الفائدة يؤدي إلى ارتفاع تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار في المعدن النفيس. وقد حد هذا الاتجاه من أي مكاسب كبيرة في أسعار الذهب خلال العامين الماضيين.
من جهة أخرى ارتفع الدولار الأمريكي وسجل أعلى مستوى منذ 3 أشهر وفقًا لمؤشر الدولار ليسجل يوم أمس ارتفاعا بنسبة 0.7% ليستكمل اليوم هذا الارتفاع، هذا بالإضافة إلى قفزة في عوائد السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات يوم أمس التي ارتفعت بنسبة 3.3% لتسجل أعلى مستوى منذ 10 أسابيع عند 4.332%.
كل العوامل اجتمعت لتدفع أسعار الذهب إلى الهبوط، فبعد أن استمر في التماسك فوق المستوى 2000 دولار للأونصة لثلاثة أشهر تقريبًا على أمل بدء الفيدرالي خفض الفائدة قريبًا، فقد هذا الأمل ولم يعد هناك دعم لأسعار الذهب يمنعه من الهبوط تحت المستوى 2000 دولار.
أيضًا صرح عضو البنك الاحتياطي الفيدرالي رافائيل بوستيك إلى ضرورة الحذر فيما يتعلق بوتيرة تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل، مؤكدين أهمية اتباع نهج منهجي لتجنب تحركات التضخم التي لا يمكن التنبؤ بها.
وسط البيانات الاقتصادية الأخيرة والأحداث العالمية، هناك إجماع بين أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي على أن المسار التدريجي نحو هدف التضخم الذي حدده البنك المركزي بنسبة 2% هو أمر مناسب وضرورة الحصول على المزيد من التأكيدات بتراجع التضخم قبل البدء في خفض الفائدة.
وستركز الأسواق الآن على بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية المقرر صدورها يوم الخميس وأرقام مؤشر أسعار المنتجين المقرر صدورها يوم الجمعة.
ومن المقرر أن يتحدث المزيد من أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع.