توترات واسعة وإحراج.. نتنياهو يواجه كارثة انتقاد بايدن فى حكومته المتطرفة
أكدت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، أنه في ظل قيام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن برحلات مكوكية عبر الشرق الأوسط على أمل تخفيف التوترات الإقليمية وإنهاء الحرب في غزة، فإن الوزراء الإسرائيليين من اليمين المتطرف يسيرون في الاتجاه المعاكس، ففي الأيام الأخيرة، هاجم اثنان من أهم وزراء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الرئيس الأمريكي جو بايدن، ما يضع نتنياهو في موقف محرج وصعب.
توترات واسعة بين البلدين وإحراج نتنياهو
وقال إيتمار بن جفير، وزير الأمن القومي، إن بايدن يعيق الهجوم ضد حماس ويركز بشكل كبير على إيصال المساعدات للمدنيين في غزة، وأشار إلى أن دونالد ترامب، من وجهة نظر إسرائيل، سيكون أفضل، ثم هاجم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بايدن لفرضه عقوبات على ستة مستوطنين يهود في الضفة الغربية، وقال إن منع وصولهم إلى حساباتهم المصرفية يرقى إلى مستوى حملة معادية للسامية.
وأوضحت الوكالة، أنه لطالما كان السياسيان مثيرين للجدل وصريحين، لكن انتقاداتهم الصريحة لبايدن يسلط الضوء على التوترات بين قيادتي البلدين، حيث يحاول نتنياهو السير في طريق ضيق من خلال الحفاظ على اليمين المتطرف في ائتلافه والتعاون ظاهريًا مع إدارة بايدن. لكن الأمر يصبح أكثر صعوبة كلما طال أمد الحرب وكلما واجهت إسرائيل ضغوطا لإنهائها.
وتابعت أن الولايات المتحدة، في حين تدعم حق إسرائيل في مهاجمة حماس، تحاول إقناع نتنياهو بتخفيف حجم عملياتها العسكرية، وتصر واشنطن أيضًا – ما يثير استياء نتنياهو ووزرائه – على أن تقبل إسرائيل بحل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد للسلام مع الفلسطينيين.
وورد رئيس الوزراء على هذه التصريحات بتوجيه الشكر لبايدن على دعمه الثابت وعلى الجهود الأمريكية لإطلاق سراح أكثر من 100 محتجز من غزة، لكنه رفض إدانة أي من شركائه في الائتلاف، ومثله مثل سموتريش، رفض العقوبات التي تقول الولايات المتحدة إنها تهدف إلى وقف العنف ضد الفلسطينيين من جانب المستوطنين.
وقال نتنياهو: "الأغلبية الساحقة من سكان الضفة الغربية هم مواطنون ملتزمون بالقانون، إن إسرائيل تعمل ضد جميع الإسرائيليين الذين يخالفون القانون في كل مكان، ولذلك فإن الإجراءات الاستثنائية غير ضرورية".
وتابعت الوكالة، أنه في إسرائيل، يواجه نتنياهو تحدياته السياسية الخاصة، حيث تظهر استطلاعات الرأي أن الغالبية العظمى من الإسرائيليين يريدون إجراء انتخابات مبكرة – لن يكون من المقرر إجراء الانتخابات التالية قبل عام 2026 – وسوف يصوتون لصالح خروج نتنياهو من منصبه، ولكن طالما بقي بن جفير وسموتريتش إلى جانبه وبقي حزباهما في الائتلاف، فيمكن لنتنياهو الصمود لمدة عامين آخرين، ما يمنحه حافزًا لعدم تنفيرهم أو تنفير قاعدتهم من المستوطنين، وهو بالضبط ما يود بايدن والعديد من حلفاء إسرائيل الآخرين أن يفعله.
تخلي الولايات المتحدة عن نتنياهو يهدد حرب إسرائيل في غزة
وأضافت أنه في ظل سعي نتنياهو لعدم إثارة غضب الائتلاف اليميني الحاكم المتطرف فإنه دون الولايات المتحدة ومليارات الدولارات من المساعدات العسكرية، فإن إسرائيل ستجد صعوبة أكبر في محاربة حماس، خصوصًا مع فشل مشروع قانون المساعدات الإسرائيلية في مجلس النواب الأمريكي مع تفاقم المأزق في أوكرانيا
وتابعت الوكالة، أن زعيم المعارضة يائير لابيد قال إنه عرض على نتنياهو شبكة أمنية إذا كان مستعدا للتخلي عن الأحزاب اليمينية المتطرفة وقبول وقف إطلاق النار لتحرير المزيد من المحتجزين، ولكن ليس هناك ما يشير إلى أن نتنياهو على استعداد لقبول العرض.
وأضافت أن بلينكن يحاول التوسط للتوصل إلى اتفاق من شأنه أن يوقف القتال لمدة ستة أسابيع تقريبًا، مع إطلاق سراح عشرات المحتجزين والمزيد من الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات الإسرائيلية، وقد يؤدي ذلك إلى وقف إطلاق نار ممتد يشمل التزام المملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى بإعادة بناء غزة المدمرة، حيث تقول الحكومات العربية إن ذلك لا يمكن أن يحدث دون مسار واضح لإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتشهد إسرائيل انقسامًا عميقًا منذ قرار نتنياهو تشكيل حكومة مع اليمين المتطرف في أواخر عام 2022، وقبل السابع من أكتوبر، خرج عشرات الآلاف من الإسرائيليين، معظمهم من العلمانيين والليبراليين، إلى الشوارع أسبوعيًا لمعارضة خططه لإضعاف السلطة القضائية، وسرعان ما تحول قادة الاحتجاج إلى مساعدة المجتمعات المدمرة وتجهيز الجنود، ولكن مع انخفاض عدد القوات في الحرب - حيث يعود عشرات الآلاف من جنود الاحتياط البالغ عددهم 350 ألف جندي إلى ديارهم - يتوقع البعض أن تعود المظاهرات مرة أخرى، مع دعوات لإجراء انتخابات جديدة.