"ما بعد الحرب الأوكرانية" والتنافس الأمريكي الصيني يسيطر على إصدارات معرض الكتاب
شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55 حضور العديد من مراكز الفكر والأبحاث العربية، والتي ركزت بشكل كبير على التحولات الجارية في النظام الدولي والمنطقة.
وكان مركز "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية"، ومقره أبوظبي من بين المشاركين هذا العام في معرض القاهرة الدولي للكتاب، ومن بين أبرز الإصدارت الصادرة عن المركز كتاب "التنافس الدولي على النفوذ في منطقة البلقان"، حيث سلط الكتاب الضوء على هذه البقعة من أوروبا والتي باتت محط تنافس كبير الآن سواء بين القوى الغربية أو روسيا وسط مخاوف من تحولها لبؤرة جديدة للصراع على غرار أوكرانيا.
ما بعد الحرب الأوكرانية
وسيطرت الحرب الأوكرانية الروسية وتداعياتها على العديد من الكتابات والإصدرات هذا العام، فقد سلط كتاب "سباق التسلح العالمي بعد الحرب الأوكرانية" الضوء على تداعيات هذا الحرب وما خلفته من صراع بين القوى الكبرى خاصة عودة سباق التسلح كما كان خلال الحرب الباردة وتداعيات هذا السباق على الأمن العالمي.
أيضا تطرق كتاب " بؤرة الاضطرابات: ملامح التحولات الاستراتيجية في منطقة شرق أوروبا"، إلى تداعيات التنافس الدولي والصراع على منطقة شرق أوروبا في ظل مساعي حلف الناتو تعزيز وجوده في هذه المنطقة ومد نفوذه العسكري إليها وسط رفض روسي لهذه المحاولات الأمر الذي يهدد باشتعال بؤرة جديدة للصراع خاصة في ظل استمرار حرب أوكرانيا.
ماذا يجري في الولايات المتحدة
وفي ظل ترقب نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، تطرق كتاب "سباق البيت الأبيض: اتجاهات الانتخابات الأمريكية القادمة في 2024"، لتوقعات هذا السباق الرئاسي المهم وفرص فوز أبرز المتنافسين وهما الرئيس الحالي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب.
أيضا تطرق كتاب "الانحسار الأمريكي: أزمات الداخل والمكانة العالمية للولايات المتحدة"، إلى الأزمات المتصاعدة داخل الولايات المتحدة خاصة تداعيات انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016 على الداخل الأمريكي وما خلفته من انقسام حاد، وتأثير الأوضاع الداخلية على النفوذ والمكانة العالمية للولايات المتحدة.
إفريقيا قارة المستقبل
كما كان لقارة إفريقيا نصيب من الحضور في معرض القاهرة للكتاب من خلال كتاب"قارة المستقبل: كيف يمكن فهم حالة إفريقيا"، والذي ركز على الفرص والتحديات التي تواجه القارة السمراء في ظل التحولات الجارية في النظام العالمي والتدخلات الدولية في شؤون القارة.
كما سلط كتاب " صعود تأثير الجنوب العالمي في التفاعلات الدولية"، على تنامي دور العديد من الدول الافريقية في النظام الدولي في ظل أهمية القارة السمراء خاصة ما يتعلق بقدراتها الاقتصادية الواعدة وموقعها الجيوستراتيجي.
وإلى جانب ذلك سلط كتاب "ما بعد داعش: التهديدات الإرهابية الصاعدة في قارة إفريقيا"، الضوء على فرص تنامي عودة التنظيمات الإرهابية مجددا إلى القارة السمراء في ظل الضعف الذي تعرض له تنظيم داعش السنوات الماضية وضعف مراكزه الرئيسية في الشرق الأوسط.
قضايا البيئة والتكنولوجيا واقتصاد العالم تجذب الأنظار
ولم يقتصر المركز على تناول الأزمات السياسية في العالم، بل كان للأوضاع الاقتصادية والاضطرابات العالمية حضورا مهما مثل كتاب "أزمات البنوك: تحولات ضاغطة بالنظم المصرفية في العالم"، بجانب كتاب "التنافس الاستثماري: خريطة الاستثمارات الأمريكية والصينية حول العالم"، الذي ركز على الصعود الصيني وخوف الولايات المتحدة من تداعيات هذا الصعود على الاقتصاد الأمريكي ونفوذه عبر العالم.
كما كانت قضايا الطاقة والبيئة وتغيرات المناخ حاضرة فقط سلط كتاب" غضب المناخ: مستقبل التهديدات البئية للأمن العالمي" وكذلك كتاب "الانهيار البيئي: تحولات العلاقات الدولية للتغير المناخي" الضوء على تداعيات تغيرات المناخ والاحتبائ الحراري على العالم في ظل تعثر التوافق الدولي بشأن مواجهة هذه الأزمة.
وتطرق كتاب "الطاقة الجديدة: اتجاهات صاعدة في عالم ما بعد الوقود التقليدي"، إلى التحول العالمي في أنماط استخدام الطاقة مثل الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة في ظل ارتفاع أثمان الوقود الأحفوري بخلاف تداعياته السلبية على البيئة.
كذلك كانت قضايا التكنولوجيا حاضرة عبر كتاب " عالم ما بعد ثورة الذكاء الاصطناعي"، والذي تطرق إلى تنامي قوة توظيف الذكاء الاصطناعي في الثورة التكنولوجية وتداعياته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية على العالم، والتنافس الدولي في تطويره وامتلاك أدواته.