الشمرى لـ"الدستور": أمريكا لا تريد الدخول فى حرب مباشرة مع إيران
أكد رئيس مركز التفكير السياسي العراقي، الدكتور إحسان الشمري، أن الضربات الأمريكية في سوريا والعراق قد لا تؤدي إلى تصعيد الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط لأنها تمضي بمسار يختلف عما يدور، حيث يناقش المجتمع الدولي اليوم مرحلة ما بعد انتهاء الحرب في غزة.
وأوضح الشمري في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن ما يدور بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران في سوريا والعراق جزء من صراع ما قبل تدهور الأوضاع نتيجة حرب السابع من أكتوبر في غزة، فلم تكن هناك تداعيات كبيرة جدًا، خصوصًا أن إيران غير قادرة على الرد وهي قلقة جدًا من مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية، وحتي الميليشيات التي تتبع إيران في العراق، يبدو أنها ترمي السلاح ودخلت في إجازة بهدنة مؤقتة، وبالتالي انتفى شعار تحرير القدس، وأيضًا مناهضة الولايات المتحدة الأمريكية.
الشمري: بعد حرب غزة ستتم تصفية النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط
وتابع: "لن يتفاقم الصراع في الوقت الحالي بالمنطقة، ولكن بعد انتهاء حرب غزة سيكون هناك توجه لإنهاء النفوذ الإيراني من خلال قطع الأذرع لها في اليمن، وأيضًا في العراق وسوريا وانتهاء بالحزب الله اللبناني".
وأوضح الشمري، أن الضربات الأمريكية الأيام المقبلة ضد بعض الأهداف ستتوسع في الشرق الأوسط، خصوصًا أنهم أعلنوا عن أن هذا الضربات عبارة عن بداية وليست نهاية، فواشنطن تريد إنهاء إمكانيات الميليشيات المسلحة في سوريا والعراق بغرض حماية المصالح الأمريكية وشركائها أيضًا خصوصًا، وأن هذه الميليشيات بدأت تهدد منطقة الشرق الأوسط، وهذا لا يخدم الدول الغربية، لذلك تتصاعد الرغبة في إنهاء هذا الفصائل بشكل كامل ومحاولة عزل إيران عن المنطقة العربية.
سيناريوهات الرد على الضربات الأمريكية في سوريا والعراق
وأكد الشمري أن سوريا والعراق سيكتفيان على المستوى الرسمي بالإدانة والشجب، لأنهما لا يملكان القدرة على الرد، وبالتالي يتعمدان أطرًا دبلوماسية من خلال البيانات والشجب والاستنكار، حتي الجماعات المسلحة فيما يبدو أنها غير قادرة على المواجهة وعلى الرد، ولذلك لا يكون هناك رد يمكن من خلاله الذهاب نحو التصعيد وحتي لو كان اتخذت الجماعات المسلحة قررًا بالرد سيكون ردًا بسيطًا جدًا وغير فاعل لمجرد حفظ مياه الوجه.
وتابع السياسي العراقي أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد أن تصعد، ولا تريد أن تدخل حربًا مباشرة مع إيران، ولديها محددات لا تريد أن توسع الصراع، خصوصًا أن أمريكا الآن تدخل في انتخابات رئاسية وليست لديها القدرة على فتح حرب طويلة، كذلك الديمقراطيون يحاولون أن يؤجلوا موضوع حسم الصراع مع إيران.. فالجمهوريون يبدو أن حظوظهم ترتفع بالعودة إلى البيت الأبيض من خلال دونالد ترامب.