رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجاسوس من الداخل.. دراما إسرائيلية عن عالم الاستخبارات

الجاسوس من الداخل
الجاسوس من الداخل

تشهد سوق الكتب فى إسرائيل حركة واضحة مع بداية العام الجارى 2024، حيث تنوعت إصداراتها بين الروايات والقصص الواقعية، ولكن بحبكة درامية، خاصةً عندما تتعلق الرواية بعالم أجهزة الاستخبارات.

نستعرض فى هذا العدد من «حرف» كتاب «الجاسوس من الداخل»، الذى صدر منذ أيام قليلة، ويتحدث عن وقائع مثيرة لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، ويسيطر عليها جانب درامى أكبر من «خيالات الأكشن» التى تسيطر، فى المعتاد، على مثل تلك القصص.

وصدر كتاب «الجاسوس من الداخل» خلال شهر يناير الجارى، للكاتب الإسرائيلى «ناثان رونان»، الذى خدم فى الجيش الإسرائيلى، وكان عضوًا فى المؤسسة الأمنية ومجتمع الاستخبارات الإسرائيلى بفروعه المختلفة.

ويحمل الكتاب مزيجًا سريعًا من التحولات المفاجئة والحيل والمطاردات، عبر عدة دول فى أوروبا وأذربيجان، وجيبوتى فى القرن الإفريقى، وأعماق البحر فى خليج عمان، حتى تنفيذ عملية لاغتيال رئيس المشروع النووى فى إيران. 

ويتناول الكتاب عدة قصص فرعية تتشابك حتى يجد القارئ نفسه أمام نهاية مفاجئة، فعلى سبيل المثال، تحكى القصة الأولى قصة جاسوس روسى، يقوم بمهمة للمخابرات الخارجية الروسية؛ بهدف تجنيد «أحد كبار العملاء» فى الموساد الإسرائيلى ويصبح عميلًا روسيًا.

أما القصة الثانية فتجسد المطاردة المستمرة ومعركة الذكاء بين أعضاء جهاز مكافحة التجسس فى جهاز الأمن العام الإسرائيلى «الشاباك» بقيادة ناتان هوفمان، الذى يعتقدون أنه خائن وجاسوس مختبئ فى أعماق جهاز المخابرات الإسرائيلى، أى أن «الجاسوس من إسرائيل».

وفى القصة الثالثة هناك قرار لصانعى المستوى السياسى فى إسرائيل، للقضاء على النظام النووى الإيرانى، ولكن هناك مشكلة، فبعد اغتيال قاسم سليمانى، القائد السابق لفيلق القدس الإيرانى، فى يناير ٢٠٢٠، بدأ الإيرانيون فى زيادة الحراسة على محسن فخرى زادة الضابط فى الحرس الثورى الإيرانى والعالم النووى رفيع المستوى.

لذلك، يرافق القارئ عملية القضاء المستهدف لبناء وسيلة لتنفيذ عملية قنص عن بعد، وآلة قتل تتضمن الابتكارات التكنولوجية، واستخدام الذكاء الاصطناعى، واستخدام الأقمار الصناعية وعدة مفاجآت أخرى تطرح تحديات تكنولوجية تبدو مستحيلة التنفيذ، حتى تم التنفيذ الفعلى لعملية اغتيال فخرى زاده فى نوفمبر ٢٠٢٠.

ويرى النقاد فى إسرائيل أن كتاب «الجاسوس من الداخل»، هو كتاب مثير للاهتمام سريع الوتيرة، فهو يندرج تحت بند دراما التجسس، وعن الجواسيس والعملاء الأجانب، الذين يعملون ضد إسرائيل.

من جانبه، يقول الكاتب الإسرائيلى رونان، عن كتابه: «الوسائل كلها التى استخدمتها إسرائيل من اختراع عقلى.. وفى هذا الكتاب، هناك تركيز أكثر على الدراما وأقل على الأكشن والمطاردات التى تحبس الأنفاس، أى أن هذا كتاب ستفهمه النساء أكثر، لأنه بلطف يكشف قصة حب مستحيلة، دراما إنسانية تتطور تحت الأرض ورغم كل الصعاب، وعلاقة معقدة بين عميلة تجنيد محترفة وضحيتها وهى عضو كبير فى المؤسسة، والتى من المفترض أن تجندها وتلجأ إليها».

وأوضح الكاتب الإسرائيلى أنه حرص على وجود جملة باللغة الروسية على غلاف الكتاب، التى تعنى «واحد منا»، وهو الشخص الذى هاجر إلى إسرائيل من البلدان الناطقة بالروسية، وكان لشعب هذه الهجرة مساهمة كبيرة فى مجالات التكنولوجيا العالية والطب والعلوم والتكنولوجيا، والبحث الأكاديمى فى العلوم الدقيقة، وكذلك فى العلوم الإنسانية والثقافة المعاصرة والرياضة والأوساط الأكاديمية والبحث العلمى والأمن والاقتصاد فى إسرائيل.

ويدافع الكاتب الإسرائيلى عن نفسه ضد اتهامات أنه يتهم هؤلاء بالخيانة، قائلًا: «لم يكن لدى أى نية، ولا حتى ضمنيًا، للتعبير عن عدم الثقة فى هؤلاء الممتازين أيها الناس، والعكس هو الصحيح، ولكن من المعروف أن إسرائيل هى الهدف المفضل لأجهزة الاستخبارات الروسية، بسبب قربها من الولايات المتحدة الأمريكية، وأيضًا بسبب الصناعات العلمية والتكنولوجية العالية، التى تجذب التجسس العلمى والتكنولوجى من الجميع حول العالم».

وتابع: «لذلك هناك جزء من الحبكة يدور حول هذا القطاع، لقد حصلت على الكثير من المساعدة من اثنين من أصدقائى الأطباء اليابانيين، الذين أصبحت قصص طفولتهم فى الاتحاد السوفيتى وتجاربهم هناك عندما كانوا مراهقين، بمثابة قصص خلفية لبعض الأبطال الموجودين فى الكتاب».