رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ضيوف ولكن ثقلاء! (1)

ورقة صغيرة معلقة على بعض "فروشات" الملابس بشارع الموسكي الشهير، مجرد وريقة عادية، لا تختلف في شيء عن ورقة التسعيرة البدائية التي يضعها باعة الخضر والفاكهة فوق أقفاص الطماطم أو البرتقال في أسواقنا الشعبية... "الإخوة السو...…" الرجاء عدم الفصال، "أشقاؤنا السو...…" نرجوكم عدم الفصال، "حبايبنا السو...…" ارحمونا من الفصال، "ممنوع الفصال يا زووول"!.

وقفت، وقرأت، وابتسمت، ثم عدت لأستأنف السير باتجاه شارع الأزهر، ومنه إلى مسجد مولانا الإمام الحسين. كان الموضوع ملفتًا، لقد تكرر الأمر نفسه، عند أكثر من بياع، ومع أكثر من سلعة، وفي أكثر من مكان، نفس الورقة، ونفس الكلام، "صحيح خطهم وِحِش"، لكن العبارة واحدة، والرسالة فيها واضحة! دفع بي الفضول إلى سؤال أحدهم، كان بائعًا خمسينيًا، استسمحت وجهه فسألته، إيه لازمتها الورقة دي يا أخي؟! ما تسيب اللي يفاصل يفاصل، طوّل بالك على الناس، بيع واشتري، علشان الدنيا تمشي، وهمّا يعني المصريين ما بيفاصلوش؟ تنهد الرجل، ثم قال، إلا إخواننا دول، زهقت والله "يا عمنا"، ناصحين أوي وعايزين ياخدوا الحاجة ببلاش، إذا قلت لهم ببلاش إلا ربع، يفضلوا يجادلوا فيك، ويفاصلوا معاك لغاية ما تزهق وتديهالهم، وتقول بناقص منه الربع، أبيع بالخسارة بس أشتري دماغي! 

تركت البائع ومشيت، وفي نفسي سؤال لا يهدأ، إذا كان هذا هو حال بائع بسيط، تأثر سلبًا من تصرفات بعض ضيوفنا الأعزاء، الذين جاءوا إلى بلادنا، فملأوا أسواقنا، واكتظت بهم مدننا، وانتشروا في مناطقنا، واستوطنوا أحياءنا!  لقد ضاق البائع ذرعًا من تصرفات بعضهم، يبقي الله يعين حكومتنا على تنظيم شئونهم، وتوفير حمايتهم، وتدبير احتياجاتهم!

وللحديث بقية... 
حفظ الله بلدنا، ونصر قائدنا وزعيمنا.