رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المحادثة انتهت.. كواليس وأسرار المكالمة الأخيرة بين بايدن ونتنياهو

بايدن ونتنياهو
بايدن ونتنياهو

يشعر الرئيس الأمريكي جو بايدن وغيره من كبار المسئولين الأمريكيين بالإحباط المتزايد تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورفضه معظم طلبات الإدارة الأخيرة المتعلقة بالحرب في غزة، حيث بدأ صبر بايدن ينفد، وهو ما انعكس في آخر اتصال جمع بين الطرفين وتوقف الاتصالات المباشرة، حسبما قال أربعة مسئولين أمريكيين على دراية مباشرة بالقضية.

كواليس الاتصال الأخير.. بايدن يرفض التواصل مع نتنياهو

وبحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي، فقد أعلن بايدن عن دعمه المطلق لإسرائيل منذ عملية طوفان الأقصى عسكريا ودبلوماسيا بشكل غير مسبوق، حتى أثناء تلقيه ضربة سياسية من جزء من قاعدته في عام الانتخابات وتراجع شعبيته بصورة كبيرة، وقال المسئولون الأمريكيون إن هذا الدعم استمر إلى حد كبير علنًا، ولكن خلف الكواليس، هناك دلائل متزايدة على أن بايدن بدأ يفقد صبره.

وقال أحد المسئولين الأمريكيين: "الوضع سيئ ونحن عالقون هنا، صبر الرئيس ينفد".

وقال السيناتور كريس فان هولين "ديمقراطي من ولاية ماريلاند"، الذي كان على اتصال وثيق مع المسئولين الأمريكيين بشأن الحرب: "في كل منعطف، أشار نتنياهو بأصابع الاتهام لبايدن، بأنه يرغب في إنهاء الحرب بأي شكل، ولا يزال المسئولون في البيت الأبيض يتوسلون إلى ائتلاف نتنياهو، لكنهم يتعرضون للرفض مرارا وتكرارا".

وتابع الموقع، أن بايدن لم يتحدث مع نتنياهو منذ 20 يومًا منذ مكالمة متوترة في 23 ديسمبر، والتي أنهاها بايدن المحبط بالكلمات: "هذه المحادثة انتهت"، بالرغم من أنهما كانواا يتحدثان كل يومين تقريبًا في أول شهرين من الحرب، وقبل أن يغلق بايدن الهاتف، رفض نتنياهو طلبه بأن تفرج إسرائيل عن عائدات الضرائب الفلسطينية التي تحتجزها.

وحاول المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي التقليل من أهمية الانخفاض في الاتصالات، وقال للصحفيين يوم الأربعاء إن ذلك "لا يقول أي شيء" عن حالة العلاقة.

وأوضح الموقع أن المزيد والمزيد من علامات الانقسام والخلافات تظهر، وقال مسئول أمريكي: "هناك إحباط هائل، في الإدارة الأمريكية الجميع غاضب من نتنياهو".

وتابع أن الدافع الرئيسي لإحباط بايدن هو مقاومة نتنياهو للمضي قدمًا في الطلبات التي تمثل أولويات الولايات المتحدة، وبالإضافة إلى قضية عائدات الضرائب، يعتقد بايدن ومستشاروه أن إسرائيل لا تفعل ما يكفي للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، كما أنهم يشعرون بالإحباط بسبب عدم رغبة نتنياهو في مناقشة خطط اليوم التالي للحرب بجدية ورفضه الخطة الأمريكية الخاصة بإصلاح السلطة الفلسطينية؛ ليكون لها دور في مرحلة ما بعد حماس في غزة.

ويشعر المسئولون الأمريكيون الآن بقلق متزايد من أن إسرائيل لن تفي بجدولها الزمني للانتقال إلى عمليات منخفضة الكثافة في غزة بحلول نهاية يناير الحالي، استنادًا إلى الوضع الحالي في غزة، وخاصة في مدينة خان يونس الجنوبية.

تهديدات أمريكية قوية

وأفاد الموقع بأنه إذا لم تقم إسرائيل بتخفيض عملياتها في غزة بشكل كبير- وهو الأمر الذي يضغط المسئولون الأمريكيون من أجله على أمل تقليل الخسائر البشرية الفلسطينية، فمن المرجح أن يصبح من الصعب على بايدن الحفاظ على نفس المستوى من الدعم للحملة العسكرية الإسرائيلية.

وأضاف أن زيارة وزير الخارجية توني بلينكن إلى إسرائيل الأسبوع الماضي أدت إلى تفاقم الإحباط داخل البيت الأبيض ووزارة الخارجية، حسبما قال المسئولون الأمريكيون، حيث وافق نتنياهو على السماح لبعثة تابعة للأمم المتحدة بدخول شمال غزة لتقييم احتياجات العودة المستقبلية للمدنيين الفلسطينيين إلى المنطقة، لكن هذا كان كل ما منحه نتنياهو لبلينكن.

وقال مسئول أمريكي إن بلينكن كان صريحا للغاية مع نتنياهو وحكومته الحربية، مشددا على أن خطة الحكومة الإسرائيلية لليوم التالي للحرب هي أمر غامض.

كما أخبر بلينكن، الذي زار الأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر قبل أن يتوجه إلى إسرائيل، القادة الإسرائيليين أنه "لن تقوم أي دولة عربية بإنقاذهم" في إعادة بناء غزة وإدارتها إذا لم تسمح إسرائيل للسلطة الفلسطينية بحكم غزة.

وأصبح واضحًا لبلينكن وفريقه خلال رحلتهم أن رفض نتنياهو الإفراج عن عائدات الضرائب الفلسطينية يعوق الجهود الأمريكية للدفع من أجل الإصلاحات في السلطة الفلسطينية، وفقًا لمصدرين مطلعين على اجتماعات وزير الخارجية.

وأبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس بلينكن في رام الله أنه مستعد لتشكيل حكومة جديدة - بناء على طلب الإدارة - لكنه أكد أنها لن تكون قادرة على العمل بدون المال، وأن عائدات الضرائب تشكل جزءا كبيرا من الميزانية.