رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفرنساويين جم مصر 1798 مشيوا 1801 بس تفتكر مشيوا؟

أنا ما أعتقدش، لـ إنهم فتحوا أبواب كتير ما اتقفلتش يمكن لـ حد دلوقتي. التعامل مع الوجود الفرنسي في مصر من الأمور محل الجدل الشديد، لـ إنه بـ صراحة موضوع محير، وأفتكر إنه سنة 1998، يعني من 25 سنة، وزارة الثقافة كانت عايزة تحيي ذكرى وجود الفرنسيس في مصر، وحصلت حملة ضخمة، اللي هو إزاي يا عم تحيي ذكرى احتلال! 
الفكرة الناحية التانية إنه التعامل مع الوجود بـ اعتباره احتلال "فقط" مش دقيق، ولو على الاحتلال العسكري ما هو ما طولش، إنما الأثر الحضاري استمر وامتد، وكان له دور كبير في دخولنا عصر الدولة الحديثة، فـ إحنا مش في حالة عداء معاهم وإحياء الذكرى مش معناه "الاحتفال" قد ما هو مناسبة لـ توطيد الصلة الثقافية دي.
إنما برضه الموضوع شائك، فـ سيبنا من الجدل دا، وخلينا في حاجة من أهم الحاجات اللي كان السبب فيها وجود الفرنساويين، وهي معرفة الآثار الفرعونية، وإنها مش مجرد حجارة ولا مساخيط.
في العقود الأولى لـ القرن 19 نشط الأجانب في التعامل مع الآثار المصرية، لـ درجة إنه بقت فيه موضة إن أبناء الطبقة الأرستقراطية يهادوا بعض آثار مصرية.
محمد علي باشا انتبه لـ الحكاية دي، ونقدر نقول بـ بساطة إنه هو صاحب الجهد الأكبر والأول في إن الشعب دا يعرف قيمة آثاره. يعني الفرنساويين كان ليهم دور في إنه الانتباه لـ أهمية الآثار دي أصلا، ومحمد علي نفذ ما يدل على الأهمية دي، ونشر ثقافة الحفاظ على الآثار.
سنة 1835 كانت سنة فارقة في الحكاية دي، بدأت سلسلة إجراءات تحت إشراف رفاعة الطهطاوي؛ أولا: حملة منظمة ومكثفة لـ توعية المواطنين بـ طبيعة الآثار وأهميتها. ثانيا: في 15 أغسطس من السنة نفسها صدر قانون يمنع تهريب الآثار والتجارة فيها بـ أي شكل من الأشكال. ثم الإجراء التالت والأهم: مرسوم بـ إنشاء مصلحة الآثار والمتحف المصري بـ رئاسة يوسف ضياء أفندي تحت الإشراف العام لـ الطهطاوي. وكان أول مكان لـ المتحف المصري في الأزبكية. 
محمد علي باشا اتوفي 1849، بعده الدنيا باظت وخربت، ورجع الاستهتار بـ الآثار والتجارة فيها تبقى على عينك يا تاجر.
فضل الوضع كدا يروح وييجي لـ حد ما جه ميريت باشا. ميريت دا اللي اتسمى على اسمه الشارع اللي واصل من ميدان التحرير لـ ميدان عبد المنعم رياض، وبـ صراحة الراجل دا يستاهل أكتر من الشارع دا.
مش عايز أتتبع تنقلات المتحف والمشاكل اللي اتعرض لها من كل الجهات، حتى الظروف الطبيعية لـ درجة الغرق. إنما الأمر استقر في النهاية على إنه يتعمل في المكان المعروف القريب من ميدان التحرير.
مارسيل دورنون المعمارجي الفرنسي كان هو اللي عمل التصميمات الأساسية، واتحط حجر الأساس في أبريل 1897.
تصور إنه فيه خلاف على تاريخ افتتاح المتحف بـ شكل رسمي، بس خلينا نقول إنه 1901، دا واحد من التواريخ اللي اتقالت، والله أعلى وأعلم.