معركة البقاء.. 61 يومًا من صمود قطاع غزة فى وجه الدمار (تحليلى)
بعد مرور 61 يومًا من الهجوم الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، الذي بدأ بعد الإغارة التي شنتها حماس في أكتوبر 2023، يظل الوضع في القطاع مأساويًا، ينتظر الآلاف من الجرحى والمرضى بفارغ الصبر وصول المساعدات الطبية من مصر، الدولة الشقيقة، في ظل تدمير واسع النطاق للبنية التحتية والمرافق الصحية، الحرب الطويلة أدت إلى نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، ما أثر بشكل كبير على الخدمات الصحية في القطاع.
"الدستور" يرصد خلال ذلك التقرير الخسائر البشرية والمادية التي نتجت عن العدوان الإسرائيلي، منذ بداية حربها على قطاع غزة.
الهلال الأحمر الفلسطيني: ننسق على مدار الساعة مع مصر لتلبية احتياجات المتضررين
قال رائد النمس، مسئول الإعلام في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بقطاع غزة: "نؤكد استمرار التنسيق الفعّال مع الهلال الأحمر المصري لضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، ونعمل بشكل مستمر على مدار الساعة بهدف تلبية الاحتياجات الملحة للسكان المتضررين".
وأضاف النمس أن الهلال الأحمر الفلسطيني يستلم المساعدات ويقوم بتسليم 90% منها إلى وزارة الشئون الاجتماعية لضمان توزيعها بشكل فعّال على المحتاجين. وأشار إلى أن 10% من المساعدات تُسلم مباشرة إلى الجمعية من منظمات دولية مثل منظمة الغذاء العالمي والأونروا والصليب الأحمر.
وشدد على أن حجم الاحتياجات في القطاع كبير للغاية نتيجة للعدوان الذي استمر لأكثر من شهرين، مشيرًا إلى وجود نحو 1.93 مليون نازح وأكثر من 45 ألف إصابة وهدم أكثر من 52 ألف وحدة سكنية.
وأكد أن المساعدات الحالية لا تفي بالاحتياجات، مشددًا على ضرورة تدخل أممي لوقف هذا العدوان وتقديم الدعم اللازم للمتضررين.
اللجنة الدولية للصليب الأحمر: المدنيون تحملوا عبء الأعمال العدائية على مدار شهرين
أكمل: المدنيون في قطاع غزة شهرين كاملين وهم يحتملون عبء الأعمال العدائية مع تحمُّل خسائر جسيمة، ويجب أن تتوقف هذه المعاناة. الحصار العسكري الذي فرض على قطاع غزة سبب حرمان سكانه من الغذاء والماء والدواء، ولم يصل سوى قليل من المساعدات، ما يؤدي إلى نقص الضروريات الحيوية. ويشدد على أهمية توفير المساعدة الإنسانية بطريقة آمنة ومستدامة في جميع أنحاء غزة.
القصف المكثف يؤدي إلى تدمير البنية التحتية المدنية في جميع أنحاء غزة، وهو ما يؤثر سلبًا على الأجيال القادمة بشكل هائل، لذلك، يتعين استعادة الخدمات الأساسية، مثل الرعاية الصحية والمياه والكهرباء في غزة فورًا باعتبارها أولوية حيوية.
رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش، تعبر عن الألم الشديد الذي يتكبده الأطفال جراء انتزاعهم من عائلاتهم واحتجازهم كرهائن، وتؤكد على أهمية الالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني لحماية المدنيين وتجنب إضرار البنية التحتية المدنية وتطالب بالإفراج الفوري عن الرهائن وتؤكد استعداد اللجنة للمساعدة في عمليات الإفراج عنهم.
تؤكد اللجنة الدولية أيضًا على أهمية حماية المرافق الطبية والعمليات الإنسانية، وتحث جميع الأطراف على وقف التصعيد الحالي لتجنب المزيد من المعاناة وحماية حياة المدنيين.
في زيارتي الأخيرة إلى مستشفى غزة الأوروبي، تأثرت بمشاهد صادمة للغاية لمعاناة الأطفال الذين أصيبوا بجروح خطيرة، مع فقدانهم لوالديهم، وتحولوا إلى أيتام بدون دعم عائلي. الوضع المثير للدهشة كان حقيقة الأطفال الذين يتعافون من إصابات مروعة، وكيف أن الكثيرين منهم فقدوا أحد أو كلا والديهم. هكذا قالت ميرينا سولياريتش، رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
أبدت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميرينا سبولياريتش، قلقها بشدة إزاء الوضع في غزة، حيث أشارت إلى صعوبة الحصول على العلاج الجراحي في شمال القطاع، ما يتسبب في معاناة إضافية للمصابين، وأكدت ضرورة وقف التصعيد العسكري والبحث عن حلول سلمية لتلبية احتياجات السكان المتضررين.
ميرينا سبولياريتش ناشدت جميع الأطراف المعنية والتي تتمتع بتأثير التعاون في وقف التصعيد والعمل على إيجاد حلول أخرى لتخفيف المعاناة الإنسانية في ظل الأوضاع الصعبة التي يواجهها السكان في قطاع غزة.
يستعد فريق الانتشار السريع الخاص بالصليب الأحمر للانتقال إلى قطاع غزة، حيث يتألف الفريق من عدد من الجراحين المتخصصين في جراحة العظام والتجميل والتخدير. ورغم أنني قد زرت قطاع غزة في عدة مناسبات سابقة، إلا أن الوضع هذه المرة يبدو أكثر تعقيدًا، في السابق كانت هناك جهود مشتركة لتقديم المساعدة في القطاع، سواء من اللجنة الدولية للصليب الأحمر أو من منظمات أخرى. ولكن هذه المرة، يُتوقع أن يكون الوضع أكثر صعوبة نظرًا للعدد الكبير من المصابين.
تعد الأزمة الإنسانية الحالية أكبر بكثير مما شهدناه في السابق، ورغم وجود العديد من الأشخاص الذين يعانون في جميع أنحاء العالم، إلا أن الحاجة في غزة تتطلب تدخلًا فوريًا. باعتباري عضوًا في فريق عمل إنساني، يتعين علينا أن نكون إلى جانب هؤلاء الأشخاص، لنقدم لهم الدعم والمساعدة في تخطي محنتهم. يعد ذلك تكليفًا فريدًا، وأشعر بامتياز بالقدرة على المساهمة في تحسين الظروف للمحتاجين.
تصريح توم بوتوكار، كبير جراحين في اللجنة الدولية للصليب الأحمر
وفي تقرير صادر عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ذكرت فيه حجم المعاناة التي يتعرض لها المدنيون في قطاع غزة: "تتحمل الأغلبية الساحقة من المدنيين عبء الأعمال العدائية في قطاع غزة وإسرائيل، ومع استئناف القتال، تشير اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى تزايد المعاناة المتوقعة للسكان المدنيين، داعيةً جميع أطراف النزاع إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنب إصابة المدنيين وحدوث أضرار لهم".
بينما تؤكد اللجنة الدولية على الحاجة الملحة لحماية واحترام المدنيين، بمن في ذلك العاملون في المجال الإنساني والقطاع الطبي، تعبر عن قلقها إزاء الخسائر البشرية الهائلة والدمار الذي طال المنازل والمستشفيات والبنية التحتية الحيوية.
تحث اللجنة الدولية على الالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني، حيث يتعين على جميع الأطراف الالتزام بحماية المدنيين، وتجنب الإضرار بالبنية التحتية المدنية وضمان وصول المساعدات الإنسانية بسرعة وبدون عوائق.
تبرز اللجنة الدولية ضرورة معاملة جميع المحرومين من حريتهم بكرامة، وتشدد على أهمية إطلاق سراح الرهائن. كما تؤكد اللجنة استعدادها لتقديم الدعم الإنساني والمساهمة في إيجاد حلول للأزمة الإنسانية الراهنة.
الأمم المتحدة: قوانين الحرب تدعو إلى الاستجابة الإنسانية لاحتياجات المدنيين
قال أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، إن المستشفيات في قطاع غزة تتعرض للقصف الإسرائيلي المكثف، لافتًا إلى أن عددًا قليلًا جدًا من المستشفيات ما زال يعمل، ويعمل بالإمكانات المتاحة.
وأكد جوتيريش، خلال جلسة لمجلس الأمن للتصويت على مشروع قرار بشأن وقف إطلاق النار في غزة، أن قوانين الحرب تدعو إلى الاستجابة الإنسانية لاحتياجات المدنيين.
وطالب جوتيريش مجلس الأمن بتجنب الكارثة ووقف إطلاق نار إنساني في غزة.
الكلمات لا تسعفني في التعبير عن مدى قوة التزام الأمم المتحدة التام بالوقوف إلى جانب أهل غزة ومد يد العون لهم، يحث مجلس الأمن على الضغط من أجل وقف إطلاق النار فورًا لدواعٍ إنسانية وحماية المدنيين وإيصال المساعدات بصورة عاجلة.
أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة
العفو الدولية: يجب على أمريكا وأعضاء مجلس الأمن دعم قرار فوري لوقف إطلاق النار في غزة
أكدت منظمة العفو الدولية أنه يجب على الولايات المتحدة الأمريكية وبقية أعضاء مجلس الأمن دعم قرار فوري لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بعد يوم من دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لإعلان وقف إطلاق النار.
وقالت الأمينة العامة للمنظمة أنياس كالامار، التي التقت بوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن:
"إن الأمين العام، باستناده إلى المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، يدق ناقوس الخطر وينقل إلى العالم قلقه البالغ إزاء الأثر الكارثي للقصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة. لقد بلغ سفك الدماء والمعاناة حدًا ونطاقًا لا مثيل لهما في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في وقت لا يزال المدنيون في إسرائيل يواجهون هجمات عشوائية، تمثل دعوة الأمين العام لانعقاد مجلس الأمن تحذيرًا صارخًا بأن الانتهاكات الجارفة تهدد جميع السكان في المنطقة، وفي نهاية المطاف، الاستقرار العالمي والسلم الدولي".
"يدق نداء الأمين العام ناقوس خطر يجب الالتفات إليه. وينبغي أن يتخذ المجلس قرارًا عاجلًا يدعو لوقف فوري لإطلاق النار، يجب على الولايات المتحدة وجميع الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن التحرك فورًا لوقف المعاناة في غزة وضمان عدم خروج الصراع عن نطاق السيطرة وامتداده إلى مناطق أخرى".
"يقع على عاتق الولايات المتحدة وبقية أعضاء مجلس الأمن التزام واضح بموجب القانون الدولي بمنع استمرار هذه الفظائع، يجب أن يكون هناك تحرك فعّال من قبل مجلس الأمن لوقف إراقة الدماء وانهيار النظام الإنساني والفظائع الناجمة عن انهيار النظام العام والنزوح الجماعي".
"يجب أن تكون الأولوية للوضوح الأخلاقي والقيادة الجماعية العالمية والواجب الحتمي لحماية المدنيين من خلال اعتماد فوري لقرار بوقف إطلاق النار. فكل دقيقة نضيّعها تُفقد المزيد من الأرواح، وتتضاعف المخاطر على السلام العالمي. ولا بد من وضع حد للتطبيق الانتقائي للقانون الدولي".
الصحة الفلسطينية: أكثر من 17 ألف شهيد و46 ألف مصاب منذ بداية حرب غزة
أعلن الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، أشرف القدرة، عن أن الضربات الإسرائيلية قتلت 17177 شهيدًا وأصابت نحو 46000 في غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، فيما أعلن المرصد الأورومتوسطي عن أن معدل الشهداء في غزة ارتفع بنسبة 40% عما كان عليه قبل الهدنة الإنسانية المؤقتة.
وأفاد بيان وزارة الصحة الفلسطينية بتعرض القطاع الطبي والمنظومات الصحية في غزة لتحديات كبيرة، بما في ذلك خروج 26 مستشفى عن الخدمة، وواجهت المستشفيات العاملة تحديات بسبب القصف المستمر والاكتظاظ وانقطاع التيار الكهربائي ونزوح المواطنين.
وأضاف بيان وزارة الصحة الفلسطينية أن هناك 55 سيارة إسعاف خرجت عن الخدمة بشكل كامل، واستشهد أكثر من 250 من الكوادر العاملة في القطاع الطبي، و26 من طواقم الدفاع المدني، و77 صحفيًا، بينما بلغ عدد المفقودين 7500 مفقود إما تحت الأنقاض أو مصيرهم ما زال مجهولًا، تم اعتقال حوالي 30 من العاملين في المجال الصحي بشكل غير قانوني من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأكدت وزارة الصحة ارتفاعًا كبيرًا في معدلات الأمراض المعدية في مراكز النزوح في الجنوب، تشمل الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي والجلد. يواجه الأشخاص ذوو الإعاقة والجرحى والنساء الحوامل ظروفًا صعبة لا يستوعبها عقل.
وأوضحت أنه تم تدمير 60% من الوحدات السكنية في غزة، حيث لم تتمكن وزارة الصحة الفلسطينية من تحديد العدد النهائي للمباني المدمرة بسبب تعطيل وسائل الاتصال والقصف المستمر، وتشير آخر التحديثات إلى دمار نحو 280 ألف وحدة سكنية، أي تقريبًا 60% من الوحدات، بينما دمرت أكثر من 56 ألف وحدة بالكامل، و224 ألف وحدة تم تدميرها جزئيًا.
الأونروا: تم صرف 405.6 مليون دولار لدعم 2.7 مليون شخص في غزة والضفة
وفقًا للأونروا، يُقدر أن حوالي 1.9 مليون شخص في قطاع غزة، أو نحو 85% من السكان، أصبحوا نازحين حتى 3 ديسمبر، سُجل أن حوالي 1.2 مليون من هؤلاء النازحين يعيشون في 156 منشأة تابعة للأونروا في مختلف أنحاء غزة. كما أن حوالي مليون شخص من هؤلاء مسجلون في 99 مركز إيواء تديره الأونروا في الجنوب.
بسبب الاكتظاظ وتدهور الظروف الصحية في مراكز الإيواء التابعة للأونروا في الجنوب، زادت معدلات بعض الأمراض والحالات الصحية، مثل الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي الحادة والتهابات الجلد والحالات المتعلقة بنقص النظافة. وتشير تقارير أولية إلى انتشار الأمراض، بما في ذلك التهاب الكبد الوبائي (أ).
تثير المخاوف بشأن الفئات الأكثر ضعفًا، مثل الأشخاص ذوي الإعاقة والنساء الحوامل واللواتي وضعن مؤخرًا أو المرضعات، والأشخاص الذين يتعافون من الإصابات أو العمليات الجراحية والذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
فيما يتعلق بالعنف الذي يمارسه المستوطنون، سُجّل منذ 7 أكتوبر 318 هجومًا نفذه المستوطنون على الفلسطينيين، أسفرت عن سقوط ضحايا (35 حادثًا) أو إلحاق أضرار بالممتلكات (241 حادثًا) أو الاثنين معًا (42 حادثًا)، وانخفض عدد الحوادث تدريجيًا من 80 حادثًا في الأسبوع الأول إلى 18 حادثًا في الأسبوع الأخير.
فيما يتعلق بالتهجير في الضفة الغربية، فُجِّرت ما لا يقل عن 143 أسرة تضم 1014 فردًا، بما في ذلك 388 طفلًا، بسبب العنف الذي يمارسه المستوطنون والقيود على الوصول. هُجِّر أيضًا 283 فلسطينيًا بسبب عمليات الهدم و63 آخرون بسبب الهدم العقابي.
من حيث التمويل، تم صرف 405.6 مليون دولار حتى 6 ديسمبر لصالح النداء العاجل الذي أطلقته الأمم المتحدة وشركاؤها لدعم 2.2 مليون شخص في قطاع غزة و500000 آخرين في الضفة الغربية.