الجوع يطارد الجميع وانهيار النظام المدني.. ظواهر جديدة في غزة تصدم العالم
حذرت الأمم المتحدة أمس الأحد من وجود مؤشرات على أن النظام المدني بدأ في الانهيار في غزة، وذكرت أن آلاف الفلسطينيين اليائسين يأخذون المواد الأساسية مثل الدقيق ومستلزمات النظافة من مستودعات المساعدات الإنسانية، في الوقت الذي كثفت فيه إسرائيل عمليتها في القطاع، كما حذرت بعض المنظمات الإغاثية من أن الجوع يطارد الجميع في غزة، ما جعل السكان في صراع للبقاء على قيد الحياة سواء النجاة من القصف أو الجوع.
وفي مؤتمر صحفي، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن الوضع في غزة يزداد يأسا بمرور الساعات.
انهيار تام للحياة في غزة وتفاقم الأزمات الإنسانية
وبحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فإن الحياة انهارت بشكل كامل في قطاع غزة، بعد انقطاع خطوط الاتصالات مساء يوم الجمعة، ما أدى إلى تفاقم التحديات التي تواجه الخدمات الطبية وترك وكالات الإغاثة بعيدة عن الاتصال بموظفيها على الأرض في المنطقة المكتظة بالسكان والتي تضم أكثر من مليوني شخص.
وأضافت أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أقر بمصادرة سكان غزة بعض إمداداته من المساعدات، محذرا من "تزايد الجوع".
وقال سامر عبد الجابر، ممثل برنامج الأغذية العالمي ومديره القطري في فلسطين: "هذه علامة على أن الناس يفقدون الأمل ويصبحون أكثر يأسًا في كل دقيقة، إنهم يعانون من الجوع والعزلة والعنف والضيق الشديد منذ ثلاثة أسابيع".
تدفق المساعدات من مصر وظواهر مثيرة للقلق في غزة
وأفادت الشبكة الأمريكية، أن مصر تواصل إرسال المساعدات إلى القطاع، عقب إدخال 94 شاحنة مساعدات حتى الآن، بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني، وكان آخرها دخول 10 شاحنات تحتوي على إمدادات غذائية وطبية إلى القطاع يوم الأحد.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانييل هاجاري في مقطع فيديو نُشر أمس الأحد على وسائل التواصل الاجتماعي الرسمية للحركة إن "الجهود الإنسانية لغزة، بقيادة مصر والولايات المتحدة، ستتوسع يوم الاثنين، دون تقديم مزيد من التفاصيل".
وأشارت الشبكة الأمريكية، إلى أن الجيش الإسرائيلي نفى وجود نقص في الغذاء أو الماء أو الدواء في غزة، على الرغم من تزايد عدد وكالات الإغاثة التي أصدرت تحذيرات شديدة بشأن النقص.
وقالت الأمم المتحدة إن وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية يمكن أن يسهل "التوسيع الهائل الضروري" في إيصال المساعدات التي تشتد الحاجة إليها إفي المنطقة.
وقال توماس وايت، مدير شؤون وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) في غزة: "إن أخذ الإمدادات “يعد علامة مثيرة للقلق على أن النظام المدني بدأ في الانهيار بعد ثلاثة أسابيع من الحرب والحصار المحكم على غزة، الناس خائفون ومحبطون ويائسون".
وقال وايت إن النزوح الجماعي للأشخاص من شمال غزة إلى الجنوب يشكل ضغوطًا هائلة على المجتمعات المحلية ويتسبب بالفعل في تدهور الخدمات العامة. مضيفًا "احتياجات المجتمعات هائلة، حتى لو كانت فقط من أجل البقاء على قيد الحياة، في حين أن المساعدات التي نتلقاها هزيلة وغير متسقة".
وانتقدت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدعوات الإسرائيلية لسكان غزة للتحرك جنوبا، مشيرة إلى تحديات التحرك داخل غزة أثناء تعرضها للهجوم.