غضب كبير وتقاعس حكومى.. "عسقلان" تواجه كابوس المقاومة الفلسطينية
شوارع فارغة وذعر في كل مكان، فبعد أن كان من المفترض أن يكون، أمس الأحد، بداية أسبوع العمل والعودة إلى المدارس في مدينة عسقلان المحتلة والخاضعة لسيطرة إسرائيل، مع نهاية الأعياد اليهودية، اختبأ الجميع في منازلهم، وقبل يوم واحد فقط، كان بعض من مئات المسلحين من المقاومة الفلسطينية من غزة طليقين، واستمرت الأحداث المروعة في الظهور في مكان قريب، وأصبحت صواريخ الفصائل الفلسطينية بمثابة كابوس يهدد جنوب إسرائيل، خصوصًا مع التقاعس الحكومي الإسرائيلي في الاستجابة لاستغاثة سكان المنطقة.
كواليس ليلة دامية في جنوب إسرائيل
وأفادت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، بأن مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر القوات الإسرائيلية وهى تلاحق مسلحين سرقوا سيارة، ولكنهم قُتلوا في تبادل إطلاق نار دراماتيكي على جانب الطريق.
وتابعت أن الحشود الصغيرة الوحيدة التي نواجهها هي بالقرب من مركز برزيلاي الطبي، مسعفون مرهقون يقفون عند مدخل قسم الطوارئ، وقد عالجوا أكثر من 400 مريض بسبب الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس، الجماعة المسلحة التي تحكم غزة.
ويقول البروفيسور هيزي ليفي، المدير العام للمستشفى: "كان الأمر صعبًا للغاية، فقد تم نقل الكثير من الضحايا واحدًا تلو الآخر، واحدًا تلو الآخر بسرعة كبيرة، أنا ذو خبرة كبيرة، لكني لم أر في حياتي مثل هذا السيناريو".
وقال عامل طبي من تل أبيب: "في الصباح، بدأ إطلاق الصواريخ، شعر الجميع بالخوف وبدأوا يركضون نحو الطريق للعودة إلى منازلهم، وعندما وصلنا إلى الطريق، بدأ إطلاق النار، كان الأمر صادمًا حقًا، لقد قُتل الناس، وكانت هناك حوادث سيارات".
وتابع: "اتصلت بالشرطة، لم يتمكن أحد من مساعدتنا، لمدة ساعة ونصف، جلسنا داخل المعركة، عاجزين، وفي نهاية المطاف، ركبت السيارة مع بعض الأشخاص، أنا مسعف، لذا حاولت إخلاء اثنين من الجرحى، وصلت إلى تقاطع طرق ورأيت أشخاصًا يرتدون الزي العسكري - لكنهم لم يكونوا عسكريين - بدأوا في إطلاق النار علي".
وأضاف: "أصبنا بالصدمة، خصوصًا مع عدم وجود مساعدة من السلطات".
وأوضحت الإذاعة البريطانية، أن هناك حالة من الغضب العارم داخل عسقلان، بالإضافة إلى الخوف الذي دفع المئات لالتزام منازلهم والخوف من الخروج، حيث يرى الكثيرون أن الحكومة تقاعست بشدة في الاستجابة للأزمة.
وقال كبير المتحدثين العسكريين الأدميرال دانييل هاغاري: "الأيام المقبلة ستكون طويلة وصعبة".
وأوضحت الإذاعة البريطانية، أنه في السماء، هناك دوي منتظم حيث يعترض نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي القبة الحديدية الصواريخ التي يطلقها الفلسطينيون، وقد قامت بحماية السكان خلال العديد من جولات القتال السابقة مع حماس، لكن في الوقت الحالي، لا يشعر أحد في عسقلان بالأمان.
