البيزنطية في عيد مار توما: هذا هو اليَومُ الَّذي صَنَعَه الرَّبُّ فلنبتَهِجْ
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيس الرسول المجيد توما، وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: هذا هو اليَومُ الَّذي صَنَعَه الرَّبُّ فلنبتَهِجْ ونَفرَحْ فيه". تذكّروا حالة العالم منذ البدء: "كانَتِ الأَرضُ خاوِيةً خالِية وعلى وَجهِ الغَمْرِ ظَلام ورُوحُ اللهِ يُرِفُّ على وَجهِ المِياه. قالَ اللهَ: لِيَكُنْ نور، فكانَ نور، ورأَى اللهُ أَنَّ النورَ حَسَن. وفصَلَ اللهُ بَينَ النُّورِ والظَّلام" ... " هذا هو اليَومُ الَّذي صَنَعَه الرَّبُّ". هذا هو اليوم الّذي تكلّم عنّه الرسول بولس: "بالأَمْسِ كُنتُم ظَلامًا، أَمَّا اليَومَ فأَنتُم نُورٌ في الرَّبّ" .
ألم يكن توما إنسانًا، واحدًا من التلاميذ، لِنقُل إنسانًا من الجمع؟ "قالَ لَه سائِرُ التَّلاميذ: رأَينا الرَّبّ. فقالَ لَهم: إِذا لم أُبصِرْ أَثَرَ المِسمارَينِ في يَدَيهِ، وأَضَعْ إِصبَعي في مَكانِ المِسمارَين، ويدي في جَنْبِه، لا أُومِن". لقد حمل لك الإنجيليّون الخبر، وأنت ما زلت غير مؤمن؟ لقد آمن العالم وبقي هناك تلميذ لم يؤمن؟!... لم يكن بعد قد أتى هذا اليوم الّذي صنعه الربّ؛ إذ كان الظلام بعد على الغمر في أعماق قلب الإنسان، الّتي كانت مظلمة. ليأت ذاك الّذي هو الفجر، ليأت وليقل بصبر، وبعذوبة بدون غضب، هو الشافي: "تعال. تعال، المس هذا وآمن. لقد أعلنت: "إذا لم ألمس، إذا لم أضع أصبعي، لن أؤمن". تعال، المس، وضع إصبعك ولا تكن غير مؤمن، بل مؤمنًا. كنتُ أعرف جراحاتك، فأبقيت لك آثار جراحي".
عندما مدّ التلميذ يده، استطاع أن يكمل إيمانه بالملء. ما هو في الواقع كمال الإيمان؟ هو ألاّ نؤمن بأنّ الرّب يسوع المسيح هو إنسانٌ فقط، أو إلهٌ فقط، إنّما أن نؤمن بأنّه إلهٌ وإنسان... هكذا، فالتلميّذ، الّذي أعطاه مخلّصُه أن يلمس أعضاء جسده وآثار جراحه، هتف: "ربّي وإلهي". لقد لمس الإنسان، فعرف الله. لقد لمس الجسد، ثمّ التفت إلى الكلمة، لأنّ "الكَلِمَةُ صارَ بَشَراً فسَكَنَ بَينَنا". لقد تألّم الكلمة إذ عُلّق جسده على الخشبة...؛ لقد تألّم الكلمة إذ وُضع جسده في القبر. أقام الكلمة جسده، وأظهره لعيون تلاميذه، وتحضّر لأنّ يُلمس بأيديهم. لقد لمسوا، وصرخوا: "ربّي وإلهي!"
"هذا هو اليَومُ الَّذي صَنَعَه الرَّبُّ فلنبتَهِجْ ونَفرَحْ فيه".
من هو القديس توما؟
يعرف من الإنجيل أن توما الرسول كان يلقّب بالتوأم. وقد اشتهر بجرأته. كما اشتهر بشكّه بعد القيامة. ولكنّ الإيمان بالمسيح القائم انتصر في قلبه فقال للمعلّم الإلهي: "ربّي وإلهي". ونعرف من التقليد انّه بشّر بالمسيح في بلاد فارس والهند، وقضى شهيدًا. وإليه يعزى تأسيس الكنيستين الملاباريّة والملانكاريّة في جنوبيّ الهند.