اليوم السبت.. الموارنة يرتلون قصائد سليمان الغنائيّة بعيد سرجيوس وباخوس
تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى القدّيسان سرجيوس وباخوس الشهيدان، وهما جنديّان باسلان. رافقا ملكهما في حروبه فخاضها بكلّ بسالةٍ وإقدام، حتّى جعلهما الملك من حاشيته، مقرّبين منه. في عيد الأصنام دعاهما الملك لمشاركته في تقديم الذبائح والبخور أمام الآلهة فرفضا ذلك معلنَين إيمانهما بالمسيح.
فغضب الملك وأمر بنزع ثيابهما العسكريّة وإلباسهما ثيابًا نسائيّة للهزء والسخرية. فصبرا على هذه الإهانة حبٌّا بالمسيح. ثمّ أرسلهما إلى القائد أنطيوخُس الذي حاول أن يتملّقهما فلم يُفلح. عندئذ أمر بجلد باخوس جلدًا وحشيٌّا إلى أن أسلم الروح بيد خالقه. أمّا سركيس فقد تعزّى ليلاً برؤية صديقه يتمتّع بالسعادة الأبديّة. وفي اليوم التالي، دُفع للسير بحذاءٍ وضعت فيه مسامير مسنّنة فتحمّل العذاب القاسي، إلى أن قُطِع رأسه بالسيف فنال إكليل الشهادة سنة 307.
عظة الكنيسة الاحتفالية
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة قصائد سليمان الغنائيّة وهو نصّ مسيحيّ عبري من بداية القرن الثاني، جاء نصه كالآتي:
مَن لم يعرفني لم يستفد قط؛
فأنا مُستتر عَمَّن لا يملكني
وأقف إلى جانب مَن يحبّني.
مات مُضطهِديّ كلّهم؛
كلّ مَن عرفني حيًّا قام بالبحث عني.
ها أنا قمت من الموت وأنا معهم،
وأتكلمّ من خلال أفواههم.
لقد أبعدوا مُضطهِديهم.
عليهم ألقيت بثقل حبّي.
كما شِمالُ الحبيب تَحتَ رَأس الحبيبة ويَمينه تُعانِقُها
هكذا هو نيري على الذين يعرفونني.
وكما تُنصَب خيمة الخطوبة عند العريس،
هكذا يحمي حبّي كلّ مَن يؤمن بي.
لم أكن منبوذًا،
رغم أنّ الأمر بدا كذلك.
لم أهْلِكْ،
رغم أنّهم تصوّروا ذلك.
لقد رآني مثوى الأموات وانهزم،
ثمّ تركني الموت أرحل مع الكثيرين.
لقد كنت للموت مرًّا وخلاًّ
ونزلت معه إلى عمق أعماق مثواه.
انحلّت قبضة الموت
لأنّه لم يتحمّل رؤية وجهي.
أقمتُ وسط الأموات اجتماعًا للأحياء
كلّمتهم بشفاه حيّة،
حتّى لا يذهب كلامي سُدًى.
ركض نحوي أولئك الذين كانوا أمواتًا:
"أشفق علينا يا ابن الله،
واعمل فينا بحسب نعمتك.
أخرجنا من شباك الظلمات،
افتح لنا الباب كي نخرج باتّجاهك.
يبدو أنّ موتنا لم يقترب منك.
حرّرنا نحن أيضًا معك، لأنّك أنت مخلّصنا".
لقد سمعت أصواتهم
واستقبلت إيمانهم في قلبي.
على جباههم كتبت اسمي
إنّهم أحرار وينتمون إليّ. هللويا!