كيف تتعامل فرنسا مع أزمة سفيرها في النيجر؟
حذرت فرنسا السلطات الحاكمة في النيجر من تداعيات احتجاز السفير الفرنسي سيلفان إيتي لدى نيامي، وذلك في ظل تصاعد التوترات بين باريس والمجلس العسكري في النيجر بعد الإطاحة بالرئيس محمد بازوم ورفض فرنسا سحب سفيرها من نيامي بعد طرده من قبل المجلس العسكري.
تحذيرات قوية للنيجر بسبب احتجاز السفير الفرنسي
ومع تصاعد أزمة السفير الفرنسي والتضييق عليه في النيجر بسبب رفضه المغادر، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن السفير سيلفان إيتي وغيره من الدبلوماسيين الفرنسيين “محتجزون حرفياً كرهائن في السفارة الفرنسية”، وذلك وفق شبكة "CNN" الأمريكية.
وفي حديثه للصحفيين خلال زيارة إلى منطقة كوت دور في فرنسا الجمعة، قال ماكرون إن الطعام الذي يتناوله السفير الفرنسي عبارة عن “حصص غذائية عسكرية” كذلك لا يمكنه الخروج خارج السفارة فهو "شخص غير مرغوب فيه" ويُمنع من تناول الطعام.
وأمام تصاعد الخلافات بين النيجر وباريس ستأخذ الأزمة سيناريوهات متنوعة الفترة المقبل تتمثل في التالي:
التمسك بالبقاء في النيجر
وبعد الانقلاب على النيجر، أمر المجلس العسكري إيتي بمغادرة البلاد، ووفي وقت لاحق، ألغى تأشيرته وأمرت الشرطة بطرده، لكن الدبلوماسي بقي في مكانه، بحسب الرئاسة الفرنسية، مع تأكيد السلطات الفرنسية أنها لا تعترف بسلطة المجلس العسكري.
وردًا على سؤال عما إذا كان سيعمل على إعادة السفير إلى بلاده، أكد ماكرون على سلطة رئيس النيجر المعزول محمد بازوم وقال “سأفعل كل ما نتفق عليه مع الرئيس بازوم لأنه السلطة الشرعية وأتحدث معه كل يوم”.
ومع هذا تتمسك فرنسا بالبقاء في النيجر كأحد السيناريوهات المقبولة لديها ورفض الخروج رغم طلبات المجلس العسكري، فقد أكدت وزيرة الثقافة الفرنسية ريما عبد الملك أن فرنسا لا تنوي قطع العلاقات الثقافية مع بوركينا فاسو ومالي والنيجر.
وتابعت في تصريحات لإذاعة RTL “لقد كانت فرنسا دائمًا دولة منفتحة ومرحبة بالفنانين، لذلك لا يعد هذا تحولًا في السياسة”، رغم أن السياق الامني متدهور للغاية في هذه الدول.
نزع فتيل الأزمة مع النيجر
يظل سيناريو نزع فتيل الأزمة أحد السيناريوهات المتوقعة وعدم التصعيد خاصة مع ضعف فرص التدخل العسكري في النيجر من قبل دول الإيكواس، وستكون التهدئة عبر مجالات إنسانية وثقافية تدعم عودة العلاقات.
وقالت صحيفة (فانجارد) “Vanguard” التي تصدر من نيجيريا، إن تصريحات عبد الملك تهدف إلى نزع فتيل المواجهة مع اتحاد الأعمال الفنية والثقافية (SYNDEAC)، الذي طالب بلقائها بعد أن أصدرت وزارتها توجيها بوقف كل التعاون والدعم المالي للمؤسسات من الدول الثلاث، ووصفت منظمة "SYNDEAC" الحظر بأنه "غير مسبوق على الإطلاق".
وقال الاتحاد في بيان له إن "هذا الحظر الشامل على ثلاث دول تعاني من أزمات خطيرة للغاية لا معنى له من وجهة نظر فنية ويعتبر خطأ كبيرا من وجهة نظر سياسية"، وبعد الاحتجاج، قالت عبد الملك إنها طلبت من وزارتها إرسال “توضيحات” لشركات الترفيه، وأضافت أن الشراكات القائمة لن تتأثر بالحظر، بل فقط المشاريع الجديدة التي تتطلب تأشيرات سفر للفنانين.
الدخول في مواجهة عسكرية
قد تلجأ فرنسا لتصعيد الأزمة ضد السلطات الحاكمة في النيجر، واستغلال أزمة السفير الفرنسي لإيجاد مبررات للتدخل العسكري سواء بشكل محدود او على نطاق واسع وذلك بعد فشلها في التدخل بجانب دول مجموعة غرب افريقيا الاقتصادية “إيكواس”.
وأثار هذه المخاوف تصريحات ماكرون بأن بعثتهم الدبلوماسية في النيجر “رهائن” بجانب رفضه سحب القوات الفرنسية من النيجر وأنهم لا يعترفون بشرعية الحكم الجديد.
