بعد إعلان الحداد.. أبرز الاتفاقيات الثقافية المصرية الليبية والمغربية
تعرضت المملكة المغربية خلال الأيام القليلة الماضية لزلزال، فى الوقت نفسه ضرب ليبيا إعصار تسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا، ما دفع مؤسسات الدولة المصرية لإعلان الحداد لمدة 3 أيام على ضحايا الكارثتين الطبيعيتين، ومنها وزارة الثقافة المصرية التي أعلنت تعليق كافة أنشطتها الفنية، لمدة 3 أيام، والتي كان من المقرر إقامتها من اليوم الثلاثاء 12 سبتمر وحتى الخميس 14 سبتمبر 2023.
وقدمت وزيرة الثقافة، خالص التعازي والمواساة للمملكة المغربية في ضحايا الزلزال، ولضحايا الإعصار في ليبيا، مُعربة عن رجائها بالشفاء العاجل للمصابين بالبلدين.
وتمتد العلاقات بين مصر وليبيا والمغرب لتضرب في جذور التاريخ والجغرافيا، وكانت مصر من أوائل الدول التي تعاملت مع ليبيا رسميًا بعد استقلالها في أوائل الخمسينات من القرن العشرين.
أما بالنسبة لعلاقات مصر والمغرب، فقد قال عالم الجغرافيا المصرى الكبير الدكتور جمال حمدان، في وصفه لموقع مصر والمغرب: "إن مصر تتجه شمالًا وتتحد مع الشام، وتتجه جنوبًا نحو السودان الشرقي، والمغرب يتجه شمالًا ويتحد مع الأندلس كما يتجه جنوبًا نحو موريتانيا والسودان الغربي، لذا يمكن القول إن الصلات بين مصر والمغرب قديمة ومتداخلة، ففي التاريخ القديم أن الملك المغربي يوبا الثاني تزوج الأميرة المصرية كليوباترا سيليني ابنة الإمبراطورة الشهيرة كليوباترا، وكان الملك المغربي يمتلك مكتبة ضخمة حاول أن يستنسخ منها مكتبة شبيهة بمكتبة الإسكندرية العظيمة حيث اقتنى كتبًا مهداة من أنطونيوس إلى كيلوباترا الأم".
العلاقات الثقافية المصرية الليبية
تبرز العلاقات الثقافية بين مصر وليبيا والمغرب فى العديد من الاتفاقات، حيث وقعت مصر وليبيا بروتوكولًا ثقافيًا فى 28-1-2013 يقضي بتشكيل لجنة تضم كبار المفكرين والمثقفين والفنانين فى مصر وليبيا والمشاركة فى معارض الكتب الإقليمية والدولية والتعاون فى مجال حقوق الملكية الفكرية والمصنفات الفنية، والفنون التشكيلية والتعبيرية والسينما والمسرح، وتبادل الفرق الموسيقية التقليدية والفنون الشعبية فى المهرجانات وإقامة أسابيع ثقافية بين البلدين.
العلاقات الثقافية المصرية المغربية
وتربط مصر بالمغرب علاقات متميزة ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، يدعمها التلاحم والمصاهرة وتقارب التقاليد بين الشعبين، إضافة إلى ما هو معروف عن الشعب المغربي من ارتباطه بالفن المصري والثقافة المصرية، كما ترتبط المؤسسات الدينية في البلدين بصلات وثيقة منذ قرون.
وتنظم اتفاقية التعاون الثقافي المبرمة بالقاهرة في يونيو 1959 تعاون الدولتين في مجالات التربية والتعليم، والتعليم العالي، والبحث العلمي، والشئون الإسلامية، والثقافة بمختلف ألوانها (الكتب، الآثار والمتاحف التراثية، مجال الفنون التشكيلية والحرف التقليدية والمعارض، مجال السينما والمسرح والموسيقى والتكوين الأكاديمي، ثقافة الطفل، قصور الثقافة)، والشباب والرياضة، والإعلام.
وفي عام 2017 والذي وافق مرور 60 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، تم الاحتفاء بالثقافة المغربية في مصر وكان بحق عام الثقافة المغربية في مصر، من خلال تكريم رموز فكرية وأدبية وفنية مغربية في مؤتمرات وندوات ومهرجانات احتضنتها مصر على مدار العام، مثل اختيار المغرب كضيف شرف في الدورة الـ 48 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بمشاركة نخبة متميزة تضم 50 من كبار المثقفين المغاربة الذين قدموا للجمهور المصري ما يتمتع به المغرب من ثراء ثقافي كبير؛ وإسهامات على الساحة الثقافية العربية والعالمية.
في 3 ديسمبر 2018 التقى الدكتور محمد الأعرج وزير الثقافة والاتصال بالمملكة المغربية مع الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة المصرية بمدينة وجدة في حضور أشرف إبرهيم سفير مصر لدى المملكة المغربية لبحث سبل دعم وتوطيد آفاق التعاون بين البلدين.
في 15 يوليو 2021 نظم المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمى، تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزير الثقافة، وبالتعاون مع قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، برئاسة صبرى سعيد، أمسية "مصر والمغرب.. علاقات ثقافية"، وافتتح اللقاء بعرض فيلم تسجيلى قصير عن المملكة المغربية.