المناضل محمد كريم.. تعرف على تفاصيل حياته من قبانى إلى حاكم الإسكندرية
في الذكرى 225 لرحيل المناضل والثورى محمد كريم، والذي رحل في 6 سبتمبر 1798، إثر تنفيذ حكم الإعدام عليه من قبل نايليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية، نتيجة لنضاله في قيادة حركة المقاومة الشعبية ضد الفرنسيين، ترصد الدستور في التقرير التالي صعود محمد كريم من قباني إلى حاكم مدينة الإسكندرية.
تشير سيرة محمد كريم إلى أنه ولد بحي الأنفوشي في مدينة الإسكندرية قبل منتصف القرن الثامن عشر، ونشأ يتيمًا فكفله عمه وافتتح له دكانًا صغيرًا في الحي، وكان يتردد على المساجد ليتعلم فيها وعلى الندوات الشعبية ليتحدث فذاع صيته بالمدينة وأحبه الناس لصفاته المحمودة وحسن معاشرته.
صعود محمد كريم محافظًا للإسكندرية
يصف المؤرخ الجبرتي شخصية محمد كريم بأنه رجل مراد بك، قائلا: "كان في أول أمره قبانيا يزن البضائع في حانوت بالثغر، عنده خفة الحركة وتودد في المعاشرة ، فلم يزل يتقرب إلى الناس بحسن الود ويستجلب خواطر حواشي رجال الدولة، حتى اتصل بصالح بك حين كان وكيلا لدار السعادة - اسم يطلق على مقر دار الحكم وعلى القصر السلطاني المخصص للجواري - وله الكلمة الناقذة في ثغر رشيد، ثم اتصل بمراد بك، فتقرب إليه، وقد رفع الأخير شأن محمد كريم ليصبح مسؤولا عن أمر الديوان والجمارك.
عين نايليون السيد محمد كريم محافظا للإسكندرية لبعض الوقت، حتى عثر الفرنسيون في قصر مراد بك على رسائل من محمد كريم تدعوه لقتال الفرنسين، فتأكد "نابليون" أخيرا من أن ولاء "كريم" مازال معقودا للمماليك، أمر باعتقاله وإحضارة للقاهرة، وهناك خيره الفرنسيون بين الموت وأن يفتدى نفسه بفدية مالية ضخمة، أشار الرافعي إلى أن المصادر الفرنسية التي نقل عنها تذكر أن "كريم قد رفض بنفسه أن يدفع الفدية قائلا: “إذا كان مقدرا لي الحياة فعلام أدفعه”.