خبراء لـ"الدستور": بريكس تغير شكل التحالفات العالمية.. واستفادة مصرية
أكد خبراء وسياسيون أن انضمام مصر إلى مجموعة البريكس سيوفر لمصر العديد من الفرص والمزايا، خاصة على صعيد التنمية والتجارة والاستثمار.
وأوضح الخبراء في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أن الانضمام إلى البريكس سيقلص هيمنة الدولار على المدفوعات، التي نوقشت في القمم السابقة للتكتل.
طارق فهمى: مصر تربطها علاقات جيدة مع دول البريكس
بداية، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية لـ"الدستور"، إن الدول في مجلس الاختيار داخل مجموعة البريكس تنظر في أهمية ومكانة الدول المرشحة، ولا توجد إجراءات مثل ترتيب مهام أو تحديد عضوية وإنما قبول مشاركة وانضمامهم في المجموعة وبالطبع هناك مواءمات سياسية حول مكانة الدول في إقليمها وعدد سكانها ومؤشراتها الاقتصادية.
وأوضح فهمي أن مصر تربطها علاقات جيدة مع الأطراف المعنية سواء روسيا أو الصين والهند والدول الرئيسية، وهناك حرص على أن تكون ممثلة في نطاقها الجيوسياسي والإجراءات تنطبق على مصر من حيث الشكل والمضمون، خاصة مع ترحيب الدول الرئيسية الهند والصين بمصر.
وقال إن البريكس ما زال يحبو على الطريق، خاصة أنه يمثل عالما متعدد الأقطاب، وهناك مراجعة سياسية واقتصادية، والبريكس تجمع واعد لأنه يضم نواتج قومية عليا وإمكانات وقدرات كبيرة ولكن في الأساس هم يسعون لنظام اقتصادي مالي نقدي عالمي يقف أمام مواجهة نظام بريتون وودز الخاص بالنظم الليبرالية التي تشكلت بعد الحرب العالمية الثانية، وبالطبع واشنطن لن تقف موقف المتفرج، الدولار هو الحاكم للاقتصاديات العالمية والمؤشر في هذا الإطار.
وتابع: "هناك تحد كبير لنظام الدولار يأتي من البيتكوين والعملات الإلكترونية إضافة إلى التعاملات الاقتصادية الخاصة باليوان أو الروبل وبعض الدول في أمريكا اللاتينية يعتمدون على نظام مالي نقدي جديد، هناك خمسة أنظمة جديدة تواجه الدولار".
وقال فهمي إن الدول النامية والإفريقية تسعى للحصول على مزايا تفصيلية كبيرة توفرها البريكس في ظل النظام الدولي الجائر، والتخوفات الغربية موجودة، من المبكر أن نظام الدولار ينهار.
رامى زهدى: انضمام مصر للبريكس يحقق فوائد عدة
من جهته، أوضح رامي زهدي، خبير الشئون الإفريقية لـ"الدستور"، إن انضمام مصر للبريكس، يمثل فوائد عديد ة، وانضمام مصر لأي تحالفات عالمية أو دولية يعطيها ثقل سياسيا ولكن وجودها في البريكس، يعطيها فرصة أكبر سياسيا لإدارة ملفاتها السياسية وقضاياها بشكل أفضل وستكون لديها مشاركة أكبر في القرار السياسي الدولي ووجود مصر في منظمة مثل البريكس يعني شهادة جودة للسياسية المصرية الخارجية والمقدرة الاقتصادية المصرية.
وقال زهدي إن من المزايا الأخرى توفير أغطية تمويلية منصفة وعادلة لعملياتها التنموية المستمرة ودعم تجارتها البينية والبضائع المصرية سيكون لها مزايا تفضيلية تزود حجم التبادل التجاري، وجذب المزيد من الاستثمارات من دول البريكس ودول أخرى، أو البريكس من جانبها سوف تعطي قدرا أكبر من الاهتمام على المشروعات المصرية ودعم مشروعات البنية، ولوجستيًا سوف يوفر الانضمام لمصر إمكانية توفير احتياجاتها من السلع الاستراتيجية والأغذية والسلاح.
وعن إجرءات الضم للبريكس، أوضح زهدي "تبدأ من النية التوافقية على التواجد ثم استكمال المتطلبات وتقديم التقارير الوافية عن المقدرة الاقتصادية واحتياطي العملات المختلفة، ووجود البريكس يعني تعددية للاقطاب السياسية والاقتصادية وتغيير وحدة صنع القرار".
وقال زهدي إن انضمام دول إفريقية للتجمع سوف يعطي فرصة للتجمع لمساعدة الدول النامية ذات الاقتصادات الناشة التي ستنضم، ووجود أكثر من دولة إفريقية في التجمع سيعطي أملا لدول إفريقية أخرى لتحسين أوضاعها ومصر مع انضمامها سيكون لديها فرصة أكبر لمساعدة دول إفريقية أقل نموا في القارة.