أبو عطيوي لـ"الدستور": محمود درويش أيقونة الشعر الحديث.. وشاعر القضية والأرض والإنسان
قال الكاتب الفلسطيني ثائر نوفل أبو عطيوي، إنه في مثل هذا اليوم عام 2009، رحل عن عالمنا الشاعر محمود درويش، أيقونة الشعر الحديث، الذي أضاف لعالم الشعر العربي لغة إبداعية منفردة تتميز بسهولة الفهم وصعوبة التعمق للوصول للمعنى الذي يريده محمود درويش من القارئ.
وأشار أبو عطيوي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إلى أن معظم قصائد لاعب النرد تحتاج إلى قارئ متمكن يبحر في عالمه المعرفي والثقافي والنفسي والتكويني لكل قصيدة على حدا.
وتابع: “محمود درويش حارس السنديان وشاعر الحب والثورة وشاعر القضية والأرض والإنسان، اخترق حاجز القدرات والفروقات في تكوين القصيدة الشعرية الحديثة، حيث استطاع صقلها وصهرها في تكوين لغوي نفسي تندرج تحت مسمى مدرسة درويش، لما للقصائد الشعرية التي جاء بها لاعب النرد من خصوصية وحالة انفراد مميزة في اللغة والاستعارات والكلمات”.
أبو عطيوي: محمود درويش وبعد سنوات الغياب والرحيل لا يزل حيا ليومنا هذا
وأوضح الكاتب الفلسطيني أن عبقرية درويش في رسم قصائده وتحويلها للوحة فنية جمالية متكاملة الإبداع، جعل منه المتربع على عرش القصيدة الشعرية الحديثة، لأن القصيدة عند درويش تعتبر حكاية يرويها ضمن رؤية ومعرفة وفكرة ضمن حبكة شعرية لغوية يتحكم في نسيج خيوطها الشاعر بمفرده.
وأكد أبو عطيوي أن درويش وبعد سنوات الغياب والرحيل، لا يزل حيا ليومنا هذا، وسيبقى الحاضر ما دام للقصيدة الشأن والمكانة والحضور في عالمنا المتعطش لما هو جديد من عبقرية درويش الشعرية، لأنه عالم التجديد البعيد عن التأويل والتعقيد.
واختتم تصريحاته قائلا: "صدقا وحقا نفتقد وبشدة شاعرا بحجم وشخصية الراحل درويش، لأنه رجع الصدي الخالي من التأثير الفوضوي والتشويش، نفتقده اليوم بألم وجع الغياب ومرارة البعد وحسرة الفراق لشاعر وانسان، واستطاع أن يجسد في كافة قصائده المكان والزمان لقصيدة شعرية مستقبلية شعارها المزامنة والاقتران بالماضي والحاضر والمستقبل، ضمن واحة عشق تتلخص معناها بما قاله الكبير محمود درويش " وَنَحْنُ نُحِبُّ الحَيَاةَ إذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ"، من الاستمرارية التي تغني للحياة نشيدها مادام هناك إرهاصات حلم وبقايا أمل وإلى روح لاعب النرد، محمود درويش وردة وسلام".