في الذكرى 15 على رحيله
فلسطينيون لـ"الدستور": محمود درويش لخص حكايتنا وكلماته ما زالت باعثة على الأمل
"ما هو الوطن؟، هو الشوق إلى الموت من أجل أن تعيد الحق والأرض ليس الوطن أرضاً، ولكنه الأرض والحق معاً، الحق معك، والأرض معه"، بمثل تلك الكلمات رسم الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش مكانته في قلوب الفلسطينيين لسنوات طويلة مضت وأخري قادمة.
وتمر اليوم الذكرى الـ15 على رحيل شاعر فلسطين محمود درويش ابن مدينة عكا، عن عالمنا عقب سنوات طويلة من النضال، ليس نضال السلاح، ولكن نضال الكلمة التي أدت في أحيان كثيرة إلي اعتقاله من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
كان لـ"الدستور" لقاء مع عدد من المواطنيين الفلسطينين من مختلف المدن الفلسطينية سواء في الضفة الغربية المحتلة أو قطاع غزة، للحديث حول ذكرى رحيل الشاعر الفلسطيني.
الرواغ: قصائده الخالدة ساهمت في نقل أحزان وأفراح وهموم شعبنا الفلسطيني
وقال كمال الرواغ، أمين عام الشبكة العربية للثقافة والرأي والإعلام، إن الشاعر محمود درويش رمز للثقافة الفلسطينية.
وأضاف الرواغ في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن قصائده الخالدة ساهمت في نقل أحزان وأفراح وهموم شعبنا الفلسطيني، كما أنها استعرضت بصدق أبرز وأدق المحطات النضالية للقضية الفلسطينية في الداخل والخارج.
وتابع: "فخورون كفلسطينين أننا نعمنا بشاعر راقي، حاكى وجداننا ونشر قضيتنا بأجمل وأعمق العبارات والكلمات وما زال حياً معنا في يومياتنا، نفتقد وجودك ويعزينا إرثك الثقافي والأدبي الكبير".
خالد أحمد: كلمات محمود درويش ما زالت حية وباعثة للأمل وحب الوطن
فيما قال الدكتور خالد أحمد من مدينة رفح: “يعتبر الشاعر محمود درويش من أبرز الأدباء الفلسطينين الذين ارتبط اسمهم بحب الوطن وبالانتماء الصادق، محمود درويش كلماته كان لها الأثر الكبير والمؤثر في النضال الفلسطيني”.
وأضاف أحمد لـ"الدستور": “ارتبطت وثيقة إعلان استقلال الجزائر باسم محمود درويش، حيث كتبها لتكون شاهدا للتاريخ على حب هذا الأديب لوطنه، وهو عضو في المجلس الوطني الفلسطيني وله العديد من الداووين الشعرية”.
وأشار إللا أن درويش يعد مناضلا فلسطينيا اعتقل مرارا في السجون الإسرائيلية، مؤكدا أن كلماته ما زالت حية وباعثة للأمل وحب الوطن وستبقي كتاباته منبعا للنضال الوطني ومرجعا للادب الفلسطيني الثائر.
جودة: حمود درويش حالة من التذكير بالخلود الدائم للشعر
فيما قال الكاتب الفلسطيني محمود جودة، إن ذكرى رحيل الشاعر محمود درويش تمثل حالة من التذكير بالخلود الدائم للشعر، لأن شعر درويش يعبر عن حالة الفلسطيني في كل ظروفه والتي ما زالت مستمرة بنفس المعاناة والتحديات مما جعل شعر درويش معبر دائم عن الواقع المُعاش فلسطينيًا وربما عربيًا أيضًا خاصة قصيدته الرائعة مديح الظل العالي.
وأضاف جودة لـ"الدستور"، إن درويش يمثل للفلسطينيين رمزًا مهما للذاكرة الحية، فهو العابر في اختصاراته وشعريته للمستقبل وهنا تتجلى عبقرية الشعر بأن يكون مستشرفًا للمستقبل ومخبرًا عنه لما يتمز به الشاعر من قدرة على قراءة الأحداث والتعبير عنها بروح المبدع التي ولد بها وصقلتها التجربة.
وتابع جودة: "أبدع درويش شعريًا، لكن أبداعه الأكبر كان في أعماله النثرية مثل "يوميات الحزن العادي، وذاكرة للنسيان، وعابرون في كلام عابر"، هذه الكتب الثلاثة يتجلى فيها الشاعر بحرية أكبر في التعبير والوصف للحالة الشعورية التي ارتبطت ارتباط وثيق بالواقع الفلسطيني في الشتات والأرض المحتلة، ليبقى محمود درويش بكل ما أنتج من أعمال نثرية وشعرية أحد العناوين الرئيسية لفلسطين، وما أجمل أن يكون عنواننا الشعر.
كفاية عبيد: محمود درويش شاعر الحب والثورة
من مخيم جنين، قالت كفاية عبيد، إن محمود درويش ليس مجرد شاعر فلسطيني، ولكنه شاعر الحب والثورة.
وأضافت عبيد لـ"الدستور"، أن من أحب أعماله "العصافير تموت في الجليل"، "عاشق من فلسطين"، "عصافير بلا أجنحة"، هذا بجانب الكثير من الأعمال والدواوين.
وتابعت: "من خواطره عن الحب ادرب قلبي عن الحب كي يسع الورد والشوك".
فيما قالت هالة أبو سليم مترجمة من قطاع غزة، إن محمود درويش يجسد فى شعره الملهم و أيقونة النضال كانت و لا زالت أشعاره نبراس يهتدى به معظم الثأرين.
وأضافت أبوسليم، أن درويش لخص من خلال كلماته حكاية شعب انهكه العذاب والتهجير، والقهر، وما زالت يده على الزناد لتحرير أرضه و استعادة حقوقه.
وقالت الدكتور داليا أحمد من قطاع غزة، إن الراحل محمود درويش له الأثر العميق ليس على صعيد الشعر الفلسطيني بل على الصعيد العربي، شاعر الثورة والمقاومة والوطن والحب، فهو مزيج انسجام لكل المشاعر.
وأضافت لـ"الدستور" أن درويش هو المتميز المتفرد المتربع على عرش الشعر العربي عامة والفلسطيني خاصة.
وتابعت: "بالرغم من رحيله إلا إنه لم يفارق الحياة لأنه حياة بأكملها ضمن روايته وحكاياته متشعبة المضمون والمعنى تحدث بها عن الماضي والحاضر والمستقبل من خلال تعابيره الإنسانية على هذه الأرض ما يستحق الحياة".