هل يعود داعش إلى سوريا مجددا بعد هجوم الرقة؟ خبير عسكري يجيب (خاص)
استشهد 10 جنود سوريين وأصيب 6 آخرون، مساء الاثنين، في هجوم شنه تنظيم داعش الإرهابي استهدف حواجز للجيش السوري غي محافظة الرقة شمال سوريا.
واستهدف الهجوم الحواجز العسكرية التابعة لقوات الجيش السوري، وأضرم مقاتلو داعش النيران في آليات عسكرية والمنازل قبل أن ينسحبوا من المنطقة.
في هذا السياق، قال محمد كمال الجفا الباحث والخبير العسكري السوري، إن الهجوم الدموي الذي شنه عناصر وخلايا داعش على قوات الجيش العربي السوري أدى الى استشهاد عشرة عناصر من قواته كانت تؤمن حماية الطريق الدولي بين الرقة وحلب وأدى الهجوم الى مقتل مجموعتين من عناصر الحماية للطريق وحرق آلياتهم.
وأضاف الجفا في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هذا ثاني هجوم تشنه داعش في نفس القطاع خلال أسبوع واحد حيث تعرضت قافلة نفط تنقل النفط الخام الى مصفاة حمص إلى هجوم كبير أدى الى مقتل أيضا خمسة عناصر من قوات الجيش السوري وجرح عدد أخر من السائقين المدنيين وكان الهجوم على محور الرقة السلمية حماه.
وأوضح الجفا أن هناك زيادة في هجمات داعش على قوات الجيش والمدنيين والتجمعات البدوية التي تقوم بتربية الأغنام في الصحراء السورية وخاصة في معظم قطاع غربي ضفاف نهر الفرات الذي تتواجد في مراعي موسمية ضمن منطقة الاستقرار الزراعي .
الجفا: هجمات داعش تستهدف الدولة السورية
ولفت الجفا إلى أن كل الهجمات التي تقوم بها داعش تستهدف المناطق التي تتواجد فيها الدولة السورية ولم تستهدف أي منطقة تتواجد فيها القوات الأمريكية أو قوات سوريا الديمقراطية “قسد” وبالتالي المبرر القانوني الوحيد الذي تستند اليه الولايات المتحدة وحلفائها لتبرير وجودها في سوريا هو ضمن تحالف العزم الصلب الذي هدفه الرئيسي محاربة داعش وهذه كذبة كبرى لم تقم الولايات المتحدة على الاطلاق بملاحقة خلايا داعش الإرهابية التي تتواجد في مناطق الدولة السورية ولم تساند في أي موقف قوات الجيش السوري عندما تخوض معارك ضارية مع داعش بل أثبت بالدليل القاطع في عشرات المرات وضمن اعترافات عدد كبير من المقاتلين الذين القي القبض عليهم في مناطق الاستقرار التابعة للجيش السوري انهم تلقوا تدريبات عسكرية وتقنية ويحملون تجهيزات وأجهزة اتصال وعتاد مسلم اليهم من قبل القوات الأمريكية في منطقة التنف.
موقف الولايات المتحدة من وجود داعش في سوريا
وحول التصريحات والإعلانات والأخبار التي تبثها القوات الأمريكية عن إلقاء القبض على عناصر من داعش او اشتباكات مع عناصر من داعش تهاجم القوات الكردية فهم من مجموعات المقاومة الشعبية السورية الذين يهاجمون قوات قسد وهم من العشائر العربية الذي يعارضون الاحتلال الأمريكي والكردي لأراضيهم ومناطقهم ويتهمونهم بأنهم خلايا تابعة لداعش .
وأضاف الجفا أن التهديدات الأمريكية المتواصلة لسوريا وإعادة تجميع بعض المكونات العشائرية العربية مثل جيش سوريا الحرة وجبهة ثوار الرقة وقوات الصناديد وإدخال قوات أمريكية جديدة للهجوم على قوات الجيش السوري والحلفاء لقطع طريق الترانزيت الدولي بين العراق وسوريا واحتلال مدينة البوكمال والميادين لفصل سوريا عن العراق بالكامل وتمدد القوات الأمريكية في التنف الى محافظتي درعا والسويداء لعزل سورية أيضا عن الأردن ودول الخليج والتسخين الحاصل في كل المنطقة سيعيد أحياء خلايا داعش وسيؤدي الى تزايد نشاطها العسكري والإجرامي في مناطق الدولة السورية .
وتابع الجفا "بالعودة الى خريطة تواجد ونشاط داعش في البادية السورية تبعا لزيادة حدة النشاطات العسكرية التي يقوم بها خلال العام الحالي نلاحظ تواجد في ستة مناطق جميعها في مناطقة سيطرة الدولة السورية ولا يوجد أي بقعه جغرافية يتواجد فيها مقاتلو داعش ضمن مناطق سيطرة الاحتلال الأمريكي وبالتالي يتبين لكل المتابعين أن هؤلاء المجموعات التي تعمل على مبدأ الذئاب المنفردة تنتقل من مناطق شرق الفرات التي تحتلها القوات الأمريكية بالتعاون مع قسد هي منطقة عبور نشطة لمقاتلي داعش الى مناطق غرب الفرات لتشكيل مجموعات صغيرة تقوم بعمليات عسكرية خطرة ومميتة ومتنقلة ضد أهداف حيوية وتجمعات رعاة وبدو رحل مما أدى الى مقتل العشرات من المدنيين والعسكريين السوريين وإعدام وسرقة عدة آلاف من رؤوس الأغنام والتي هي المصدر الرئيسي للحياة للبدو الرحل في المنطقة .
داعش يعود لمرحلة الهجوم والتمكين
وتابع الجفا أن داعش وسعوا مناطق نشاطهم من ثلاث مناطق في بداية العام الى ستة مناطق حتى بداية الشهر الثامن من العام الجاري.
وأوضح الجفا أن هناك تغيير كلي في تنفيذ الهجمات من قبل داعش حيث انتقلت من مرحلة الهجوم والفرار الى مرحلة الهجوم والتمكين والاحتلال للمنطقة والانسحاب قبل وصول تعزيزات من الجيش السوري مما يدل على قدرة التنظيم على تلقي معلومات من طائرات مسيرة وأقمار صناعية وقدرة على دراسة دقيقة للمنطقة وحجم القوات المتواجدة ونقاط الضعف المتواجدة في كل قطاع لأن المنطقة التي استهدفت هي منطقة مدنية بالكامل ولا يوجد فيها نقاط ضخمة للجيش وليست ضمن خطوط الأمداد للجيش بل يتواجد فيها حواجز عسكرية بتسليح خفيف وسيارات دفع رباعي وليست وحدات قتالية .
وتابع الجفا "نحن في حالة حرجة ومن الممكن عودة داعش وبقوة وزيادة هجماته على قوات الجيش ومناطق الاستقرار الامنة في ظل التوترات والتسخين والتهديدات بالحرب من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وسيكون عمل هذه الخلايا خلف صفوف قوات الجيش وقوافل الأمداد والإغاثة وباصات النقل المدني وصهاريج نقل الفيول الى مصافي حمص وبانياس ".
وأكد الجفا أن الحجة الرئيسية والمبرر القانوني لتواجد الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا هي محاربة داعش لكن تبين بالدليل القاطع أن التواجد الأمريكي في سوريا يساعد داعش ويمدها بعوامل القوة والقدرة على شن هجمات سريعة وخاطفة ضد القوات السورية ولم نشهد ولا حالة واحدة لتدخل الولايات المتحدة او ملاحقتها لخلايا داعش داخل مناطق الاستقرار السوري وبالتالي استمرار الوجود الأمريكي في سوريا هو تقويض وخطر لكل عوامل الاستقرار في سوريا والعراق ومن مصلحتها استمرار هذه الهجمات لتبرير وجودها لأطول مدة ممكنة.