رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكايات العاملين فى لهيب الشمس.. باحثون عن لقمة العيش أسفل الحرارة

الأرصاد
الأرصاد

تمرّ مصر الآن بموجة حر شديدة لا سيما خلال الأسبوع الحالي مع انتصاف شهر يوليو، وهو أحد شهور الصيف شديدة الحرارة، والتي وصلت فيها إلى بعض الأحيان إلى 38 درجة و39 درجة مئوية.

وحذرت الأرصاد المصرية، مطلع الأسبوع الحالي، من التعرض المباشر للحرارة والإجهاد الحراري، حتى لا تتم الإصابة بضربة الشمس، معلنة استمرار الموجة الحارة وارتفاع درجات الحرارة على كل الأنحاء، لتسجل 40 درجة مئوية على القاهرة الكبرى و45 درجة على محافظات جنوب البلاد.

الأرصاد تحذر

وحذرت الأرصاد الجوية من التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال هذه الفترة، منعًا للإصابة بالحروق، ونصحت بشرب الماء بكميات كبيرة والعصائر الطبيعية، وارتداء الملابس فاتحة اللون، وكاب لحماية الرأس من أشعة الشمس.

إلا أن هناك كثيرين من أصحاب المهن الشاقة يتطلب عملهم المكوث أسفل الشمس مباشرة ساعات طويلة في النهار، للبحث خلف لقمة العيش، فيقضون تلك الساعات تحت لهيب الشمس.

فتحي سالم، مزارع من المنوفية، والذي يتطلب عمله في الأرض البقاء أسفل الشمس لفترات طويلة، يقول: "شغلنا كفلاحين ومزارعين لازم نكون في الأرض ساعات طويلة من النهار عشان نزرع ونشوف الأرض ناقصها إيه".

يوضح أنه يعمل طوال ساعات النهار أسفل الشمس في أرضه، ويتعرض أحيانًا للإجهاد نتيجة الحرارة ولا يوجد أي سبيل يستظل تحته؛ لأنه يزرع خضروات وأرضه ليست بها أشجار هي مساحة خضراء واسعة.

يضيف: "ربنا بيهون الساعات دي علينا، رغم أن مفيش أي نسمة هواء من شدة الحرارة، لكن فيه طرق بدائية بنستخدمها، زي التلج بنجيب معانا قوالب تلج ونحطها فوق رأسنا عشان ضربات الشمس؛ لأننا نتعرض للشمس مباشرة مفيش فواصل".

تعاني مصر من الاحتباس الحراري منذ سنوات، فيما بلغت مساهمة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري لمصر في الانبعاثات العالمية 0.6%، وتعتبر مصر من أقل الدول مساهمة في الانبعاثات العالمية.

أما أحمد منصور، ويعمل مبيض محارة، ويقضي ساعات عمله تحت لهيب الشمس في أثناء العمل، من السادسة صباحًا حتى غروب الشمس في الثامنة مساءً مقابل 200 جنيه يوميًا من العمل الشاق تحت حرارة الشمس.

يقول: "نعمل تحت حرارة الشمس، لأن المباني اللي بنقوم بتبيض محارتها ملهاش سقف والموقع كله بيكون حرارة الشمس ضاربة فيه، وبشتغل حوالي 15 ساعة واليومية 200 جنيه، وممكن المشروع يستمر شهور الصيف كلها".

يوضح أنه يعمل أسفل تلك الحرارة دون مراوح أو تكييفات: "إحنا مضطرون للعمل في الحرارة دي؛ لأن مش هينفع ناخد إجازة في الصيف بسبب الحرارة، لأن الشغل هو مصدر رزقنا الوحيد ولأولادنا".

تعرض أحمد مرات عديدة للإجهاد الحراري وضربات الشمس لاسيما خلال الأسبوع الحالي، والذي ارتفعت فيه الحرارة، إلا أنه استمر في العمل كي يحصل على يوميته لأن الإجازة تعني الحرمان من اليومية.