دراسة للمرصد المصرى: 30 يونيو أنهت 85 عامًا من تآمر الإخوان على الوطن
أكد المرصد المصري، التابع للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن المصريين ليس عليهم فقط أن يفخروا بـ30 يونيو، بل عليهم الزهو بما مهد الطريق أمام الوصول لـ30 يونيو لأنه يجدد في كل عام الثقة في القوات المسلحة التي تحمي حدود هذا الوطن والتي قامت بدور وطني، فضلا عن دورها السياسي في 30 يونيو، مضيفة أنه فى ذلك التوقيت مارست القوات المسلحة دورها الوطني بمزيد من العزة والشرف والشفافية وتعاملت حتى الدقائق الأخيرة بمنطق الصراحة والمكاشفة وعرض الصورة حقيقية وواقعية على مأساويتها.
وقال المرصد فى دراسة له نشرت بعنوان "أيام الحسم.. كيف أنهى السيسي 85 عامًا من التآمر على الوطن"، للباحثة نيرمين سعيد، إن كل ما قيل بعد ذلك من أن 30 يونيو حيكت لها الأمور بالتضليل أو التآمر على الرئيس الأسبق محمد مرسي عيسى العياط يجانب الصحة تماما والوثائق والسجلات تؤكد أن مؤسسة القوات المسلحة حرصت منذ اليوم الأول لتولي محمد مرسي سدة الحكم على أن يكون رئيسا لكل المصريين إلا أنها رفضت وبإباء يتناسب مع عراقة العسكرية المصرية أن تأتمر بغير أوامر الشعب والقائد الأعلى للقوات المسلحة وليس المرشد العام الذي لم يكن خفيا أنه كان من يتحكم في مؤسسة الرئاسة.
وأشارت الدراسة إلى أن المفارقة في الأمر أن الإخوان “مهدوا” لـ 30 يونيو من تلقاء أنفسهم عن طريق ممارساتهم الاحتكارية للسلطة والدين والحقيقة وهو ما عبر عنه المشير السيسي في خطاب بتاريخ 18-8-2014 عندما قال "إن الإخوان استخدموا سلم الديمقراطية للوصول إلى السلطة ثم سحبوا السلم من خلفهم لضمان ألا يحكم أحد غيرهم والأمر ليس مثيرا للاندهاش، خصوصا أنهم من قالوا إحنا جايين نحكم 500 سنة”.
ونوهت الدراسة بأن المهازل بدأت في ممارسات الإخوان بعد خمسة أشهر من وصول مرسي للسلطة وبالتحديد في نوفمبر 2013 وانتهت بكارثة الإعلان الدستوري التي سمحت بتحصين قرارات رئيس الجمهورية واعتبارها فوق دستورية وهو الأمر الذي أثار حفيظة الشعب المصري بأكمله حتى شعر أن مكتب الإرشاد هو الذي يدير بلدا بحجم مصر، مضيفا أنه لم تسر العلاقات بأفضل ما يكون فقد رأت مؤسسة القوات المسلحة في ذلك التوقيت أن تصرفات الرئيس السابق ومن أمامه مكتب الإرشاد تهدد الأمن القومي لمصر وكان من أبرز هذه الانعكاسات المؤتمر الذي أعلن فيه محمد مرسي مقاطعة سوريا والاستعداد لإرسال مجاهدين للأراضي السورية، وكان سبقها أقال محمد مرسي العياط اثنين من كبار قادة الجيش للتقاعد أحدهما هو المشير حسين طنطاوي الذي ظل 20 عاما وزيرا للدفاع في عهد مبارك في خطوة بدا أنها تمثل رغبة ملحة في الخلاص من آثار الماضي.
وتطرقت الدراسة إلى محاولات للاحتواء، للتوجيه أو النصح ومنها محاولات مباشرة وغير مباشرة لاحتواء الموقف، أما المحاولات المباشرة فتضمنت أحاديث بين المشير عبدالفتاح السيسي وبين الرئيس السابق، بينما شملت المحاولات غير المباشرة تقديم ثلاثة تقديرات موقف استراتيجية في محاولة لإيصال الصورة الحقيقية للرئيس وتقديم المقترحات والتوصيات، بما يتناسب مع المخاطر كما تم إيفاد ثلاث شخصيات بخطط كل على حدة منهم رئيس الوزراء ورئيس مجلس الشورى والدكتور محمد سليم العوا، وهو ما ورد في خطاب المشير السيسي بتاريخ 24 يوليو 2013 أثناء تخريج دفعة القوات الجوية.
ورصدت الدراسة رسم المصريون خريطة الطريق، التى بدأت بإطلاق مجموعة من النشطاء “حركة تمرد” في أول مايو مبادرة لجمع التوقيعات للمطالبة برحيل مرسي، واكتسبت زخما حتى أعلنت أنها جمعت أكثر من 22 مليون توقيع ودعت إلى تنظيم مظاهرات ضخمة في مختلف أنحاء البلاد يوم 30 يونيو بمناسبة مرور عام على تنصيب مرسي، وفي اليوم التالي لمظاهرات 30 يونيو حدد السيسي مهلة مدتها 48 ساعة لمرسي فإما الاستجابة لمطالب المتظاهرين باقتسام السلطة مع المعارضة وإما افساح المجال أمام الجيش لطرح خريطة طريق أخرى.
واختتمت الدراسة أنه في “365 يوما قضاها الشعب حملت كثيرا من هزل هذه الجماعة والذي كان أضخم من أن تمرره مؤسسة أو يتغاضى عنه شعب، والتاريخ قد دون الاحتفال الهزلي بالذكرى 39 لنصر أكتوبر المجيد في استاد القاهرة حين ارتاد محمد مرسى سيارة مكشوفة وجاب الاستاد وسط لفيف من قتلة الرئيس السادات، مضيفة أن المشهد كان أكبر من أن يحتمل والدلالات كانت مفزعة بطريقة جسدت مستقبل المصريين أمام أعينهم، فكان لا بد من الحراك الشعبي في 30 يونيو لإنهاء 85 عامًا من تآمر هذه الجماعة على الوطن، خارطة الطريق رسمها المصريون ونفذها المشير السيسي”.