البطريرك يوحنا العاشر يترأس قداس أحد العنصرة في الكاتدرائية المريمية في دمشق
أقام البطريرك يوحنا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس قداس أحد العنصرة في الكاتدرائية المريمية في دمشق.
شارك بحضور القداس الإلهي عدد من الأساقفة والكهنة والأرشمندريت فيليب ممثل الكنيسة الروسية في دمشق ولفيف من الشمامسة.
وقال البطريرك في عظته منذ عيد العنصرة وحتّى أحد الفصح تبدأ كلّ صلاة في الكنيسة الأرثوذكسيّة باستدعاء الروح القدس: "أيّها الملك السماويّ، المعزّي، روح الحق، الحاضر في كلّ مكان والمالئ الكلّ، كنز الصالحات ورازق الحياة، هلمّ واسكن فينا وطهّرنا من كلّ دنس، وخلّص أيّها الصالح نفوسنا".
وتسأل البطريرك مَن هو الروح القدس؟ مضيفًا: هو احد الأقانيم الثلاثة، وهو غير المنفصل عن الله الآب والله الابن، وهو أيضًا الله الروح القدس، لإن إلهنا ثالوث قدّوس، آب وابن وروح قدس إله واحد في الجوهر.
وتابع صحيح أنّ في هذه الصلاة تخصيصًا للروح القدس، ولكن تبقى صلاتنا ثالوثيّة جامعة للإله الواحد، تمامًا كما نصلّي "أبانا الذي في السموات".
وأستكمل هو "الملك السماويّ" لأنّه "روح رئاسيّ"، يَهدي ويعضد ويرشد، ويحقّق ملكوت الآب على الأرض الذي تمّ بالابن مِن بعد ما انتصر على الموت وقام من بين الأموات وصعد إلى السموات.
وتابع هو المعزّي الذي يعطينا أن نكون دائمًا في حضرة المسيح من بعد صعوده.
فالمسيح قال: "ومتى جاء المعزّي، الذي أرسله أنا إليكم من الآب، فهو يشهد لي" وقال أيضًا "يعلمّكم كلّ شيء" وهو روح الحقّ كما يسمّيه الربّ يسوع "الذي من عند الآب ينبثق" بحسب كلمات الكتاب المقدس.
وأستطرد بهذا، نقول: الآب والد وباثق. الابن مولود مِن الآب، والروح القدس منبثق من الآب، المسيح يرسل الروح القدس المنبثق من عند الآب إلى العالم.
وتابع هو الروح المعزّي الذي يعطي الفرح والمواهب ويعزّي الإنسان في غربته عن الله في هذه الحياة، إلى أن يأتي الربّ في مجيئه الثاني. هو حضور الله في العالم، ولهذا هو "حاضر في كلّ مكان ومالئ الكلّ"و هو روح التجدّد في كل مرّة نتوب فيها عن خطايانا ونعترف.
وأضاف هو روح التقديس، وهو مبتغانا لنكون في حضرة الله الدائمة. وكلّما حافظنا على نعمة الروح القدس ونمّيناها يفيض حضوره فينا نصبح ونحن "كنز النعمة". هذه هي القداسة. فإنّ اقتناء الروح القدس هو الاتّحاد بالله. ألا يقول القديس سيرافيم ساروف إنّ هدف الحياة المسيحيّة هو اقتناء الروح القدس.